أطلقت الشرطة الفرنسية ونظيرتها البلجيكية حملات مداهمة واعتقال في انحاء واسعة من البلدين في عملية التعقب مدبري هجمات باريس الارهابية التي وقعت يوم الجمعة الماضي واسفرت عن مقتل 129 شخصا. وقال مصدر قريب من التحقيق الفرنسي إن أصابع الاتهام تتجه إلي بلجيكي موجود حاليا في سوريا باعتباره مدبر الهجمات. وقال المصدر لرويترز أن الرجل ويدعي «عبد الحميد أباعود» هو الشخص الذي رجح المحققون أنه يقف وراء الهجمات. يأتي ذلك في الوقت الذي حذر فيه رئيس وزراء فرنسا مانويل فالس من وقوع اعتداءات جديدة قد تضرب فرنسا ودولا اوروبية اخري كما حذرمن هجمات محتملة «خلال الايام او الاسابيع المقبلة». واكد فالس ان الاعتدءات التي شهدتها باريس «نظمت وخطط لها من سوريا» وقال «هذه الحرب ضد داعش يجب ان تبدأ اولا في سوريا والعراق وهناك ايضا ما يجري في ليبيا باعتبار ان داعش متمركزة هناك.. واضاف اقول ان هذه الحرب ستكون حربا طويلة وصعبة». وأضاف فالس أن أجهزة المخابرات الفرنسية أحبطت خمس هجمات منذ فصل الصيف. وتابع قائلا لإذاعة (ار.تي.ال) «نعلم أنه يتم التخطيط لمزيد من الهجمات ليس فقط علي فرنسا وإنما علي دول أوروبية أخري أيضا». ومن جانبه أوضح وزير الداخلية الفرنسي برنار كازنوف إن الشرطة ألقت القبض علي 23 شخصا وصادرت أسلحة بينها قاذفات صورايخ خلال حملة مداهمات الليلة قبل الماضية في اطار التحقيقات في هجمات باريس. وقال كازنوف للصحفيين إنه خلال الثماني والأربعين ساعة الماضية تم تحديد اقامة 104 أشخاص ونفذت الشرطة 168 عملية مداهمة الليلة الماضية. وتابع «ليكن ذلك واضحا للجميع هذه هي مجرد البداية. هذه الاجراءات ستستمر». وقالت مصادر في الشرطة لرويترز إن السلطات نفذت 110 علي الأقل من عمليات التفتيش لمنازل في مدن فرنسية. وكانت احدي هذه العمليات في ضاحية بوبيني بالعاصمة الفرنسية.وذكرت وسائل اعلام فرنسية أن الشرطة داهمت منازل أيضا في تولوز وجرينوبل. وفي سياق متصل اطلقت الشرطة البلجيكية عملية مداهمة واسعة صباح امس في حي مولينبيك ببروكسل الذي تعتقد ان العديد من المشتبه بهم في هجمات باريس انطلقوا منه. وقد حاصر عشرات من الجنود البلجيكيين بينهم كوماندوز مسلحون من وحدات خاصة منازل في شارع سكني في منطقة مولنبيك ونفت الاذاعة العامة تقريرا بأن رجلا له صلة بهجمات باريس اعتقل. وأذاع راديو (ار.تي.بي.اف) البلجيكي الرسمي نفيا للتقرير الذي بثته محطة (آر.تي.إل) وجاء فيه أن صلاح عبد السلام وهو فرنسي عمره 26 عاما ويقيم في العاصمة البلجيكية قد اعتقل. واشارت الي انه اعتقال عدد من الاشخاص في الحي الذي يقطنه مهاجرون مسلمون كما ذكرت اذاعة (آر.تي.بي.اف) أن الشرطة اعتقلت شخصا خلال مداهمة في ضاحية مولينبيك ببروكسل لكنه لم يكن صلاح عبد السلام المطلوب في هجمات باريس. وقال المدعي العام في باريس انه «تم تحديد هوية خمسة من الإرهابيين القتلي.» واشار إلي «إن بصمات أحد الانتحاريين الذين نفذوا الهجوم علي استاد فرنسا تطابق بصمات رجل سجل اسمه في اليونان في أكتوبر» وأضاف المدعي العام في بيان «لا تزال هناك حاجة في هذه المرحلة للتحقق من صحة جواز سفر باسم أحمد المحمد المولود في إدلب بسوريا يوم 10 سبتمبر 1990» وتابع أنه تم تحديد هوية شخص ثان في الهجوم علي قاعة «باتاكلان» للحفلات الموسيقية. وقال إنه يدعي سامي عمور ويبلغ من العمر 28 عاما وهو من درانسي شمال باريس. وأضاف أن عمور كان معروفا لدي وحدات مكافحة الإرهاب بعد أن وضع رهن التحقيق والضبط القضائي لأنه حاول السفر إلي اليمن. ووقف المواطنون في فرنسا واوروبا دقيقة صمت عند الساعة الحادية عشرة بتوقيت جرينتش حدادا علي ارواح ضحايا هجمات باريس الارهابية. ووقف الرئيس الفرنسي فرانسوا اولاند يرافقه رئيس الوزراء دقيقة صمت في باحة جامعة السوربون ووقف الناس دقيقة صمت في اللحظة ذاتها في عدد كبير من مدن اوروبا للتعبير عن تضامنهم وحزنهم علي ارواح الضحايا كما وقف القادة الاوروبيون المشاركون في قمة العشرين في انطاليا دقيقة صمت حدادا علي الضحايا ايضا.