في ذكري مولد النبي الكريم صلي الله عليه وسلم، ومع تمتعنا بحلاوة المولد.. تعالوا نرسخ في نفوسنا أخلاق المصطفي، ونجعل منها قدوة وأسوة في سلوكياتنا. لعلنا نعيد القيم الضائعة، وننشر الحب والوئام بدلا من المكائد والخصام. لقد شرفنا الله بنبي أدبه ربه فأحسن تأديبه ووصفه المولي « وإنك لعلي خلق عظيم «. كلنا يشكو الفوضي والانحدار الأخلاقي في السنوات الأخيرة. ويربط البعض خطأ بين هذا التردي وبين ثورة يناير، وكأن الثورة التي أسقطت الاستبداد، اجتاحت معها موروث القيم والمبادئ الإنسانية. لكن الحقيقة أن الثورة كشفت ما كنا نظن أنهم قدوة ممن يعيشون بيننا علي حقيقتهم المرة. وافتقد الكل والشباب بشكل خاص القدوة. مع اننا نملك كنزا منذ أكثر من 14 قرنا سيظل إلي أن يرث الله الأرض ومن عليها. إنه النبي الكريم الكامل الصفات الذي قدره الغرباء حق قدره حيث وصفه المستشرق الأمريكي (واشنجتون إيرفنج) بأنه أعظم الرسل وقال عنه عالم اللاهوت السويسري د.هانز كونج : (بحثت في التاريخ عن مثل أعلي، فوجدته في النبي محمد). وقال المستشرق الفرنسي أميل ردمنغم: «... كان النبي محمد أنموذجاً للحياة الإنسانية ومثالاً كاملاً للأمانة والاستقامة» ويقول المستشرق الإسباني (جان ليك): (أيُّ إنسان بلغ من مراتب الكمال مثل ما بلغ النبي محمد). أما (وليام موير) المؤرخ الإنجليزي فيقول في كتابه (حياة محمد): «لم يعهد التاريخ مصلحاً أيقظ النفوس وأحيي الأخلاق ورفع شأن الفضيلة كما فعل نبي الإسلام «. هذا هو كنزنا وهذه قدوتنا التي يجب ألا يكون لها بديل. تعالوا في ذكري المولد ننهل من حلاوة سيرة خاتم المرسلين ونتقي الله في أقوالنا وأفعالنا، لنتخلص من حالة الضيق والكرب والضياع إلي الأبد.