تخطو جماعة الإخوان المسلمين بحذر شديد في مصر ما بعد الثورة.. مطمئنة المجلس الأعلي للقوات المسلحة بأنها لا تريد السلطة في محاولة تبديد المخاوف بشأن قوتها السياسية .. فقد إستهدفت الدولة علي مدي عقود الإخوان لذلك تريد الجماعة الحفاظ علي الحريات التي إكتسبتها في ظل الإدارة الجديدة التي يقودها الجيش .. وحتي الآن فإن كل الإشارات مشجعة.. فاللجنة المكونة من عشرة أعضاء والتي تم تعيينها لإقتراح تعديلات ديموقراطية علي الدستور تضم إثنين من أعضاء الإخوان .. لكن خبراء يقولون أن الإسلاميين مازالوا قلقين من الجيش.. ولعل ذلك يفسر لماذا بذلوا كل ما في وسعهم ليقولوا أنهم لا يسعون إلي السلطة حتي يتجنبوا المواجهة مع الدولة.. كما قالت جماعة الإخوان المسلمين أنها لن ترشح أحدا في إنتخابات الرئاسة وأنها لن تخوض الإنتخابات البرلمانية في عدد كبير من الدوائر لأنها لا تسعي إلي الحصول علي أغلبية في البرلمان.. ويقول الخبراء أن الرسالة في الأساس موجهة للخارج خاصة الولاياتالمتحدة التي عبرت عن بعض القلق بشأن الدور الذي قد تلعبه جماعة الإخوان في مصر بعد عصر الرئيس مبارك.. وقال محمد حبيب نائب مرشد الإخوان السابق لو جرت إنتخابات حرة ونزيهة وشفافة ربما يستطيع الإخوان المسلمون الفوز ب30٪ من جملة الأصوات.. مضيفا إننا نريد طمأنة الشعب المصري وطمأنة العالم العربي والإسلامي بأننا لا نسعي للحكم ولا التنافس علي السلطة بقدر ما يهمنا أن تكون هناك حرية وديموقراطية.. وعلي مدي الثورة توخت الجماعة الحذر الذي لطالما ميز إستراتيجيتها في التعامل مع النظام السابق فقالت في البداية أنها ليس لها دور في إندلاع الثورة ثم بدأت تنضم لها تدريجيا ويري خبراء بشؤون الجماعة أنها تتعامل بنفس الدرجة من الحذر مع.. القيادة العسكرية الجديدة لأنها تريد تجنب تكرار الحملة التي تعرضت لها في المرة الأخيرة التي حكم فيها الجيش البلاد عام 1952.. وقد ميز إستراتيجية جماعة الإخوان المسلمين الصبر علي نهج من القاعدة إلي القمة للترويج لرؤيتها عن الإسلام في المجتمع .. وهي لا تؤيد إنتهاج العنف لتحقيق أهدافها.. وفي حين إنهارت أحزاب سياسية بقيت جماعة الإخوان المحظورة لكن الحكومة السابقة تسامحت معها.. والجماعة الآن مهيأة لتصبح من كبار الفائزين في نظام سياسي جديد يتسم بحريات أكبر.. ويقول أعضاء بارزون بالجماعة أن الإخوان غير قلقين بشأن العصر الجديد لأنهم سعوا إلي إجراء إصلاحات سياسية كتلك التي تقول القيادة العسكرية أنها ستجريها.. وهم يرون أن حكام مصر العسكريين اليوم يختلفون كل الإختلاف عن حكامها العسكريين الذين سيطروا علي الحكم عام 52.. حينذاك استولي الجيش علي الحكم في انقلاب صريح لكن الجيش تولي الحكم الآن نتيجة انتفاضة شعبية تقول جماعة الإخوان أن لها نفس أهدافها.. فلننتظر إذن لنري دور الإخوان المسلمين في مصر الجديدة !