لا يختلف اثنان علي أن الزيارة التاريخية لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان لمصر ولقائدها الرئيس عبد الفتاح السيسي جاءت علي غير هوي العديد من القوي المضادة.. فقد امتلأنا جميعا سعادة بتشريفه لمصر بلده الثاني.. وجاءت الزيارة لتحبط محاولات كثيرة للوقيعة بين شقيقتين كبيرتين، وتعزز الوحدة بين البلدين وتطلق الاستثمارات وتقوي الاقتصاد.. وفجأة وجدنا الإشاعات تنطلق من الحاقدين في قناة الجزيرة والقنوات الناطقة باسم أعداء الوطن التي جيشت جحافلها علي السوشيال ميديا، لتحبط همة وعزيمة كل وطني غيور علي بلده.. حقد وكراهية ومحاولات للهدم والوقيعة والتخريب فنجاح الزيارة ومستوي التعاون والدعم بين الشقيقتين لم تستطع قلوبهم الحقودة تحمله فبدأوا محاولاتهم الهدامة بالقفز فوق الحقائق ومحاولات التشكيك في رئيس وطني أقسم أن يحمي كل حبة رمل مصرية.. وملك عربي حتي النخاع التحق بجيش مصر ليدافع عنها ويحميها ضد العدوان الثلاثي كواحد من أبنائها.. فجزر تيران وصنافير هي مجرد ذريعة جديدة يحاولون بها ضرب مصر وهدم العلاقة القوية الوثيقة بينها وبين المملكة العربية السعودية، وهي ليست المرة الأولي لمحاولات الوقيعة.. فبعد وفاة الملك عبد الله رحمه الله انطلقت الشائعات بأننا فقدنا الصديق والحليف وأن هناك توترا في العلاقات المصرية السعودية وأن مصر أصبحت وحيدة تخلي عنها جميع الأصدقاء.. وحينما ثبت كذب هذه الشائعات وجاء الملك في زيارة تاريخية بكل المقاييس وأعلن دعمه لمصر قائدا وشعبا وأن السعودية هي الصديقة الدائمة والشقيقة الباقية، انطلقت الشائعات، وجميعنا يعرف من هم أصحابها ومن يتحالف معهم.. فلدينا أعداء يعيشون بيننا ويحاولون «نهش» بلدنا وتتحالف معهم دويلات ودول خائنة تحاول استغلال الفرص للوقيعة والتدمير والتخريب. وبالتأكيد لم يتحملوا ما حدث بالأمس.. والسعادة التي ملأت قلوب المصريين والوطنيين الشرفاء بالإعلان التاريخي عن بدء إنشاء جسر الملك سلمان فقد تابعنا جميعا لقاء الرئيس عبد الفتاح السيسي مع جلالة الملك سلمان بن عبد العزيز وهو يقلده أغلي وسام في مصر (وسام الجمهورية من الطبقة الأولي)، كما ملأ نفوسنا التفاؤل ونحن نتابع الاتفاقيات الاقتصادية والاستثمارية التي تم توقيعها بين البلدين الشقيقين مصر والسعودية في ذكري مرور تسعين عاما علي العلاقات المصرية السعودية (منذ معاهدة 1926 بين البلدين). وكانت مفاجأة لي ما أعلنه الرئيس عبد الفتاح السيسي ان الملك سلمان تطوع في الجيش المصري عام 1956 للدفاع عن مصر ضد المحتل الأجنبي. فتاريخ جلالة الملك معنا ممتد عبر سنوات طوال، ومجيئه لمصر أدخل الفرحة والسعادة والتفاؤل في قلب كل مصري وسعودي وعربي.. وولد الحقد والغيرة في قلب كل خائن وعدو. ولا يخفي علي أحد اننا نواجه حربا ضارية وتحديات غير مسبوقة، تفاوتت بين محاولات التفتيت والتقسيم والتقزيم، وبين الإرهاب والتدمير والخراب. وقد أعلن الرئيس السيسي بكل وضوح ان خصوصية العلاقات المصرية السعودية، سوف تمكننا من التعامل الجاد في مواجهة تهديد الامن والاستقرار الذي تتعرض له أمتنا، وسوف تعطينا القدرة علي تأمين المستقبل المشترك لبلدينا ولأجيالنا القادمة، ليس فقط في بلدينا ولكن في الأمة العربية كلها. وكانت الضربة القوية والخطوة العملاقة عندما أعلن الملك سلمان عن بدء تحقيق الحلم الذي طال انتظاره وهو انشاء جسر يربط بين البلدين، جسر للمحبة والاستثمار والترابط والتنمية، كما تم الاعلان عن اتفاقيات لإنشاء تجمعات سكنية بشبه جزيرة سيناء وجامعة الملك سلمان بجنوب سيناء وهو حلم أيضا يقضي علي الارهاب في هذه المنطقة، وانشاء محطة طاقة نووية للاستخدام السلمي ومحطة للطاقة الكهربائية ومذكرات تفاهم في عدد من المجالات: زراعة ونقل وتجارة.. أعتقد أن هذه مجرد بداية خطوة عملاقة علي طريق التعاون والصداقة الممتدة عبر تاريخ طويل بين البلدين.. فمصر والسعودية دولتان لهما وضع متميز جدا ليس فقط في المنطقة بل في العالم كله،.. ولن يكون هناك اي اتفاق عربي بدون مصر والسعودية.. فهما الأساس والقوة.. واتحادهما سيجعل من يتربصون بوطننا العربي ومنطقتنا، يعيدون حساباتهم الف مرة.. لذلك تركز الشائعات علي ضعف هذه العلاقات وأن هناك حربا خفية بينهما.. وتأتي هذه الزيارة لتضع الأمور في مكانها الصحيح وتصبح نقطة تحول، وقفزة كبري إلي الأمام.. والقادم أقوي بإذن الله. .. والنبي لنكيد العزال