[email protected] يمثل الاستاذ الدكتور محمد حسن العزازي قيمة مصرية حقيقية سواء كعالم في الادارة والعلاقات الدولية.. او كرئيس سابق لاكاديمية عريقة في العلوم الادارية ..أو كشاب ثائر - رغم تخطيه سن ال70 - من شباب ثورة 25 يناير الذين سعوا للتغيير والاخذ بيد مصر الي عالم أفضل بعد أن ضلت طريقها مع حفنة من الفشلة والمفسدين.. اغتصبوها في وضح النهار أمام أعين المارة الذين ظلوا يتفرجوا عليها وهي تغتصب طيلة ال 20 سنة الاخيرة حتي انهارت وانهار مغتصبوها في لحظة لم تكن متوقعة حتي لأقرب المقربين من المغتصبين .. لان الله أعماهم وظلوا في طغيانهم يعمهون حتي اتاها اليقين وانتفضت وانتفض شبابها ليثور علي الظلم والظلمة وينتهي عصرهم الي الابد. أعود الي الدكتور العزازي الذي أتحفني برسالة من رسائله حول الثورة ولم يفته أن يبدي اعجابه بالاخبار.. وقال : الأخ العزيز محمد البنا.. بعد صباح الخير ..أولا: أهنئك علي وقائع الندوة التي نشرت في الأخبار يوم الجمعة ويبدو أن رياح التغيير وصلت الي جريدة الأخبار فأخيرا أعطيت الفرصة للأقلام الحرة لأن تبدع. ان شاء الله تصبح جريدة الأخبار جريدة الشعب وليست جريدة رؤساء التحرير المعينين فيسبحون بحمد من عينهم. حتي 25 يناير كنت أقرأ جريدة الأخبار في أقل من 5 دقائق والآن أحرص علي قراءة كل سطر. ثانيا: أشكرك علي اتاحة الفرصة لي في أن أنشر رأي في بعض القضايا. ويبدو أن 25 يناير سوف تجعلني أزعجكم . تجد بالمرفق مقالة بعنوان "مصر في أذهان الآخرين" أكون شاكرا نشرها. علي مدي عقدين تدنت صورة مصر في أذهان القاصي والداني. وأصبحت مصر التي كان يطلق عليها " قلب العروبة النابض" أداة للاستعمار الجديد وحليفته الصهيونية العالمية. مصر التي ساهمت في تحرير العديد من الدول العربية والافريقية من الاستعمار التقليدي وأسست مدرسة في التحرر الوطني والتي كان لها كبير الأثر علي دول أمريكا اللاتينية والدول الآسيوية أصبحت تؤازر اسرائيل في التنكيل بإخواننا في غزة . وتغمض عينيها عما يحدث في العراق وتقاطع ايران بحجة خطورة المد الاسلامي وتقف في ساحة المتفرجين علي تقسيم السودان الشقيق. مصر التي حققت ما لم تحققه دولة نامية بخطتها الخمسية الأولي للتنمية الاقتصادية والاجتماعية في بداية الستينيات بعقول وسواعد ابنائها ارتمت في احضان المؤسسات الدولية من أجل حفنة دولارات فلم تجن سوي الفقر وتفشي ظاهرة سكن القبور وازدهار العشوائيات واضمحلال الطبقة الوسطي. وأصبحت مصر الحضارة تجتر تاريخها القريب في محاولات فاشلة لاستعادة صورتها خاصة في أذهان أبناء عروبتها. ولجأت الي "الاسطوانات المشروخة" والعبث الاعلامي والمن علي الدول العربية بما قدمته لها في بداية القرن الماضي. فلم تجن سوي كره ونبذ العرب لأبنائها. وأصبح الانسان المصري علي مدي قرنين لا يتمتع ولو بقدر قليل من القبول أو الاحترام. لقد أصبحت مصر في ظل حكم مبارك (غير المبارك) مثل المريض النفسي الذي يبحث لنفسه عن دور لا تمكنه قدراته العقلية علي تبوئه. أصبحت تصارع من أجل أن يكون لها دور وتلجأ الي حيل "خائبة" فتقوم "بمنتجة" صور رئيسها ليتصدر زعماء بعض الدول. ان مصر سوف تستعيد بإذن الله مكانتها بقوتها الاقتصادية والسياسية والثقافية وليس "بمنتجة الصور" والشعارات الجوفاء والمن علي الغير علي ما قدمته في الماضي. مصر سوف تعلو في أذهان الآخرين عندما يحترم نظامها السياسي أبناءها وتطلق لهم العنان للابداع دون محاكم التفتيش أقصد أمن الدولة. الدكتور العزازي لايريد سوي أن يري مصر في مكانها الصحيح.. وهو رجل متخصص في الادارة الرشيدة.. وله باع في مواجهة المعوقات الادارية.. ولا يخفي علي أحد أن مشكلة مصر في الاساس سوء الادارة .