لوحات الفيوم تحكى قصص الجمال الحزين التى رسمها فنان مصرى قديم لايعرفه احد لازالت «بورتريهات الفيوم» من الأسرار التي لم يتم الكشف عن حكايتها الحقيقية حتي الآن بعد أن تم العثور عليها في أماكن متفرقة وخاصة في محافظة الفيوم خلال العقدين الأخيرين من القرن التاسع عشر وتفتح هذه الرسوم التي تعبر عن وجه صاحب المومياء أو المقبرة مدرسة مصرية خاصة سبقت أشهر لوحات البورتريه وكل رسامي العالم الذين ابدعوا في رسمها، وكانت كل هذه الرسوم ذات طابع جنائزي فياضة بالمشاعر الانسانية، تنطق بالحياة والهدوء والحزن. يقول أحمد عبدالعال مدير عام منطقة آثار الفيوم إن بعض المختصين يرون أن وجوه الفيوم مصرية واعتبرها آخرون أنها يونانية أو رومانية وقال فريق ثالث إنها بيزنطية سابقة علي الأيقونات، ورغم أن الأسماء المكتوبة علي الوجوه يونانية، إلا أن التسريحات والملابس والحلي ذات طابع روماني، ويشير إلي أنه قد تم ادراجها ضمن الفن القبطي في مصر دون أن يلتفت إليها علماء الآثار القبطية أنفسهم ويفسر قلة المعلومات عنها إلي أن الفنانين الذين رسموها مجهولون كما انها مبعثرة في العالم وأحيانا في عدة قاعات من المتحف نفسه ما بين الأقسام المصرية واليونانية والقبطية. ويرجح عبدالعال أنها كانت ترسم في أثناء حياة أصحابها ثم يحتفظ بها معلقة علي جدران المساكن وتؤخذ عند الوفاة وتوضع داخل اللفائف علي وجه المومياء، ولا يمنع ذلك أن تكون بعض الصور قد رسمت بعد وفاة أصحابها ثم وضعت علي مومياواتهم ويوضح انه تم العثور علي صور في مقابر دون مومياوات كما حدث مع «فلندرز بتري» في هوارة وبيهمو وأرسينوي «مدينة التمساح». ويقول ان هذه الرسوم ظهرت للمرة الأولي في النصف الأول من القرن الأول الميلادي، حيث اكتشف «فلندرز بتري» في تنقيبات هوارة شمال هرم امنمحات الثالث الكبير وموقع قصر التيه «اللابرنث» عددًا من هذه الرسوم وكان سكان أرسينوي يدفنون موتاهم، فقد كان الإغريق يعيشون ويدفنون موتاهم علي ارتفاعات عالية علي حدود الصحراء بعيدًا عن فيضان نهر النيل وكشفت التنقيبات عن 146 مومياء فيها رسوم «بورتريهات». وأضاف أنه تم اكتشاف مجموعة كبيرة من اللوحات في الفيوم من خلال تاجر الآثار النمساوي تيودور جراف عام 1887 الذي جمع حوالي 300 لوحة من منطقة الروبيات شمال شرق الفيوم وهذه المجموعة موزعة حاليا علي متاحف ومجموعات خاصة وبلغ عدد البورتريهات التي وصلت إلي أوروبا والولايات المتحدةالأمريكية من منطقة الفيوم حوالي 1000 بورتريه، لافتا إلي أن بورتريهات الفيوم ذات طابع خاص تعبر عن تاريخ المحافظة.