مصر الجميلة تظهر في حياة البدو في كل مكان وخاصة في سيناء، فرغم التطور التكنولوجي الذي يعرفه ويتعامل معه الكثير من البدو ووصولهم إلي أعلي المناصب في كل المجالات، إلا أنهم مازالوا يحتفظون بعاداتهم وتقاليدهم الجميلة الموروثة عن الاجداد، ويظهر ذلك بوضوح بين بدو «محافظة الجمال» جنوبسيناء، حيث يعيش البدو بكل موروثاتهم وخاصة في الوديان والتجمعات البدوية وسط احضان الطبيعة في العمق الاستراتيجي لسيناء بعيدا عن مدن المحافظة. ومن اهم تلك العادات «المقعد» وهي شبيهة بالخيمة ومخصصة للضيوف والمقبلين علي زيارة الوادي او التجمع الخاص بهم، فاكرام الضيف واجب علي كل بدوي في أي وقت وفي أي مكان وزمان ويقول الشيخ ابراهيم سالم جبلي شيخ قبيلة المزينة، ان الضيوف يتناولون الشاي والقهوة الخضراء والتي تصنع علي مواقد بدائية وليس بالغاز أو الكيروسين، وذلك برغم توافره لدينا. وأوضح ان كل بيت بدوي به معدات استقبال للضيوف أو الاهل وهي مستلزمات حياتية لكل بدوي عبارة عن «مقعد» مصنوع من الاسفنج أو الكليم البدوي يجلس عليه الضيف بالاضافة الي «منقد» مصنوع من الالوميتال أو الحديد توضع به كميات الفحم الذي يستخدم للتدفئة وصناعة الشاي والقهوة، الي جانب «بكرج» مصنوع من النحاس ويكون مصنوعا من الذهب أو الفضة لدي الاسر الغنية، ويستخدم في تقديم القهوة للضيوف وأيضا في صناعتها مع طاقم من الفنجانين الصغيرة للغاية التي يتم شراؤها من متاجر خاصة بمستلزمات البدو. أما البراد الصاج أو النحاس فهو ايضا من اساس استقبال الضيوف ويصنع فيه الشاي البدوي الذي يضاف اليه النعناع الجبلي «الحبق» ليعطي مذاقا خاصا ويقدم في كوبايات صغيرة يطلق عليها «استكانة». ويوضح الشيخ ابراهيم ان اشهر الأكلات التي تقدم للضيوف الكبسة او المقلوبة أو الفراشيح أو المعدوس ويطهي الطعام علي مواقد بدائية ويضاف له التوابل البدوية، ويقول ان من استخدامات «المقعد» البدوي ايضا حل القضايا والخلافات بين القبائل، عن طريق الجلسات العرفية وكذلك الافراح او التعازي وفي استقبال الزوار، ويتشارك أبناء القبيلة في هذه المناسبات حيث يقدمون الطعام والشراب للضيوف.