أربعة أيام فقط شهدت زيادة كبيرة في أسعار الدواجن، 3 جنيهات للكيلو الواحد رفعت سعر الدواجن في وقت لجأ فيه المصريون إليها بديلا عن اللحوم، الزيادة اعتبرها المواطنون جشعا من التجار واستغلالاً لأزمة ارتفاع اسعار اللحوم، « الاخبار « اقتحمت عالم صناعة الداوجن واكتشفنا السر وراء ارتفاع اسعارها.. دواجن مصر الآن تحت حصار الفيروسات والأوبئة التي تنشط مع برودة الجو خاصة في ظل غياب قنوات الاتصال بين الدولة والمربين ما تسبب حتي الان في إغلاق 37 ألف مزرعة وفقا لبيان غرفة صناعة الداوجن باتحاد الغرف التجارية. في منطقة السيدة زينب التقينا بالحاج احمد سيد محمد صاحب محل لبيع الدواجن حيث أكد أن أسعار الدواجن بدأت في التصاعد خلال الاسبوع الماضي وارتفع كيلو الدواجن 3 جنيهات مؤكدا انه يقوم بشراء الكيلو من صاحب المزرعة بي 16 جنيها ويصل سعره في السوق الي 18 جنيها للدواجن البيضاء والبلدي يبدأ من 21 الي 26 جنيها للكيلو وتوقع ان تشهد اسعار الدواجن خلال الايام القليلة القادمة زيادة اخري بسبب زيادة الطلب خلال احتفالات عيد الميلإد والكريسماس. وقال ان اصحاب المحلات ليسوا جشعين كما تصورهم وسائل الاعلام.. وفي منطقة امبابة يقول حسين اسماعيل تاجر دواجن ان سبب ارتفاع الاسعار مؤخرا هو قلة الانتاج وكثرة النفوق الناتجة عن بعض الامراض بالتزامن مع دخول فصل الشتاء وكذلك ارتفاع طن الاعلاف وتكلفة النقل مؤكدا أن مكسب التاجر الصغير لا يتعدي 50 قرشا في الكيلو. فيروسات معدية «الاخبار» قامت بجولة ميدانية علي مزارع الدواجن في منطقة أبو رواش وبني مجدول وكرداسة بمحافظة الجيزة لرصد الكارثة التي تواجه قطاع الدواجن والوقوف علي اسبابها. وفي ابو رواش التقينا أحمد سالم صاحب احدي المزارع الذي يؤكد ان الثروة الداجنة تواجه كارثة كبري تتمثل في فيروسي الالتهاب الشعبي المعدي المتحورالمعروف علميا باسم «ib وفيروس الجمبور ويعد من اخطر انواع الفيروسات الموجودة حاليا والتي ظهرت بشكل مفاجئ وتفشت وبائيتها مما ادي الي نفوق 40% من الدواجن داخل المزارع واضاف انه يمتلك مزارع تصل نسبة إصابتها من هذين المرضين 80 % و أكد علي أن تلك الأوبئة منتشر في 80 % من مزارع الدواجن علي مستوي الجمهورية و تزداد فتكها بالدواجن في فصل الشتاء مع انخفاض درجات الحرارة. وأكد ان الدولة تتغافل عن التصدي لهذه الكارثة، و أشار الي أنه اضطر الي غلق مزارعه بسبب نفوق الدواجن يوما بعد آخر.. وقال إن هذا الفيروس ظهر في مصر منذ عام 2007 وبدأ يتوطن ويشكل خطورة بالغة وتحول الي مرحلة الحالة الوبائية عام 2012 ولا يوجد أية أمصال لمواجهة هذا المرض الخطير.. وأكد علي أن الدواجن المصابة لا تستغرق سوي 4 أيام للنفوق، وطالب الحكومة ممثلة في وزارة الزراعة ضرورة حل تلك الازمة الذي ستتسبب في تدمير الثروة الداجنة. 