في ظل النجاح الكبير واللافت الذي واكب الزيارة التاريخية لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز لمصر، والايجابيات الضخمة التي تحققت خلال مباحثات القمة مع أخيه الرئيس السيسي، هناك عدة حقائق باتت واضحة تتطلب الانتباه لها ووضعها موضع الاعتبار، نظرا لأهميتها بالنسبة للدولتين والشعبين وتأثيرها المتوقع علي مسار الأحداث في المنطقة وتطوراتها الاقليمية والدولية. أولها دون شك، ذلك الفشل الذريع والسقوط المدوي، لكل الادعاءات الباطلة والأكاذيب البينة التي أخذت في اطلاقها الجماعات والجهات الكارهة لمصر والمملكة وراحوا يرددونها في حقد واضح وغل دنيء طوال الأيام والأسابيع والشهور الماضية، سعيا للترويج لآمالهم المريضة بوجود ما يعكر صفو العلاقة المتينة بين الدولتين والزعيمين. ولعلنا لا نبالغ إذا ما قلنا دون تردد، أن ادعاءات وأكاذيب الجماعات الكارهة قد أطاحت بها منذ اللحظة الأولي، موجات الترحيب العارمة من جموع الشعب المصري بخادم الحرمين الشريفين فور وصوله إلي أرض الكنانة، وسط مشاعر متدفقة وفياضة من التقدير والحب والاحترام الصادق له وللشعب السعودي الشقيق. أما اذا أردنا تقييما واقعيا وحقيقيا للزيارة، فإن علينا أن ننظر بكل الدقة لما ورد علي لسان الزعيمين السيسي وسلمان، حيث اكدا بأنها تأتي توثيقا لأواصر الأخوة بين البلدين، وتفتح الطريق لانطلاقة حقيقية للعمل والتنسيق المشترك والدائم بين مصر والسعودية، كما انها تعد انطلاقة قوية لمواجهة التحديات والأزمات المشتعلة بالمنطقة. وفي تصوري أن كل الاتفاقيات التي وقعت والتفاهمات التي تمت والمشروعات التي تم الاتفاق عليها، وأيضا الجسر البري الذي تقرر إقامته للربط بين البلدين،...، كل ذلك هو القاعدة الصلبة للانطلاقة الجديدة المصرية السعودية المشتركة في إطار الشراكة الاستراتيجية بينهما.