رغم الأحداث المتلاحقة والخطيرة والدامية أيضا والتي اندلعت في ميدان التحرير وغيره من ميادين محافظات مصر اعتبارا من يوم 52 يناير.. تلك الثورة التي قادها الشباب في انتفاضة عفوية ومظاهرة سلمية قاصدا التعبير عن فترة طويلة من حياة مصر.. عاشتها في كبت بالحياة وقمعا للحريات وجاءت تلك الثورة لتعبر عن مرحلة من تاريخنا الحديث خاصة وانها تطالب بالتغيير السياسي ورحيل رموز النظام الحاكم والقضاء علي كل القوي السياسية التي كانت سببا رئيسيا في شعور الشباب بالفقر والجوع والبطالة والعدالة الغائبة تلك المطالب التي مست مشاعر الشعب كله وبكل طوائفه ورغم ان مصر كانت حزينة وهي تري شبابها يطلق عليه الرصاص الحي وقنابل المولوتوف والحجارة أثناء قيامه بتلك الانتفاضة الشبابية في ميدان التحرير وغيره من الميادين وكان الحزن شديدا مس قلب مصر عندما شهدت خيرة شبابها تساقطون شهداء في أرض المعركة بين الشباب المتظاهر وبلطجية النظام السياسي السابق.. هذه الدماء الطاهرة من الشباب والأطفال أدمع العيون وأدمي القلوب المصرية في كل مكان.. وكان لهذا المشهد الحزين لشهداء وجرحي الانتفاضة الشبابية أكبر الاثر في ان تغير كل الظروف المؤدية إلي انتصار ثورة 52 يناير والتي انتهت بتغيير النظام وتسليم سلطة إدارة البلاد إلي المجلس الأعلي للثوات المسلحة وكان هذا هو حلم لكل شباب الثورة وأيضا تغيير رضيت عنه مصر التي عاشت طوال الثلاثين عاما الماضية وما قبلها في حزن شديد راضية بهذا الواقع الذي تغير علي أيدي شبابها وفتح الطريق أمام مستقبل للديمقراطية والحرية في مصر.