300 دجاجة نافقة يوميا وأضاف: في موسم الشتاء الماضي كان لدينا نصف مليون حالة نفوق يوميا في القطاع الداجني علي مستوي الجمهورية متوقعا ان يشهد الموسم الحالي ارتفاعا في نسبة النفوق وانتشار مزيد من الامراض، ومن المتوقع ان تصل نسبة النفوق الي اكثر من 70 % .. وقال ان اصحاب المزارع يعانون من كثرة حالات النفوق فهناك مزارع تصل نسبة النافق منها يوميا من 200 الي 300 دجاجة بسبب تلك الفيروسات الوبائية. واضاف ان مصر قبل ظهور مرض انفلونزا الطيور كانت تنتج ما يعادل مليار و250 مليون دجاجة سنويا.. أما ماجد عبد الحميد صاحب مزرعة دواجن ان من ضمن الاسباب التي ادت الي انتشار حالات النفوق داخل المزارع ظهور فيروس الجمبورو والذي ظهر في مزرعته مؤخرا ما تسبب في رفع حالات النفوق اليومية لتتجاوز 250 دجاجة يوميا بعد ان كانت لا تتجاوز 30 دجاجة في المتوسط. وقال ان قطاع الدواجن في مصر محاط بمجموعة كبيرة من الفيروسات غير متعارف عليها ولانعرف مصدرها، وقال إن فيروس الجمبورو كالإيدز يصيب الجهاز المناعي للدجاجة وتصبح عرضه للإصابة بأي فيروس آخر ولا تستغرق مدة إصابتها اكثر من 3 أيام وأضاف ان من ضمن أسباب أزمة ارتفاع أسعار الدواجن زيادة اسعار طن الاعلاف إلي 3800 جنيه بسبب ارتفاع سعر الدولار، وقال إنه يقوم باستمرار بتحصين مزرعته ولكن دون فعالية بسبب سوء تخزين الأمصال ما يفقدها مفعولها، مشيرا الي مصل فيروس الجمبورو يصل الي 120 جنيها للأمبول الواحد. واتهم جمال شحاته صاحب مزرعة دواجن بكرداسة وزارة الزراعة بالسماح للشركات باستيراد بعض انواع الأمصال غير مطابقة للمواصفات ما ادي الي انتشار امراض وبائية داخل المزارع. السيطرة علي الأسعار يقول نبيل محمد مصطفي صاحب مزرعة في منطقة بني مجدول بالجيزة انه يمتلك اكثر من مزرعة وجميعها تتعرض لهجوم وبائي من الفيروسات مجهولة المصدر التي تسبب انه اضطر الي اغلاق نصفهم والنصف الاخر يعمل بنصف طاقته مطالبا الحكومة البحث عن آلية للسيطرة علي اسعار الدواجن مؤكدا انه في حالة انخفاض الانتاج يزيد السعر وقال إن نسبة النفوق الطبيعي لا يزيد عن 5% بالمزرعة الواحدة. من جانبه قال د. عبد العزيز السيد رئيس شعبة الدواجن بغرفة القاهرة التجارية ان عدد مزارع الدواجن بمصر يفوق 94 الف مزرعة تم إغلاق حوالي 37 ألفا منها بسبب انتشار الفيروسات وخاصة فيروس الالتهاب المحوري وفيروس الجمبورو. أين الحقيقة؟! ولمعرفة حقيقة الازمة توجهنا الي اللواء ابراهيم محروس رئيس الهيئة العامة للخدمات البيطرية التابعة لوزارة الزراعة حيث أكد ان الهيئة ليس لديها علم بوصول حالات النفوق في معظم المزارع الي 80% مؤكدا ان اصحاب المزارع لا يقومون بالابلاغ عن اي حالات نفوق او ظهور اعراض مرضية، وقال إن عدم تعاون اصحاب المزارع هو المشكلة الرئيسية لهذه الكارثة لانهم يقومون ببيع الطيور المريضة ما يتسبب في سرعة تفشي الامراض والاوبئة. وعن اتهام أصحاب المزارع للهيئة بعدم الرد علي استغاثاتهم اكد محروس ان هذه مجرد ادعاءات لا أساس لها من الصحة مؤكدا الهيئة لديها خطة استباقية وتقوم بوضع استراتيجيات لمكافحة امراض الدواجن، كما تقوم بالمرور علي المزارع بمعرفة الاطباء البيطريين بالادارات البيطرية والمديريات بالمحافظات ويتم سحب العينات فور الاشتباه سواء لظهور اعراض مرضية علي القطيع او نفوق غير طبيعي يتعدي 10 %.