سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
بورسعيد بلا عشوائيات نهاية العام أهالي «القابوطي» يحتفلون بالانتقال لمنازلهم الجديدة وانتهاء حياة العشش خليل : تخلصت من كابوس.. محمود : أقمت في «عشة» 20 عاماً
بعد فرحة انتصار أكتوبر التي عاشتها بورسعيد، عاد أهلها لمحافظتهم بعد سنوات التهجير التي امتدت لستة أعوام، بدأوا حصاد ثمن النصر ليودعوا آثار السنوات العجاف، فقد جاء إعلانها كمنطقة حرة ليسطر صفحة جديدة في حكاية المدينة الصامدة، لكن الوضع الجديد أفرز سلبياته ايضا، فقد نزح الآلاف من المحافظات الآخري ليحققوا استفادة مادية ويحصلوا علي فرص عمل، وهو ما أدي الي تزايد العشوائيات، وأزدحمت المدينة بأكثر من خمسين ألف «عشة» شوهت جمالها، وأجهدت مرافقها، وأفرزت مشكلات اجتماعية خطيرة، استمرت المعاناة لسنوات حتي أطلق الرئيس عبدالفتاح السيسي إشارة بدء المواجهة، وتتابعت الجهود ليتغير وجه المدينة التي أخذت تستعيد جاذبيتها ومع نهاية العام تكتب بورسعيد شهادة وفاة العشوائيات. ويؤكد اللواء عادل الغضبان محافظ بورسعيد ان مشكلة العشش كانت من أكبر المشكلات التي واجهتها المحافظة وأثرت علي مسيرة مشروعات التنمية بها فقد استنزفت المليارات لحلها دون أن تكون هناك خطة شاملة للتعامل مع المشكلة بشكل حاسم أو قطعت المحافظه شوطا كبيرا علي طريق الحل حتي جاءت تعليمات الرئيس بوضع كل الامكانيات للتخلص من هذه المشكلة تماما ويضيف بدأنا العمل لتنفيذ تعليمات الرئيس وبالفعل لم يبق في بورسعيدالا تجمعا وحيدا للعشش في منطقة عزبة أبو عوف وتم حصر المستحقين فيها ووصل عددهم الي 916 مستحقا وجاري الانتهاء من بناء الوحدات الخاصة بهم وسيتم تسليمها لهم قبل نهاية العام ولم نلتفت لمحاولات البعض التحايل ببناء عشش وهمية للحصول علي وحدات سكنية بغير حق.. وأضاف المحافظ انه يتم هذه الايام تسليم 216 وحدة سكنية لآخر تجمع للعشش في منطقة القابوطي وتبقي 214 حالة تنتمي للمنطقة التي كانت تعرف بعشش زرزارة وكان يضم اكثر من خمسة وثلاثين الف عشة وهناك حوالي 1200 عشة تقع خارج كردون مدينة بورسعيد في عزب هاجوج والجناين والاصلاح ويتم ايضا بناء الوحدات الخاصة لهم ويساهم صندوق مكافحة العشوائيات بمجلس الوزراء بشكل فعال مع المحافظة وكذلك وزارة الاسكان فًي وضع كلمة النهاية لهذه المشكلة التي انهكت المحافظة طويلا وأكد المحافظ ان أولا بأول خطوات التنفيذ للمشروع ويذلل اي عقبات لنحتفل ان شاء الله مع نهاية العام بعودة بورسعيد الجميلة الخالية من العشوائيات تماما. سكن بديل انتقلت «الأخبار» الي منطقة القابوطي لتتابع تسليم المواطنين لمساكنهم الجديدة 216 حاله ويقول المهندس سعيد رخا رئيس حي الضواحي ان منطقة القابوطي ظلت طوال تاريخها مكانا للعشش حيث كانت مستقرا للصيادين العاملين ببحيرة المنزلة وزادت مشكلة