لا تزال قبائل جنوبسيناء تتمسك بكل مورثاتها وعاداتها وتقاليدها، ولم تؤثر وسائل التكنولوجيا الحديثة في هذا الموروث الثقافي، ومن أهم ما توارثه الأجيال من البدو هو المقعد " المضيفة" الذي يلتقي فيه أبناء القبيلة الواحدة للتشاور في أمورهم واتخاذ قرارات في أي قضية تخصهم، وأيضًا للسمر والمضايفة. «التحرير» التقت الشيخ رمضان أبو عطيش من قبيلة القرارشة داخل مقعد القبيلة الواقع في قرية الكيلو 9 التابعة لمدينة أبورديس جنوبسيناء؛ لمعرفة أهمية وطبيعة المقعد البدوي ودوره في حل المشكلات. بداية، يقول الشيخ رمضان إن البدوي عادات وتقاليد وخصوصية، والمقعد أحد أهم خصوصيات الحياة البدوية، وهناك نوعان من المقاعد؛ الأول للقبيلة، ويكون في مكان متسع بجوار تجمع القبيلة، وتكون مساحته كبيرة، وهو مخصص لكل أفراد القبيلة، أما الثاني فهو الموجود داخل كل بيت بدوي، فلا يخلو أي بيت من "المقعد" لاستقبال الضيوف. وأشار إلى أن "المقعد" يتم تزويده بكل سبل المعيشة، والراحة، ويوجد به "بكرج" للشاي، وآخر للقهوه العربي" و"البكرج" هو وعاء من النحاس الخالص، أو الفضة المطلية، يوضع به الشاي أو القهوة التي يتم صنعهما على الفحم، فضلا عن المفروشات البدوية التي تتزين بها "المقاعد". وأضاف أبو عطيش إن المقعد يُستخدم في كل المناسبات، سواء الأفراح أو التعازي أو حتى استقبال الزوار، ويتشارك أبناء القبيلة في هذه المناسبات ويقدمون الطعام والشراب للضيوف. وقال إن الأطعمة التي يشتهر بها البدو لحم الضأن أو الماعز المشوي، والكبسة، والشاي والقهوة البدوي، ويتم وضعها في كاسات نحاسية خاصة. ومن استخدمات "المقعد" البدوي أيضًا، يقول أبو عطيش: "حل القضايا، والخلافات بين القبائل، عن طريق الجلسات العرفيه التي تقع بين القبائل وبين أبناء القبيله الواحدة.