بعد أن كانت ملء السمع والبصر علي مدار عصور تاريخية مضت، واصل البحر ضرباته في قلب الصخرة الأم للقلعة الأشهر في الاسكندرية والمهمة في تاريخ مصر، ينحر الماء في جسدها ويلتهم كل يوم قطعة منها، لتبدو وكأنها ∩عجوز∪ انهارت قواها وتحاول مصارعة الزمان بعد أن تخلي عنها كل أولادها وعقوها، في وقت يكتفي المسئولون عنها بتصريحاتهم الوردية. بعد مرور عام علي الكارثة التي كشفت عنها ∩الأخبار∪ قمنا بجولة جديدة لمتابعة ما تم لمواجهة المخاطر التي تهددها، نتيجة اتساع الفجوات بالصخرة الأم التي تحمل القلعة، واستجابت وزارة الآثار وشكلت لجانا لإجراء الترميم السريع، وكانت المفاجأة أن الحل الجذري مازال مؤجلا بسبب ضعف الموارد المالية. كشفت جولة ∩الأخبار∪ داخل سراديب القلعة اختفاء الفجوة الأكبر⊇ علي الجدار⊇ بعد ان تم سدها⊇ من قبل فريق الترميم الأثري، لكنه مازال مليئا بفجوات أخري ويكسوها اللون الأخضر نتيجة الرطوبة، وهو ما يعني ان المشكلة مازالت قائمة وأن القلعة وتحديدًا الصخرة التي هي في الأصل بقايا فنار الإسكندرية القديم أحد عجائب الدنيا السبع مازالت في خطر. يذكر لنا أسامة الصياد، ⊇مدير قلعة قايتباي، قيام وزارة الآثار بإجراء ترميم سريع لسد الفجوات الظاهرة⊇ باستخدام الجير الحي والرمل العجمي ونوع من الحجر مشابه لتكوين الصخرة،علي يد فريق الترميم⊇ الأثري، وأضاف ∩ الصياد ∩ أما فيما يخص⊇ العلاج الفعلي فلم يتم فعل شيء انتظارًا لقرار وزارة الآثار،وضعف الموارد المالية المتوفرة لترميم القلعة، ويتفق معه الدكتور غريب سنبل، مدير الإدارة المركزية للترميم بوزارة الآثار، ولكنه يري أن⊇وضع القلعة مازال تحت السيطرة⊇ وأن⊇ نتائج الدراسة ليست خطيرة، كما أن⊇ وضع علاج نهائي للقلعة يحتاج إلي تكلفة قد تصل إلي ملايين وهذا الأمر غير متوفر حاليًا. يبقي أن نشير فقط إلي أن الدراسة العلمية التي أعدها ∩ المعهد القومي للبحوث الفلكية الجيوفيزيقية∪ − التي حصلت الأخبار علي نسخة منها− أوضحت وجود عدة أجزاء من الصخرة الأم مشبعة بالمياه و تحتاج الي علاج سريع، كما أنها مشبعة بالمياه⊇ بشكل متفاوت، وأكثر المواقع تأثرا هي⊇ الاطراف الشمالية حيث توجد⊇ فجوات نشأت بسبب عملية ذوبان الصخور، ويلخص كل ذلك الدكتور عباس محمد عباس، رئيس الفريق البحثي بقوله إن التيارات والأمواج البحرية⊇ أدت عبر الزمن الي نحر⊇ صخور القلعة⊇ حيث اكتشفنا⊇ التأثر الشديد في الاجزاء المطلة⊇ علي البحر وذوبان⊇ وتآكل اجزاء منها⊇. ويقترح الباحثون ⊇إزالة الصخور المتراكمة حول القلعة بشكل عشوائي⊇ واستبدالها⊇ بساتر أو قاطع رأسي ∩خوازيق∪ مستمرة⊇ حتي عمق حوالي 10 أمتار حول جميع أطراف القلعة⊇ الشمالية والشمالية الشرقية والشمالية الغربية⊇ لعزلها تماما والعمل علي نقل الاثار الغارقة⊇ بعيدا عن محيط القلعة، بالاضافة الي وضع⊇ محطة قياس زلزالية دائمة لتحديد الفراغات بأطراف القلعة. ومازال الخطر قائما ∩وتدق الأخبار∪ جرس إنذار جديدا⊇لسرعة إنقاذ ⊇القلعة الأثرية التي يمتد تاريخها⊇⊇ لأكتر من 500 عام، ولا تتوقف أهميتها عند هذا فقط⊇ حيث تتمتع القلعة بوضع خاص نظرا لوجود⊇ أكثر من 4 آلاف قطعة آثار غارقة⊇ تلاقي اهتمامًا عالميًا وخاصة من اليونيسكو.