لايزال قصر السلاملك بالإسكندرية صامدًا أمام الزمن فوق ربوة بالمنتزه تسر الناظرين.. وكأنه ينتظر لحظة إحيائه ليعيد اليه محبوه وزواره وتحت مظلة مفتشي الآثار.. وذلك بعد ان قررت إحدي الشركات الخاصة التي حصلت علي حق الانتفاع به لمدة عشر سنوات استنئاف العمل، بالأمس في تطويره وكانت تلك الاعمال قد توقفت عقب إثارة أزمة اختفاء المدافع الأثرية، والتي ترتب عليها إدراج القصر تحت قائمة المباني الأثرية التابعة لإشراف وزارة الآثار، تمهيدًا لإعادة افتتاح الفندق بتكلفة مالية قدرها 120 مليون جينه. ويشمل المشروع تطوير حديقة قطر الندي وتحويلها إلي منطقة احتفالات مفتوحة وتطوير الكازينو القديم الملحق بها ليكون مشروع فندق جديد بسعة 16 جناحا فندقيا تحت اسم القصر الصغير المميز ليشكل إضافة للسعة الفندقية لقصر السلاملك . وأوضح محمد متولي مدير عام آثار الإسكندرية الإسلامية في تصريح «للأخبار «،أن الشركة المنفذة لأعمال التطوير ملتزمة بتقديم خطتها لوزارة الآثار للحصول علي الموافقة قبل بدء العمل للاطمئنان علي وضع المبني الأثري كما شدد « متولي» علي أن إشراف وزارة الآثار لايعني وقف التطوير أو استغلال القصر، لكن الاشراف يهدف لضمان الحفاظ علي العناصر التاريخية الأثرية المميزة، مشيرا إلي أن الشركة قد اكدت حفاظها علي المدافع الأثرية التي ثارت حولها الازمة السابقة، وذلك باعتبار ان القصر يعد تحفة معمارية ،وبه عناصر مميزة ونادرة ويعد شاهدا علي واحد من أزهي فترات عصر الاسرة العلوية. وأعلنت الشركة المسئولة عن القصر ضخ 190 مليون جنيه كاستثمارات حقوق استغلال قصر السلاملك بحدائق المنتزه الملكية بالإسكندرية، وذلك عقب استئناف أعمال التطوير تمهيدا لإعادة افتتاح الفندق، وأعلنت الشركة في مؤتمر صحفي عقدته بالإسكندرية أمس ضخ حجم استثمارات يتجاوز 120 مليون جنيه في ترميم القصر و تطوير المنطقة المحيطة. ويعود بناء هذا القصر لأكثر من 120 عامًا عندما وقعت عينا الخديوي عباس حلمي الثاني علي ربوة جميلة عالية شرق الإسكندرية خلال إحدي جولاته الميدانية ،وأوقفت عربته ليتفحصها، ويقرر بعدها بناء قصر جميل يتوج به قصة حبه للكونتيسة المجرية «ماي توروك هون زندو» أوكما عرفت فيما بعد بجويدان هانم ،لتصبح استراحة لهما بعد زواجهما، وكان صاحب هذه الارض أحد اليونانيين الذي اهداها إلي الخديوي بعد ان عرف رغبته في بناء القصر في هذه المنطقة، ثم قرر الخديوي توسعة مساحة القصر فضم إليه المساحات الشاسعة حوله لتظهر معالم قصر المنتزة حاليًا. قام بناء القصر المعماري النمساوي ديمتري فابريسيوس كبير مهندسي الخديو عام 1892م ،ليصبح تحفة فنية، وسمي بالسلاملك لانه كان مخصصا لاستقبال واجتماع الرجال علي عكس قصر الحرملك المخصص للنساء والذي بني لاحقًا،ويحتوي القصر علي أربعة عشر جناحا وست غرف فاخرة، وأهم هذه الأجنحة الجناح الملكي الخاص بالملك والذي يطل مباشرة علي حدائق المنتزة وشرفته يمكنها استيعاب حوالي مائة فرد. ويحتوي القصر أيضا علي الحجرة البلورية التي خصصت للملكة وسميت بهذا الاسم نظرا لان كل ما تحويه صنع من البلور والكريستال الأزرق النقي. وقد شهد القصر عدة اعمال تطوير حيث أحضر الملك أحمد فؤاد من أيطاليا العديد من المدافع الحربية الأيطالية ووضعها في حديقته بهدف تأمينه ضد أي هجوم طارئ من جهة البحر.. وفي عهد الملك فاروق خصص القصر ليكون مكتبا خاصا له ومقرا للضيافة الخاصة بإيواء ضيوف الملك. وكان القصر قد استخدم خلال فترة الحرب العالمية الأولي من 1914-1918 كمستشفي عسكري ميداني للجنود الأنجليز، وتم تحويله إلي فندق بعد 23 يوليو 1952.