لم اتمالك نفسي ولم استطع منع دموعي المنهمرة بعد ما شهدت صلاة الجمعة يوم 62 يناير.. المسلمون يؤدون الصلاة.. ويحيط بهم اخوانهم المسيحيون ويرددون ما يقوله الامام في القيام والسجود بصوت عال ليسمعه المصلون الواقفين في نهاية الصفوف.. وايضا تكرر نفس المشهد من المسلمين وهم يحيطون باخوانهم المسيحيين اثناء قرارهم في ميدان التحرير.. تنعست الصعداء.. وحمدت ربي علي اخماد نار الفتنه الطائفية بينهم ورجعنا مصريين كما كنا للنخاع وقلت من اعماق قلبي سلمتم وسلمت ايديكم وارواحكم وسلمت مصرنا.. ولكن لم تدم فرحتي كثيرا بسبب اشتعال فتنة اخري بين المواطنين ورجال الشرطة والامن المركزي.. لا أنكر ان اعدادا كبيرة من المواطنين غاضبون من رجال الشرطة ويتهمونهم بالخيانة.. ولكن دعونا نتمهل هل قوات الامن المركزي هي التي قتلت المواطنين بالرصاص او اصابتهم؟!.. وان كان ذلك صحيحا فمن الذي قتل بعضاً من رجال الشرطة واصاب بعضهم؟!.. فهناك حلقة مفقودة سوف تجيب عنها الايام المقبلة بعد اجراء التحقيقات مع كبار رجال الشرطة.. فقد شاهدت يوم 52 يناير رجال الشرطة والامن المركزي من الشباب في مثل اعمار شباب الثورة كانوا يتقاسمون الطعام سويا بكل الحب.. وفجأة انقلب الحال وتغيرت الاوضاع واختلط الحابل بالنابل وتدخلت البلطجية حاملين جميع انواع الاسلحة وفجأة هرب السجناء والمجرمون والمسجلون خطر بفعل فاعل وشاهدنا من يحرق سيارات الشرطة ويعتدي علي رجالها وعلي رجال الثورة في وقت واحد. ثم قاموا باشعال النيران في اقسام الشرطة والمحاكم والمقار المهمة في البلاد ونهب بعض البنوك مما ادي الي اغلاقها.. اذا كان هناك طرف ثالث مجهول فمن الممكن ان يكون هذا المجهول هو من خطط للواقيعة بين الشرطة والموطنين.. واراد الاساءة لجهاز الامن وشباب الثورة الشرفاء.. وحدث لاول مرة قيام تظاهرة من رجال الشرطة ضد حبيب العادلي وكبار رجال الشرطة وتحدثوا عن غياب القادة المسئولين عنهم وطالبوا بتحسين اوضاعهم المعيشية نتيجة رواتبهم الضعيفة وتعاطفت ومعي الكثيرون لهذه المطالب المشروعة.. لذا اناشد اللواء محمود وجدي وزير الداخلية من منطلق الشفافية والعهد الجديد ان يقوم بعد انهاء التحقيقات ان يعلن للشعب في جميع وسائل الاعلام اسماء شهداء الشرطة واعلان الحقيقة كاملة واخيرا شعرنا بمدي اهمية رجال الشرطة منذ لحظة غيابهم المدبر والمخطط معهم صمام الامان لعودة الطمأنينة لاطفالنا بالمدارس والامان لبيوتنا وللشارع المصري..