د. حازم ياسين يفحص مريضة اسبوع الشفاء عديلة وفايقة ومحمد..ثلاثة مرضي ارسلوا إلي اسبوع الشفاء من اماكن مختلفة ..لكن خطاباتهم جميعا كانت تحمل نفس المأساة.. فالثلاثة اصابتهم امراض خطيرة بالعين.. واصبحوا مهددين بضياع البصر وانطفاء نور العين.. وداخل مستشفي العيون الدولي جمعهم اسبوع الشفاء ليتم فحصهم علي يد صديق اسبوع الشفاء د. حازم ياسين .. وتكون بداية رحلة الشفاء للحالات الثلاث. قرنية مخروطة كانت فايقة تعيش حياة سعيدة مع زوجها وابنتها الصغيرة.. ومنذ شهور قليلة بدأت تشعر فجأة بزغللة في عينيها وعدم القدرة علي الرؤية بوضوح.. وبمرور الوقت اصبحت لاتستطيع تحديد ملامح الوجوه التي تشاهدها ولعلمها بضيق ذات اليد وضعف امكانيات زوجها ذهبت إلي المستشفي الاميري القريب من منزلها وهناك عرفت انها في حاجة ماسة إلي عملية جراحية خاصة وانها تعاني من القرنية المخروطية وساءت حالتها حتي اصبحت تعاني من صداع قاتل، فكان خطابها إلي »أسبوع الشفاء« طالبة النجدة بعد ان عرفت بأن التأخير في اجراء تلك العملية قد يهدد عينيها بضياع البصر. عيون ست الحبايب أما عديلة والتي تجاوزت الخمسين من عمرها فقد تزوجت وانجبت ابنة ولم توفق في زواجها، وتم الانفصال عن زوجها، فعكفت علي تربية ابنتها بمساعدة اخواتها، ورغم ان مواردهم تكاد تكفي تدبير امور حياتهم، إلا انهم احاطوها برعايتهم وتوفير القوت الضروري لها ولابنتها. ومنذ عامين بدأت عديلة تشعر بأن نور عينيها بدأ ينطفيء ويكاد يتلاشي، وكانت لاتستطيع ان تخبر اخواتها بذلك، لانها تعرف أنهم لايستطيعون حتي شراء زجاجه دواءواحدة، وكانت عندما يشتد عليها التعب تقطع تذكرة بجنيه واحد في المستشفي الحكومي وتأخذ ما يعطونها من علاج لكن حالتها ازدادت سواء. قررت عديلة ان تذهب إلي المستوصف الاهلي الموجود بالقرب من بيتها والذي يقوم بعلاج الفقراء دون مقابل. وهناك فحصها استشاري العيون وقرر أن السيدة تعاني من مياة بيضاء وتحتاج لتركيب عدسة في العين. عادت السيدة إلي بيتها وظلت تبكي حتي اذان الفجر وبعد صلاة الفجر قامت ابنتها لتكتب خطابا إلي »أسبوع الشفاء« تطلب مساعدتها في انقاذ نور عيون ست الحبايب، لان الاستشاري حذرها من خطورة تأجيل تلك العملية. مستقبل محمد كان محمد والذي يعمل في نادي الجزيرة كعامل خدمات، في نادي اولاد الذوات يشعر بأن الدنيا اخيرا ابتسمت له بعد ان نجح في الحصول علي هذا العمل، ورغم ان الراتب كان يكفيه بالكاد، حيث كان يصرف جزءا من راتبه ويدخر الباقي علي امل ان يجد ابنة الحلال ليتزوج ويكون اسرة، الا ان .محمد« وعلي غير موعد بدأ يشعر بزغلله في عينيه ، وبدأ يعاني من عدم وضوح في الرؤية، فسعي رئيسه في العمل إلي مساعدته بعرضه علي احد الاطباء المعروفين في العيون من اعضاء النادي والذي اخبره بأن عين محمد بها مياه بيضاء ولابد من ازالتها. اسودت الدنيا امام عين محمد ولم تعد المياه البيضاء هي التي تهدده بل ايضا سواد الدنيا مع تلك الظروف التي احاطت به، فاخبره رئيسه في العمل بأن العبد في التفكير والرب في التدبير وقام بارسال خطاب إلي »أسبوع الشفاء« يطلب المساعدة في اجراء العملية لمحمد. صديق اسبوع الشفاء اصطحبنا اصحاب الخطابات الثلاثة إلي صديق اسبوع الشفاء الدائم د. حازم ياسين استاذ جراحة طب العيون بجامعة القاهرة وهو من اكثر جراحي العيون تعاونا من اسبوع الشفاء، فهو يجري ما بين عشر إلي 51 عملية جراحة في العام الواحد لمرضي اسبوع الشفاء دون اي مقابل، بل في احيان كثيرة يدبر لهم العدسات وأدوات اخري كثيرة تستخدم في عمليات العيون. يشعر الدكتور حازم بمتعة خاصة عندما يساعد المرضي الفقراء، وهو لايكتفي بالفحص الظاهري للحالة، بل يجلس اليها ويعطيها الكثير من الوقت ويستمع إلي ادق التفاصيل في حياته، ويحاول ان يتجاذب معها اطراف الحديث لكي يدخل إلي قلبها الهدوء والسكينة، فهو علي يقين من ان هناك مئات