الأمطار أغرقت شوارع الإسكندرية للمرة الثانية يوم جديد من سقوط الأمطار علي مدينة الاسكندرية الساحلية زادت من معاناة الاحياء الشعبية رغم هدوئها لعدة ساعات صباح أمس قبل أن تعاود الكرة مرة أخري ولا تزال المحافظة تعاني من آثار الكارثة التي كشفت عن تهالك بنيتها التحتية، وعدم وجود خطط للتعامل مع الأزمة رغم تكرارها للمرة الثانية. رصدت «الأخبار» استمرار غرق المنازل والمحلات في مياه الأمطار بالأحياء الشعبية، لليوم الثاني علي التوالي، بعد تركيز مسئولي الصرف الصحي جهودهم في كسح المياه من طريق الكورنيش والشوارع الرئيسية، والتي خلت من أي تراكمات لمياه الأمطار، لضمان سيولة حركة المرور. وتعد مناطق العامرية والمطار والمنتزه، الأكثر تضررا من موجة الطقس السييء، حيث أغرقت مياه الأمطار مئات المنازل، لتخلف خسائر فادحة للمواطنين - معظمهم من محدودي الدخل- مما تسبب في غضب المواطنين، وقام أهالي عزبة سكينة بقطع الطريق، احتجاجا علي تأخر مسئولي الصرف الصحي في نجدتهم وإنقاذ منازلهم من الانهيار. وقال اللواء محمود نافع، رئيس مجلس إدارة شركة الصرف الصحي بالإسكندرية، إن الشركة تعمل بالتعاون مع القوات المسلحة لإزالة آثار النوة، لافتا إلي أنه يتم التنسيق مع الجهات في غرفة عمليات موحدة وتقوم بالتوجه لمحل البلاغات من المواطنين لشفط المياه المتراكمة. وكشف رئيس شركة الصرف الصحي، في تصريحات ل«الأخبار» أن غرفة العمليات تلقت مئات الشكاوي وتتوجه حسب الأولوية للمناطق التي تشهد تراكمات للمياه بشكل كبير يشكل خطورة علي حياة قاطنيه. وأكدت الدكتورة سعاد الخولي، القائم بأعمال محافظ الإسكندرية، تعرض المحافظة لهطول أمطار غزيرة تفوق النوة السابقة التي شهدتها المدينة في 25 أكتوبر الماضي وتسببت في غرق الشوارع. وأضافت «الخولي» أن التحرك السريع لمواجهة الأزمة ساعد كثيراً في عدم تفاقمهما مما منع تراكم مياه الأمطار بشوارع المحافظة. وأشارت إلي أن القوات المسلحة لعبت دوراً كبيراً في حل أزمة تراكم مياه الأمطار في المحافظة، من خلال الدفع بسياراتهم ومعداتهم لشفط مياه الأمطار»، مضيفاً أن الأزمة الآن تنحصر في مناطق شرق المحافظة نتيجة عطل بمحطة الصرف الصحي بالمنتزه. وقال الدكتور سمير النيلي، المتحدث باسم مديرية التربية والتعليم بالاسكندرية، أنه تم تشكيل لجان من جميع الإدارات التعليمية لمعاينة المدارس التي تتضررت بسبب مياه الأمطار، لتصبح جاهزة لاستقبال التلاميذ مطلع الأسبوع المقبل. ومن جانبها قالت منال الشاعر، مدير هيئة الأبنية التعليمية بالإسكندرية، إن موجة الطقس السيئ التي اجتاحت المحافظة تسببت في حدوث هبوط أرضي بمدرسة كلية النصر للبنات القومية ويجري معالجتها استعدادا لاستئناف الدراسة بصورة طبيعية. أكد محمد متولي، مدير عام آثار الإسكندرية الإسلامية، سلامة معظم الآثار القبطية والإسلامية اليهودية بالإسكندرية وعدم تضررها بشكل كبير جراء الطقس. وكشف «متولي» لجوء مفتشي الآثار إلي تغطية سقف محكمة الحقانية الأثرية، ذو القبة الزجاجية الملونة بالمشمع والإسفنج لحمايتها من الانهيار، خاصة أن أعمال الترميم متوقفة بالمحكمة الأثرية التي يرجع تاريحها إلي عام 1886 أي في عهد الخديوي توفيق. وأشار إلي وجود رشح علي أسقف بعض المساجد الأثرية نتيجة كثافة الأمطار منها مسجد ووكالة الشوربجي الأثري بمنطقة المنشية، فضلا عن تأثربعض الأماكن المفتوحة مثل قلعة قايتباي بامتلاء السرادايب البحرية بمياه الأمطار والبحر وكذلك الساحة الخارجية لها. وأعلن اللواء بحري فتحي طه، القائم بأعمال رئيس هيئة ميناء الإسكندرية، إعادة فتح بوغازي الإسكندرية والدخيلة أمام حركة الملاحة البحرية، وذلك إغلاق دام لمدة يومين نظرا لسوء الأحوال الجوية وزيادة سرعة الرياح وارتفاعات الأمواج. قال الدكتور مجدي حجازي، وكيل وزارة الصحة بالإسكندرية، انتظام مستشفيات الحميات والأطفال بونجت والمعمورة للطب النفسي بتراكم كميات كبيرة من المياه داخلها يجري رفعها، مؤكدا تأثر حملة التطعيم ضد الحصبة والحصبة الألماني بسبب سوء الأحوال الجوية. كما لقيت زوجة مصرعها تحت الانقاض واصيبت ممرضة في انهيار سقف منزل بكرموز.. واصيبت ممرضة بكسر في العامود الفقري في انهيار جزء من منزل بمنطقة باب شرقي بالحضرة بالاسكندرية.. كما حدثت تصدعات وانهيارات جزئية في 11 منزلا بسبب سوء الاحوال الجوية. وفي سياق متصل كشف مصدر مسئول بوزارة الإسكان ل«الأخبار» أن د. مصطفي مدبولي وزير الإسكان يبحث التكليف الذي تلقاه من المهندس شريف إسماعيل رئيس الوزراء بسرعة إنشاء منطقة سكنية بجوار مطار النزهة لسكان المناطق المنخفضة بالإسكندرية، وأوضح المصدر أن المستفيدين من هذا القرار هم سكان البدرومات والمساكن القديمة المنخفضة عن مستوي الأرض خوفا من تعرض حياتهم للخطر بسبب السيول، وأضاف أنه لم يتم حتي الأن تحديد ملامح هذه المنطقة السكنية أو عدد الوحدات بها أو طريقة بنائها حيث أن التكليف جاء دون خطة مسبقة.