العشش بها بعد انشاء المنطقه الحرة وتتابعت الجهود لحل هذه المشكلة وانفردت القابوطي بما يعرف بسكان البلوكات وهو سكن بديل للأسر وقد مضت خطة الحل بشكل مزدوج الاول بنقل سكان العشش لمساكن جديدة والثاني بتسليم الارض التي اقيمت عليها العشش لسكان البلوكات لبناء وحدات بمعرفتهم وكانت تعليمات المحافظ تشدد علي إنهاء آخر تجمعين للعشش والبلوكات بالمنطقة معا وبالفعل بدأنا منذ أول الاسبوع في تسكين أخر دفعة من قاطني العشش وتسليم الارض لآخر مجموعة بلوكات. وفي نفس الوقت يتم تنفيذ أكبر مشروع للصرف الصحي لتوصيل شبكة الصرف للمناطق المحرومة بالمنطقة فقد طلب المحافظ بإدخال المياه والكهرباء لسكان العشش فور تسلمهم للوحدات السكنية. حلم يتحقق عاشت «الأخبار» فرحة سكان عشش القابوطي وهم ينتقلون لمساكنهم الجديدة بعد سنوات طويلة من العذاب والمعاناة وسط ظروف غاية في الصعوبه واجهوا خلالها محنة السكن غير الادمي بالعشش، ويقول خليل عباس علي 49 سنه كنت اعيش حلما بعد ان تخلصت من كابوس عشت فيه مع اسرتي ثماني سنوات داخل عشة ذقنا فيها طعم المهانة ونحن نعيش وسط الفئران والحيوانات الضالة وبدون صرف صحي أو مياه للشرب ولكن الحمد لله .. قد تحقق حلمنا في عهد الرئيس السيسي فشكرا له ولمحافظ بورسعيد والذي زار المنطقة اكثر من مرة لمتابعة سير العمل بالوحدات الجديدة لضمان سرعة الانتهاء منها. وتؤكد زوجة الحاج الخضر محمد انها ظلت تعيش مع زوجها بالعشة طوال 23 سنة حتي فقدا الأمل في أن يأتي يوم ويسكنان فيه داخل منزل ادمي مغلق عليهما بدل من العيش بالشارع ولم نذق طعم النوم انا وزوجي قبل تسلم المنزل الجديد بعدة ايام غير مصدقين ان الحلم سيتحقق وطبعا فرحتنا لا توصف وكذلك فرحه السكان جيراننا ونحمد الله الذي اكرمنا بعد طول معاناه كما نشكر كل القيادات التي حسمت هذه المشكله اخيرا. بكاء الفرحة ويقول محمود سيد أحمد تزوجت في بداية حياتي وأقمت في عشة وكنت اظن ان المقام فيها لن يطول لم أكن أتخيل أنني ساعيش وأسرتي داخل هذه العشه طوال 20 سنة كاملة كانت كلها مآس ونحن نواجه الأمطار في الشتاء ونعاني من حر الصيف وكل هذا اصاب اطفالي الثلاثة بالأمراض وطالت بي المدة حيث رفض طلبي للسكن مرتين واستبد اليأس بي ولكنها رحمة الله اكبر من كل أمر، واخيرا تم قبول اوراقي وحصلت علي وحده سكنيه وبكيت انا وزوجتي بعد أن رأينا اسمنا في كشوف المستحقين وشعرنا اخيرا اننا استعدنا الشعور بالامان وسعادتنا لاتوصف ونأمل أن يستكمل المسئولون مرافق المنطقة من رصف الشوارع والانارة لها لتصبح منطقة نموذجية مثل باقي المناطق بالمدينة وفي كل الاحوال الشكر واجب للقيادة السياسية وعلي رأسها الرئيس عبدالفتاح السيسي الذي يولي الفئات البسيطة كل اهتمامه بالاضافة لكل من انتشل سكان العشش من ظلمات المعاناة والالم الي نور الحياة الانسانية.