في هذا الباب نكشف القناع عن الوجه الآخر للشخصيات التي اعتدنا رؤيتها في ثوب واحد .. نتعرف علي الأفكار والهوايات وتفاصيل الحياة الطبيعية التي تختفي خلف أقنعة المنصب .. أو خلف الظروف التي تفرضها طبيعة العمل .هو واحد من أبرز جراحي الأورام..كرس حياته لمحاربة السرطان وحماية المرأة منه..حتي وضعته جهوده علي خريطة العالمية..هود.محمد شعلان مؤسس ورئيس المؤسسة المصرية لمكافحة سرطان الثدي..والذي اختير عضوا في مبادرة كلينتون للرواد في تحسين الصحة في الشرق الأوسط..كما تم اختيار مؤسسته شريكا لمؤسسة سوزان كومان اكبر مؤسسة خيرية عالمية لسرطان الثدي..واخيرا كرمته سويسرا لدوره الرائد في تغيير ثقافة المجتمع نحو مرض سرطان الثدي . ............................. ؟ أنا فلاح من قرية المشاعلة- نسبة لعائلة شعلان- بأبو كبير شرقية..جدي هومحمد بيه شعلان.. فلاح لكنه علي درجة عالية من الوعي لدرجة انه أرسل ابناءه السبعة (أبناء وبنات) للتعليم في مدرسة فيكتوريا كوليج الداخلية..ثم أرسلهم لاستكمال دراستهم بأمريكا وانجلترا..وكان ذلك غريباعلي المجتمع في الأربعينيات أما أبي فكان مهندسا كهربائيا..وكان شديد الإيمان..ليس بالمظاهر..بل بالرضا وحسن المعاملة..وأمي كانت شديدة الرضا بكل شيء.. ولدي شقيقة وشقيق فقط. ............................. ؟ حصلت علي امتياز مع مرتبة الشرف..وخلال فترة الامتياز كنت أشعر أنني أقوم بأروع عمل حينما أسهر بجوار مريض سرطان وهو ما جعلني أختار تخصص الأورام الذي يهرب منه الكثيرون..و بعد الدكتوراه..سافرت أمريكا لدراسة الزمالة في سرطان الثدي..ثم عدت لمصر أواخر التسعينيات لأجد الوضع سيئا..» الستات في أمريكا بيخفوا..لكن هنا لأ»..واكتشفت أن السر في التوعية..فالنساءهناك يكتشفن المرض مبكرا..أما في مصر فالاكتشاف والعلاج متأخر..وقررت أن أصل للمرأة قبل أن تمرض لتوعيتها..فأسست عام 2003 المؤسسة المصرية لمكافحة سرطان الثدي لتوعية النساء بأهمية الاكتشاف المبكر..فالتوعية أهم من العلاج..لأنها تنبه المريض للاكتشاف المبكر..وتحفز المجتمع علي تقديم الدعم لمواجهة المرض..وحققت المؤسسة سمعة عالمية والحمد لله..بعد أن قدمت التوعية بأساليب جديدة مثل الماراثون..والرياضة..والزومبا..كما شجعنا الناجيات علي تقديم تجربتهن للمرضي..وهو ما ساهم في تغيير ثقافة المجتمع تجاه مرض السرطان . ............................. ؟ أهم شيء في الدنيا ألا نقصر في حق الأب والأم..خاصة بعد كبرهما..»مش عارف ليه مابنقولش لأهالينا اننا بنحبهم غير واحنا صغيرين..» توفي أبي عام2009..كنت في الخارج..وعدت قبل وفاته بيومين..كنت حزينا لأني انشغلت عنه بالعمل..ولم اقض معه أطول وقت ممكن..واذكر أنني امسكت بيده وهو علي فراش الموت وقلت له اني احبه جدا..وشعرت بسعادته الكبيرة..وندمت أنني لم أقلها له كثيرا..وعاهدت نفسي ان اعوض ذلك مع أمي..فأخذتها عقب وفاة أبي لأداء العمرة وتفرغت لها طوال الرحلة..لكني فجأة اكتشفت اصابتها بسرطان البنكرياس..وخلال شهر واحد فقدتها قبل مرور10 شهور علي وفاة أبي.. وفاة أبي كانت تشبه اختفاء ممثل من العرض المسرحي..لكن وفاة امي كانت تعني اسدال الستار عن العرض كله. وبحزن يقول: «ياريت نتعلم نقول للي بنحبهم..اننا بنحبهم..قبل فوات الأوان» ............................. ؟ الصديق الوفي..رزق..ومنذ عشر سنوات فقدت صديق عمري د.