مازالت أصداء قرار الناخبين البريطانيين بالخروج من الاتحاد الأوروبي تتردد بقوة أوروبيا وعالميا في حين يواجه رئيس الوزراء البريطاني المستقيل ديفيد كاميرون ضغوطا عنيفة لتسريع عملية اختيار رئيس وزراء جديد وإطلاق مفاوضات الانفصال أو الخروج من الاتحاد الأوروبي. وعقد وزراء خارجية الدول الست المؤسسة للاتحاد الأوروبي (ألمانياوفرنسا وإيطاليا وهولندا وبلجيكا ولوكسمبورج) اجتماعا أمس في العاصمة الألمانية برلين لبحث تداعيات خروج بريطانيا. وأعلن وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير في ختام الاجتماع أن هذه الدول ترغب في أن تبدأ بريطانيا عملية الانفصال «في أسرع وقت». وأكد شتاينماير أن الاتحاد الأوروبي سيقاوم صدمة خروج بريطانيا مؤكدا أن الدول الست لن تدع أحدا «يسلب» أوروبا منها. وقال شتاينماير «إننا في وضع لا يسمح بأي هستيريا أو حالة صدمة» وأضاف «علينا عدم القيام بخطوات سريعة والإدعاء بأن لدينا كل الأجوبة.. لكن علينا كذلك عدم الاستسلام للإحباط والتقاعس». ودعا وزير الخارجية الفرنسي جان مارك آيرولت إلي تعيين رئيس وزراء بريطاني جديد في أسرع وقت خلفا لديفيد كاميرون الذي استقال إثر قرار البريطانيين بالانسحاب من الاتحاد الأوروبي. وقال آيرولت «يجب تعيين رئيس وزراء جديد الأمر يستغرق بضعة أيام» بدون المزيد من التوضيحات. وأضاف آيرولت «يجب أن تبدأ المفاوضات علي وجه السرعة لما فيه المصلحة المشتركة». وأوضح آيرولت أن الوزراء الستة بحثوا أفضل وسيلة لتحريك المشروع الأوروبي علي أساس طرح فرنسي ألماني. وفي فرنسا أعلن الرئيس فرنسوا أولاند أن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي يطرح «تساؤلات في كل العالم» داعيا إلي إنجاز هذه الخطوة «بشكل منظم». وفي مؤتمر صحفي مع السكرتير العام للأمم المتحدة باني كي مون قال أولاند إن خروج بريطانيا لا تأثير له علي مكانتها في الأممالمتحدة». وأعرب أولاند عن أسفه العميق للتصويت البريطاني وإن كان يحترمه «لأن هذه هي الديمقراطية» داعيا من جديد إلي «استخلاص كل العبر والنتائج». وأكد أولاند أن فرنسا تنوي «الإبقاء علي العلاقات مع المملكة المتحدة» في المجال الاقتصادي وفي قضايا المهاجرين واللاجئين والدفاع. وفي ألمانيا دعت المستشارة أنجيلا ميركل بريطانيا لتقديم طلب الخروج في أسرع وقت وقالت «لا يجب أن تنتظر للأبد». من جانبه حذر رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر من أن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي لن يكون «طلاقا وديا» لكنه لم يكن أيضا «علاقة حب قوية». وطالب يونكر لندن بأن تقدم «علي الفور» طلبها للخروج وقال يونكر «لا أعرف لماذا تحتاج الحكومة البريطانية للانتظار حتي أكتوبر لتقرر ما إذا كانت سترسل طلب الخروج إلي بروكسل.. أريد الحصول عليه فورا». وفي مقابلة مع صحيفة «بيلد» الألمانية اعتبر يونكر أن برلين سيكون لها «دور مركزي أكثر أهمية» داخل الاتحاد الأوروبي في الفترة القادمة وأقر يونكر بأن الاتحاد الأوروبي لا يخلو من الشوائب لكنه شدد علي أن «هذا أفضل ما لدينا لجمع دول أوروبا حول نفس الطاولة». وألقي يونكر باللوم علي كاميرون وقال «عندما يهاجم المرء أوروبا من الاثنين للسبت لا يمكنه أن يتحول يوم الأحد إلي مدافع شرس عنها».