قال روكا الحرامي للملك رمسيس الثاني: إمبارح كان يوم مايتنسيش، العيال راسهم وألف سيف يتفرجوا علي الأراجوز.. قلت لهم ماقلتوش ليه قبل 52 يناير، كانت البلد مليانة أراجوزات.. حتي اللي مش أراجوز كان بيدهن وشه أحمر وأخضر ويلبس طرطور ويحط تحت لسانه زمارة عشان يعرف يلاغي الأراجوزات، تفتح الجرنان تلاقي أراجوز، تفتح التليفزيون تشوف أراجوز.. تفتح الحنفية تجيب أراجوز قال الشيخ.. وتقفلها تجيب أراجوز! قال روكا: ما أطوِّلش علي سيادتك.. قلت لهم تعالوا يمكن نلاقي أراجوز تايه.. واحنا بنتمشي في وسط البلد لقينا زحمة علي باب دار القضاء العالي، عيال بيسقفوا ونسوان بيزغرتوا ورايات متعلقه، وطبل وزمر وشبان زي الورد بيفرقوا شربات.. وشفنا واحد شكل سيادتك بالظبط ماسك في إيده ناي وقدامه حورية من الجنة، هو يعزف وهي تغني وصوتها أحلي من الشهد، كانت بتبص ناحية شباك المستشار عبدالمجيد محمود وتغني وتقول: عبدالمجيد يا حبيبي أنا المحروسة عروستك عشمانة ترجَّع لي هدومي سرقوها الوزرا وعرُّوني حرقوا قلبي علي ولادي ونهبوا أرض أحفادي. وزرعوا الدمع في عيوني لما سيادة المستشار سمع صوتها ساب الحرامية اللي كان بيحقق معاهم وبص من الشباك وشاور لها بإيده.. قامت اتبسمت وقالت له: أنا المحروسة عروستك مهري مش دهب وفلوس أنا مهري العدل يا راعي العدل وحق ولادي.. وهدومي. ثم سأل روكا الملك: مين دي يا عم رمسيس؟ أجاب الشيخ: أم الدنيا يامعلم ! قال الملك لروكا: أخشي أن تكون قد انتهزت فرصة الزحام لممارسة هوايتك في النشل والتهليب. رد روكا: ما أقدرش يا عم رمسيس، ما أعرفش أهلَّب رزقي من جيوب غلابة فرحانين، أنا ودعت التهليب، وناوي أعمل مشروع وطني اسمه »إبني زنزانتك« أكسب منه لقمة شريفة متغمسة بقشطة مهروسة في عسل أبيض.. عندي حتة أرض كبيرة ناوي اسَّقفها بورق جرايد وأقسِّمها زنازين، كل زنزانة متر* متر سيادتك. خُرم في الحيطة يجيب هوا وجردل لزوم فك الزنقة، وحتة مراية مكسورة عشان الزبون يشوف وشه فيها كل يوم الصبح ويتف عليه ويقول له يا حرامي، الأرض تطلع ييجي 006 زنزانة ، كل واحدة تساع وزير أو هباش أو هلِّيب أو حرامي أرض.. أو حتي بتاع حديد وزرنيخ، يتمشي فيها براحته وهو واقف.. وساعة النوم يقرفص جواها وابقي قابلني لو نام.. المشروع ح يحل مشكلة عبدالمجيد بيه، أصل قدامه ييجي عشروميت ألف بلاغ .. وكل بلاغ بيرمي مش أقل من ألف حرامي جديد. قال الشيخ: ... ولسه يا معلم ! قال روكا: أنا مصري شريف وبحب بلدي يا عم رمسيس.. بلدي محتاجة زنازين جديدة وأنا جاهز وسداد.. ياريت سيادتك تكلم سيادة المستشار. لو ياخدها تمليك أنا موافق.. ايجار جديد مافيش مانع.. أنا عاوز أخدم وكله في حب مصر. سأله الملك : أين تقع هذه الأرض ؟ أجاب روكا: ما أعرفش سيادتك . بس طاهر بيه رئيس الحي وعدني .. قال لي شاور ع الأرض اللي تعجبك وقول بتاعتي .. وسيب الباقي عليًّا. قال الشيخ:... وحلال عليه زنزانة بمنافعها !