نعم عفوا د. يحيي الجمل.. من كاتبة صحفية تكن لك كل الاحترام لخبرتك.. والثقة في نزاهتك.. والاحتكام لمنطقك في القول.. عفوا لأنك رغم أنك ممن نثق بقدرتهم الحقيقية علي فرز الحقيقي من الزائف.. فإن ماتلقيناه منك، وعلي لسانك، منذ تلك اللحظة التي أناط لك فيها المجلس الأعلي للقوات المسلحة - وهو المجلس والقيادة التي أعتز بها كثيرا بعد أن حمت شعبنا وحريتنا وأماننا، والتي أصرت علي أن تبقي ساهرة واعية منصتة، وعقلها متيقظ من أجل حماية مصر خارجيا وداخليا، وقلبها مصغ لكل نبضات ورغبات شعب مصر - نعم.. بعد أناط إليك المجلس بمهمة الإشراف علي شئون الصحافة المصرية الشريفة الواعيه بأولوية حق مصر وشعبها قبل حقوقها المهنية والفئوية .. ومع استبعاد القله منا ممن خان الأمانة - فإن الأغلبية ممن كافحوا علي مر عهود الصحافة، ومنحوا حياتهم وأقلامهم وكلماتهم لحماية أحلام هذا الشعب العظيم، فوجئوا بأنك لاتطرق أبوابنا الشرعية، رغم اننا شاركنا كصحفيين في الثورة بشهداء الجسد والروح منا، وبشهداء الكلمة ممن مهدوا أرض الثورة بكشف جذور الفساد، وبرفض التعتيم علي رموز التضليل، وبالتصدي للدفاع عن حقوق كل الشعب ! د. يحيي الجمل لقد اكتفيت بإطلاق بعض بالونات الاختبار في الفضاء الإعلامي لتجول وتصول بها في عمق أقدارنا الصحفية، تُعلن، وتُعلم، وتُقرر، ثم تختار السفر بعيدا لبعض شئونك، دون أن تتوقف أمام خطورة ماقلت من معان نرفضها، ومن إرهاصات لم نرض عنها ! لقد تجاهلت لقاء جموع الصحفيين في دارهم العريقة - نقابة الصحفيين - كي تستمع لأراء الأغلبية منا ممن عانوا من الصحفيين الشرفاء من كبح للآراء، ونهب للمؤسسات، وتعظيم لشأن من لايملكون المهنية والكفاءة، وإخراس لأصوات الأحرار، وإبعاد للمبدعين، وانتهاك لحقوق الكرامة، وحرمان من كل الامتيازات، وتهميش لكل الأحقيات، لنجدك تختاربدلا من أن تلتقي بجموع الصحفيين دون تفرقة في نقابتنا، إذا بك تعلن عن رغبتك في اقتصار الحوار علي بعض الرموز، وبعض المجالس والجمعيات.! سيدي لدينا بيت للصحفيين هو نقابتنا ونعتز بها لإدارة الحوار معك، ولدينا سقف من الحريات بنيناه بأقلامنا، ولدينا حق ثوري شرعي في إبداء آرائنا بعيدا عن حساسية مؤسساتنا، ولدينا شيوخ يريدون حقوقهم،ولدينا وسطيون يريدون معرفة موقع أقدامهم، ولدينا صحفيون معتصمون، تخلي عنهم نقيبهم وأعضاء نقابتهم، ولدينا صحف مُغلقة بفعل النظام السابق، ولدينا قوانين لقهرنا وحبسنا، ولدينا شباب ظلموا ولم يتمكنوا حتي من الحصول علي حقوق تعيينهم ولدينا تجاوزات صارخة نعرفها نحن عن مؤسساتنا وتحتاج لشهادتنا، ولتحقيق عادل يعيد حقوقنا، ولدينا مخاوف من التفاف حول حريتنا وثورتنا نريد أن نطمئن علي انتصارها .. ولدينا بيت صحفي إذا أردت القدوم إليه فأهلا بك ! مسك الكلام.. كيف ينسي الحكماء في لحظات طريقهم، فيصدرون الأحكام قبل قراءة ملفات القضايا، ويستبعدون الأدلة وشهود العيان !