بدأت ندوة «أكتوبر.. الإرادة والتحدي» بعرض فيلم تسجيلي بعنوان «بطولة ملحمة «كبريت» تناول ملحمة الصمود والتحدي لابطال معركة «كبريت» والتي تعد واحدة من أكثر المعارك التي أظهرت بسالة وتضحية المقاتل المصري خلال حرب أكتوبر حيث صمد ابطال الكتيبة في موقعهم الذي كان مقرا لإحدي القيادات الإسرائيلية تم الاستيلاء عليه، واستبسالهم في الدفاع عن الموقع لمدة 114 يوما واستشهاد العديد من الابطال بينهم المقدم إبراهيم عبد التواب خلال المحاولات الاسرائيلية اليائسة لاستعادة الموقع في أطول حصار خلال الحرب. وشهدت الندوة تقديم لمحة من ذاكرة الانتصار العظيم قدمها اللواء باقي ذكي يوسف احد ابطال حرب اكتوبر وصاحب فكرة استخدام خراطيم المياة لفتح الثغرات في الساتر الترابي لخط بارليف، الذي تحدث فيها عن اهمية التفكير العلمي والبحث عن الحلول والبدائل غير التقليدية للتغلب علي المشكلات والصعوبات التي يمكن ان نواجهها في سبيل تحقيق الهدف المنشود.وروي كيف توصل إلي الحل الذي تم استخدامه لفتح الثغرات بخط بارليف وقال ان الحل جاء من عند الله وبفضل عمله بالسد العالي حيث كان يتم ازاحة الرمال من علي جسد السد بالمياه. وقدمت الدكتورة لميس جابر محاضرة بعنوان: «العسكرية المصرية عبر التاريخ «اشارت فيها إلي ان روح اكتوبر لم تكن وليدة تلك الحقبة التاريخية وانما تعود لحضارة ممتدة لاكثر من 5000 عام ظل خلالها الجيش المصري يؤدي دوره بكل كفاءة وإقتدار لبناء الحضارة المصرية والدفاع عنها بدءاً من عصر الدولة القديمة حتي عصرنا الحديث ، كما استعرضت مراحل تنظيم وتطور العسكرية المصرية كأول جيش نظامي عرفه التاريخ وفقاً لاسس الادارة والقيادة العسكرية وتنظيم الجيوش وتسليحها وبناء الاسطول والمعسكرات. والقي السفير جمال بيومي مساعد وزير الخارجية الاسبق محاضرة تناولت «اقتصاد الدولة خلال حرب اكتوبر « اشار فيها ان حرب اكتوبر لم تكن حربا عسكرية فقط انما معركة سياسية واقتصادية شاملة تمت وفقا لتخطيط استراتيجي متكامل لاعداد الدولة للمعركة واعادة تخصيص الموارد والاعتمادات المالية ووضع اسبقيات واولويات التنفيذ، ومساهمة الدول العربية والاتحاد السوفيتي في تقديم الدعم السياسي والاقتصادي لمصر وقواتها المسلحة في وقت كانت تعاني فيه الدولة المصرية من ازمة اقتصادية طاحنة تعد الاصعب في تاريخها، مشيرا إلي ان مصر تمتلك العديد من المقومات الاقتصادية والاجتماعية والبشرية التي تؤهلها للإنطلاق بخطي واثقة نحو المستقبل وما تمثله علاقات الشراكة الاقتصادية علي المستوي الاقليمي والعربي والدولي من قيمة مضافة تتيح العديد من فرص الاستثمار الذي يساهم في دفع عجلة التنمية. وقدم الشاعر جمال بخيت مجموعه من القصائد الشعرية التي جسدت مسيرة الوطن طوال سنوات الحرب والبناء. واهدي الرئيس عبد الفتاح السيسي درع القوات المسلحة إلي كل من اللواء باقي ذكي يوسف أحد أبطال حرب اكتوبر والدكتورة لميس جابر الكاتبة والمؤرخة، والشاعر الكبير جمال بخيت، والسفير جمال بيومي، تقديرا لدروهم في خدمة المجتمع. وحرص الرئيس عبد الفتاح السيسي علي تكريم أبطال معركة كبريت الحقيقيين، التي كانت من أشرس المعارك في حرب اكتوبر، وهم «اسم الشهيد عقيد إبراهيم عبد التواب، قائد الكتيبة 603 مشاة الأسطول، واللواء أركان حرب أحمد رضا عبد المجيد، واللواء جابر أحمد شعرواي، والعميد اسامة محمد عبد الله، والعميد إبراهيم أحمد العجمي، والعميد محسن حسين، والعميد مدحت منير، والعميد سعد الدين أنور، والعقيد سيد حرب، والعقيد مصطفي حسين، والعقيد سعيد أنور آدم، والعقيد عصام الدين عبد الحي، والعقيد حمدي محمد العكر، والنقيب سمير عبد العزيز، والملازم أول محمد نور الدين، والملازم أول علي عرفة، والعريف علي زكي مختار. وقد كرم الرئيس السيسي عدداً من مصابي العمليات الحربية، علي رأسهم بطل معركة كمين أبو رفاعي في الشيخ زويد الملازم أول أدهم عمرو صلاح الدين الشوباشي، وعدداً من أسر شهداء هذا الكمين الذي تم استهدافه في شهر يوليو الماضي. كما كرّم الرئيس عدداً من قدامي قادة وابطال نصر اكتوبر وأسر شهداء القوات المسلحة الذين لبوا نداء الواحب وقدموا ارواحهم دفاعاً عن مصر وشعبها. وقد حضر الندوة الفريق أول صدقي صبحي القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربي ووزير الداخلية اللواء مجدي عبد الغفار ووزير التعليم العالي والفريق محمود حجازي رئيس أركان حرب القوات المسلحة وقادة الافرع الرئيسية وعدد من قادة وضباط القوات المسلحة وقيادات وزارة الداخلية وعدد من الشخصيات العامة وطلبة الكليات العسكرية والجامعات المدنية.