وسط ضغوط لإعادة تقييم الاتفاق مع أنقرة حول إعادة المهاجرين يقوم عدد من القادة الأوروبيين بزيارة ذات طابع حساس إلي جنوبتركيا إذ يتحتم عليهم خلالها الموازنة ما بين إعطاء دفع لتطبيق الاتفاق والتأكيد علي القيم الأوروبية. وخلال الساعات المقبلة، تصل المستشارة الألمانية انجيلا ميركل ورئيس المجلس الاوروبي دونالد تاسك ونائب رئيس المفوضية الأوروبية فرانس تيمرمانس إلي غازي عنتاب جنوبتركيا قرب الحدود السورية حيث سيزورون مخيما لللاجئين. كما يلتقي القادة الأوروبيون مع رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو قبل أن يعقدوا مؤتمرا صحفيا مشتركا. وتأتي هذه الزيارة بعد 3 أسابيع من إرسال أول دفعة من المهاجرين من اليونان إلي تركيا في إطار الاتفاق الذي تنتقده منظمات حقوق الإنسان. واعتبرت منظمة العفو الدولية أن تركيا ليست «بلدا آمنا» للاجئين مؤكدة أنها أعادت عشرات اللاجئين السوريين إلي بلادهم وحثت المنظمة القادة الأوروبيين علي «عدم غض الطرف عن الانتهاكات التي ترتكب بحق اللاجئين في تركيا». وقالت جوديث ساندرلاند من منظمة «هيومن رايتس ووتش» الأمريكية إنه يتعين علي القادة الأوروبيين «زيارة مركز ايواء للأشخاص المبعدين بصورة تعسفية من اليونان بدلا من زيارة مخيم للاجئين حالته جيدة.. هذا سيجعلهم يعيدون النظر في الاتفاق الأوروبي التركي». من جانبه قال رئيس وزراء المجر فيكتور اوربان في مقابلة مع مجلة «فيرشافسفوخي» الألمانية أمس إن الاتحاد الأوروبي «سلم أمره لتركيا» نتيجة الضغوط التي مارستها المستشارة الألمانية مشيرا إلي عواقب «يصعب التكهن بها» ستنجم عن هذه المسألة. ويقضي الاتفاق بإعادة كل المهاجرين غير الشرعيين الجدد الذين يصلون الجزر اليونانية إلي تركيا وسيستقبل الاتحاد سوريا مقابل كل سوري يبعد إلي تركيا بحد أقصي 72 ألف شخص. كما وافق الأوروبيون علي تحريك مفاوضات انضمام تركيا للاتحاد وتسريع آلية إعفاء الأتراك من تأشيرات الدخول. من جهة أخري اقترح نائب رئيس المجلس الرئاسي الليبي أحمد عمر معيتيق خلال زيارته لإيطاليا أن يتفاوض الاتحاد الأوروبي مع ليبيا علي اتفاق شبيه بالاتفاق المبرم مع تركيا لوقف تدفق المهاجرين .