الشباب الطاهر النقي الذي خرج صباح يوم 25 يناير للتظاهر والاعتصام في ميدان التحرير للمطالبة بالحرية ، والكرامة لكل المصريين، ومن اجل مستقبل اكثر احتراما وانسانية لهم ولكل الشعب، ولابنائهم واحفادهم من بعدهم، واستطاعوا ان يحققوا ما لم تستطع ان تحققه اجيال كثيرة قبلهم، لم يكن كل هؤلاء الشباب الوطني، يخطر في بالهم في هذه اللحظة التاريخية، انهم بالتأكيد كانوا علي موعد مع التاريخ، في اكبر ثورة شبابية تشهدها مصر في تاريخها الحديث، كما لم يخطر ببال هؤلاء ايضا، ان تواجه حركتهم السلمية هذه بكل هذه الوحشية، والبربرية سواء من الاجهزة الامنية، او من عصابات البلطجة المسلحة بالعصي الشوم والاسلحة البيضاء والاسلحة النارية. لقد تم استئجار وتوظيف هؤلاء المجرمين والبلطجية للاعتداء علي هؤلاء الشباب المسالمين وكل المعتصمين بالميدان بوحشية لم تشهدها مصر من قبل، وقاموا بقتل واصابة المئات منهم في موجات اعتداء بربرية منذ يوم " جمعة الغضب " في هذا الميدان، وحولوا هذا الميدان في " اربعاء الشهداء " لساحة للشهداء من الشباب، والاطفال، والنساء، الذين تدفقوا بالالاف للميدان للانضمام للمعتصمين المحتجين، حيث تصدوا بصدورهم العارية، وضحوا بارواحهم الطاهرة، في احد اكثر الايام دموية في التاريخ المصري وهو يوم " الاربعاء الدموي " لرصاص وطوب هؤلاء المجرمين . ولذلك فانني اتصور، انه بعد هذه الثورة الشبابية الذكية الطاهرة، التي جرت علي ارض هذا الميدان، وفي ساحته، وفي الشوارع الجانبية المؤدية للميدان، حيث وقع علي ترابه عشرات الشهداء، والمصابين، ان يتم تغيير اسم الميدان ليعبر عن انبل واعظم عمل قام به هؤلاء الشباب وهو الشهادة من اجل كرامة الوطن والمواطن، و ليوجد به تمثال يعبر عن هذا العمل الانساني النبيل، ولوحة تذكارية يحفر عليها بحروف بارزة مضيئة اسماء كل الشهداء الذين سقطوا في ساحته كابطال وطنيين، ليكون هذا الميدان، والنصب التذكاري المقام به اقل عمل يمكن ان يقدم لهؤلاء الابطال، الذين ضحوا بحياتهم في سبيل ان تعيش الاجيال الحالية والمقبلة في عزة وكرامة وحرية وديموقراطية حقيقية . فاطمة محمد علي [email protected]