هل يتغير موقف الرئيس السودانى من إسرائيل هللت صحيفة چيروزالم پوست الإسرائيلية للتغيرات التي رصدتها في الخرطوم وفسرتها الصحيفة بأنها تؤشر إلي انفتاح غير مسبوق علي تل ابيب. فقد ناقشت لجنة العلاقات الخارجية بمؤتمر الحوار الوطني الأسبوع الماضي امكانية تطبيع العلاقات مع اسرائيل. ونقلت وكالة الأنباء السودانية عن ابراهيم سليمان عضو اللجنة قوله ان غالبية أعضاء اللجنة طالبوا بتأسيس علاقات طبيعية مع اسرائيل!. تكمن أهمية هذا التحول الذي رصدته الصحيفة في أن مؤتمر الحوار الوطني عبارة عن منتدي بادر الرئيس السوداني إلي إنشائه يضم منظومة واسعة من عناصر المعارضة السودانية بهدف رسم خريطة لمستقبل البلاد. الصحيفة الإسرائيلية اعتبرت ان هذه التصريحات تعكس تحولاً مهماً في السودان بعد ثلاث سنوات من تعهد رئيسها عمر البشير بأن بلاده لن تقوم أبداً بتطبيع العلاقات مع العدو الصهيوني، كان ذلك في أعقاب الهجوم الإسرائيلي علي مصنع الأسلحة في الخرطوم. وقتها - كما تشير الصحيفة - كان السودان يسير في ركب المعسكر الإيراني تماماً، وكانت اسرائيل تتهمه بأنه حلقة الوصل الرئيسية في سلسلة تهريب الأسلحة إلي حركتي الجهاد الإسلامي وحماس في غزة. لكن مع الوقت حدث تباعد بين الدولتين ودخلت السعودية علي الخط فتقارب السودان السني المسلم معها، واستثمرت الرياض مليارات الدولارات لدفع الاقتصاد السوداني. في أوائل الشهر الجاري سار السودان تحت لواء السعودية وتعقدت علاقاته مع ايران حين أمهل الدبلوماسيين الإيرانيين مدة اسبوعين لمغادرة البلاد بعد حادث الهجوم علي السفارة السعودية في طهران. في نفس الوقت رصدت الصحيفة الإسرائيلية تصريحات ابراهيم الغندور وزير الخارجية السوداني التي نقلها عنه موقع أفريكا ريڤيو والتي قال فيها في اجتماع عام بالخرطوم «ان السودان منفتح لمناقشة تطبيع العلاقات مع اسرائيل بالرغم من عقود العداء». ورداً علي سؤال حول العلاقات الخارجية واشتراط الولاياتالمتحدة تطبيع السودان لعلاقاته مع اسرائيل من أجل رفع العقوبات عنه قال الغندور: «لا نمانع في دراسة أي اقتراح من هذا القبيل». مع ذلك نقلت وكالة الصحافة الإفريقية «أجانس دي برس أفريكان» عن علي الصادق المتحدث باسم الخارجية السودانية قوله إن تعليقات وزير الخارجية قد انتزعت من سياقها، مضيفاً: «ان دعم السودان حكومة وشعباً للقضية الفلسطينية معروف ولم ولن يتغير». في المقابل نقلت صحيفة «سودان تريبيون» عن ابراهيم سليمان عضو لجنة العلاقات الخارجية بمؤتمر الحوار الوطني السوداني ان موقف حزب المؤتمر الوطني الحاكم بالسودان تجاه تطبيع العلاقات مع اسرائيل ليس واضحاً، وأن هؤلاء الذين يدعمون فكرة تطبيع العلاقات مع اسرائيل يعتقدون ان ذلك قد يصب في مصلحة السودان، وان الولاياتالمتحدة واسرائيل وجهان لعملة واحدة، فإذا كانت حكومة الخرطوم حريصة علي تأسيس علاقاتها مع أمريكا فلماذا لا تقيم علاقات مع اسرائيل؟» علي الجانب الآخر من القضية لم يصدر أي رد فعل رسمي من الخارجية الإسرائيلية، ولكن نقل عن دوري جولد مدير عام وزارة الخارجية الإسرايلية المقرب من نتانياهو قوله ان اسرائيل لديها القدرة اليوم علي التواصل مع كافة الدول العربية، إلا أنه لم يذكر اسم أي دولة.