محمد الحاج.. ولم أستطع تعويضه. وبعيدا عن هذا الصديق..فعائلتي الصغيرة والكبيرة تملأ كل وقتي..فالاستقرار العائلي والبر المستمر بالأهل..يعوض حاجتك للأصدقاء .. وقد تربيت علي صلة الرحم..فالعائلة كلها كانت تجتمع كل جمعة في بيت جدي..وأنا حتي الآن حريص علي علاقتي بقريتي وبيتنا في قرية المشاعلة..كما انني حريص علي صلة الرحم..فأسأل باستمرار علي كل افراد العائلة..وأصطحب ابنائي لزيارة أهلنا في المناسبات والأعياد . ............................. ؟ «دمعتي قريبة»..وأشياء كثيرة تبكيني مثل ذكرياتي مع أبي وأمي..ومن معالم شخصيتي ايضا عشقي لقراءة كتب التاريخ للتعرف علي التجارب والخبرات..»انا كمان من عشاق الفيس بوك..بأستخدمه طوال اليوم وفي السيارة وبين الجراحات..لأنه يساعدني أتواصل مع اصحابي وبيخرجني من مود الشغل .. وأعتبره وسيلة لمعرفة أخبار واتجاهات البلد. ............................. ؟ زوجتي داليا شاكر وكيلة شركات طيران..وهي عكسي تماما تحب البهجة والمرح..ولدي ولدان عمر 13 عاما..وكريم 11 عاما..أحاول ربطهم بثقافتنا ومصريتنا..لكن التربية الآن أكثر صعوبة..لوجود عوامل أخري كثيرة تؤثر في الشخصية والنشأة . ............................. ؟ كنت أمارس التنس والاسكواش وكرة القدم..لكن علاقتي بالرياضة انقطعت بسبب انشغالي بالعمل..مما أدي لزيادة وزني..»للأسف أنا زي معظم الرجالة المصريين..باروّح آخر اليوم تعبان وجعان..فبآكل أكلة قوية وأتفرج علي التليفزيون..وأنام».. ويبتسم قائلا: «لكن أهم قراراتي في السنة الجديدة..ممارسة الرياضة..وخفض الوزن» . ............................. ؟ «أنا مهموم بتدهور مستوي الصحة في مصر»..ونفسي المواطن المصري يأخذ نفس الرعاية الصحية التي يأخذها المواطن الغربي..انا كمان مهموم بأحوال مصر..مش حاسس ان هي دي مصر اللي اتربيت فيها.. ونفسي ترجع مصر زي زمان..مصر الخير والتسامح والأمن والأمان..من غير بلطجة ولا تحرش ولا عنف ولا فتنة . ............................. ؟ عائلتي بها شخصيات كثيرة ناجحة أخذت منها القدوة..فجدي علمني ان أفضل استثمار هو الاستثمار في تعليم الأبناء..فالمال والسلطة لايدومان..وبالفعل فقد طبقت الحكومة علينا قانون الاصلاح الزراعي..لكن التعليم هو الذي بقي لنا . وعمي هو الاقتصادي الكبير عبد الشكور شعلان الذي كان عميد مجلس ادارة صندوق النقد الدولي..وهو رجل يعمل حتي الآن 20 ساعة يوميا رغم سنه الكبيرة..تعلمت منه أيضا الوفاء والاخلاص..فمنذ وفاة زوجته قبل ثلاثة اعوام..يحرص يوميا علي زيارة قبرها يوميا والدعاء لها قبل بدء عمله . ............................. ؟ شخصيتي ليست حزينة..بل قد تبدو جادة..بعيدة عن البهجة والمرح..فأبي ربانا تربية جادة..الوقت فيها له ثمن..ولا مجال لإضاعته الا فيما ينفع كالدراسة والعمل والالتزامات العائلية والدينية . ويضيف :هناك سبب آخر جعلني لا أجيد الاستمتاع بالحياة.. هو طبيعة عملي مع مرض خطير..ورؤيتي للموت كثيرا..فكل ذلك جعلني انسانا واقعيا..أدرك حقيقة الحياة..وحينما تخصصت في مجال الاورام قال لي عمي طبيب الامراض النفسية الشهير د.محمد شعلان..ان التعامل مع المرض والموت..تجربة ثرية . تعلمك الحياة.. ومع تقدم العمر فهمت ما يقصده..فالاقتراب من الموت يجعلنا نحرص أن نعيش «حياتنا صح» ونحاول استغلال كل ثانية فيما ينفع..ويجعلنا نشعر بقيمة كل يوم يعيشه الإنسان بصحة جيدة» .