بل ألوف وربما ملايين من الفقراء يذهب نور عينهم بسبب الفقر وعدم القدرة المالية للعلاج، ويشعر بالمرارة ان يقف ضيق ذات اليد امام ضياع نعمة يصفها بأنها من اعظم النعم التي انعمها الله علي الانسان، والتي لابد من الحفاظ عليها، ويحمد الله بأنه منحنا العلم والقدرة علي العلاج، وناشد وزارة الصحة بالاسراع باصدار قانون التأمين الصحي الشامل حتي يتيح للفقراء العلاج. كان يوما مشحونا بالعديد من العمليات بمستشفي العيون الدولي، وكان ثلاثي مرضي »أسبوع الشفاء« قد حدد لهم الدكتور حازم يوما واحدا لاجراء العملية. داخل صالة خاصة بتجهيز المرضي بمستشفي العيون الدولي اجتمع المرضي الثلاثة وهم يرتدون الملابس الخاص بالعمليات، والتي تم تعقيمها، وبدأت عملية اعدادهم للعملية الجراحية، العيون تتسع وتزيد اتساعا من خلال قطرة العين وتتسع معها أحلامهم بالخروج من المستشفي وهم يرون حتي يتمكوا من العودة للحياة من جديد، فهدي تريد نور العين من اجل ابنتها وزوجها، وتريد ان تواصل حياتها التي لم تبدأ بعد، وعديلة بدأت تشعر بأنها تحتاج إلي نور العين أكثر من ذي قبل خاصة بعد ان بدأت ابنتها تكبر امام عينها، وتعوضها عن عدم نجاح زواجها، اما محمد فعودة عينيه إلي حالتهما الطبيعية سوف يضمن ألا يطرد من عمله وتتبدل حياته بل وتنقلب رأسا علي عقب. كان د. حازم من اكثر الناس سعادة في هذااليوم فلقد قرر هذا العام التبرع بعمل سبع عمليات اخري، مؤكدا انه لوكان لديه متسع من الوقت لأجري المزيد من العمليات، الا انه سوف يسافر إلي الولاياتالمتحدةالامريكية بعد يومين للمشاركة في احد المؤتمرات العلمية مؤكدا أنه يحرص علي المشاركة في تلك المؤتمرات والتي اكتشف أنها تقدم كل جديد من مؤتمر إلي مؤتمر وليس من عام لعام، وان جراحي طب العيون في مصر قد وصلوا إلي مكانة بارزة علي مستوي اطباء وجراحي طب العيون في العالم ولابد من الحفاظ علي هذا المستوي ومن خلال مواكبة كل جديدلحظة بلحظة، واننا لابد من ان نكون ضمن منظومة التطور التقني وليس خارجه، وهو ما يميز الطب المصري في السنوات الاخيرة. عيون مثل قرص الشمس عندما تتسع العيون وتصبح مثل قرص الشمس لحظة الغروب، فإن جراح العيون د. حازم يعشق الابحار فيها، يأخذ معه مجموعة من الادوات والمعدات ويغوص داخل تلك العيون يسعي جاهدا لكي يزيل منها الاسباب التي تؤدي إلي ضعف الابصار، سواء كانت مياها بيضاء او تركيب دعامات مثلما هو الحال عند التي تعاني من قرنية مخروطية وتحتاج إلي تركيب دعامتين، ورغم ان رحلة الابحار داخل العيون شاقة ومتعبة، إلا ان د. حازم يمارسها بحب واتقان شديدين، يسعي في كل مرة تزوره فيها أسبوع الشفاء الي استخدام احدث التقنيات والوسائل التي وصلت اليها تكنولوجيا تصنيع الأدوات المستخدمة في جراحة العيون والتي تجري بسرعة الصاروخ، ويحرص د. حازم استخدامها، وهو يجيد التعامل معها، من خلال متابعته الدقيقة لكل جديد في هذا المجال. كانت عقارب الساعة تتحرك ببطء شديد، والدكتور حازم يحاول محاصرة المياه البيضاء في عيني عديلة ومحمد، بينما عملية هدي من تركيب دعامات تختلف كليا في الاسلوب والتكنيك. يحرص د. حازم علي عمل علاقة انسانية مع مرضاه، خاصة من مرضي اسبوع الشفاء، حيث يقوم بمتابعة تلك الحالات وحتي بعد العملية وربما لعام او اكثر، ويعطي للقائمين علي شئون عيادته الخاصة اوامره بفتح ابوابها لهم، وان يأتوا اليه في اي وقت واي عدد من المرات، ورغم الازدحام الشديد والاقبال فإنه يشعر بسعادة خاصة عندما يراهم ويطمئن علي عيونهم، وانهم اصبحوا ينظرون وبدون مشقة، لانه يعتبر ان نجاحه في حل مشكة نور عينهم لايضاهيها اي متعة في حياته، بل انه اقسم لو كان لديه متسع من الوقت لمرعليهم واحدا واحدا حيث يقيمون لكي يطمئن عليهم، وانهم يمارسون حياتهم وبشكل طبيعي ..تلك هي المتعة الحقيقية التي كشف عنها د. حازم والسر في فرحته بمرضي اسبوع الشفاء.