في هذا الباب نكشف القناع عن الوجه الآخر للشخصيات التي اعتدنا رؤيتها في ثوب واحد .. نتعرف علي الأفكار والهوايات وتفاصيل الحياة الطبيعية التي تختفي خلف أقنعة المنصب .. أو خلف الظروف التي تفرضها طبيعة العمل . أنا علي باب الله .. أكتفي بحب الجمهور ولا أسعي للتكريم أنا من عائلة عاشقة للأدب والفنون والموسيقي..أبا عن جد..ولدت بشارع خيرت بالسيدة زينب والمسمي باسم عائلتنا..والدي المهندس علي خيرت كان متخصصا في تصميم المساجد ووكيل وزارة الاوقاف وكان يهوي ويجيد عزف البيانو..وجدي كان محاميا وسكرتير مجلس الشيوخ..وكان أديبا وعازف بيانو أيضا..وكان بيت «أبو جدي» صالونا ثقافيا يشارك فيه أئمة الفنون وقتها امثال سيد درويش ومحمود مختار والمنفلوطي وام كلثوم وعبد الوهاب..أما عمي فهو المهندس الفنان أبو بكر خيرت مؤسس الكونسرفتوار ومصمم أكاديمية الفنون..ورائد الموسيقي السيمفونية في مصر..لدي اربعة اشقاء كلهم ذكور.. «أما امي فكانت ست بيت طيبة زي أي أم مصرية.. وكانت حكيمة وصبورة.. وحازمة عند اللزوم.. علشان كده قدرت تربي 5 رجالة» . .......................... ؟ رغم ان أخوتي الاربعة عاشقون للموسيقي الا انني الوحيد الذي احترفتها تأثرا بعمي..موهبتي ظهرت وعمري 5 سنوات..فشجعني والدي وعمي علي الالتحاق بالكونسرفتوار وتم قبولي ضمن اول دفعة..وفي سن 14 سنة اتجهت لعزف الدرامز الذي يتعارض مع البيانو وأنشأت فرقة موسيقية مع أصدقائي وبدأنا نعمل ونسهر ونكسب.. لكن بعد عدة سنوات عدت للتركيز في البيانو..حتي كان اول عمل قدمني للجمهور هو مسلسل ليلة القبض علي فاطمة . .......................... ؟ نجاح وشهرة أي فنان تعتمد علي الموهبة..وعلي الفرصة أيضا..والفرصة يمنحها الله للمجتهد..وعليه فقط ان يحسن استغلالها.. وفرصة الشهرة في حياتي جاءت علي يد سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة..التي استمعت اليّ في احدي الحفلات العائلية.. فتحمست لي وطلبت مني وضع موسيقي لبرنامج شعري إذاعي تقدمه اسمه قطرات الندي.. وكان البرنامج انتاجا ضخما مصريا كويتيا حقق لي نجاحا وانتشارا فعرفني الجمهور وتوالت اعمالي الناجحة التي وصلت للناس مثل قضية عم احمد ومسلسل اللقاء الثاني.. وضمير ابلة حكمت ومافيا وغيرها . .......................... ؟ الاستقرارمهم لحياة الفنان..لكن معظم الفنانين يفتقدونه.. وقد تزوجت خمس مرات بحثا عن الاستقرار..لكني حتي الآن لم اجد الزوجة التي تفهم طبيعتي وتتحمل عشقي لعملي..فالفنان حياته صعبة.. لأنه يستغرق في فنه..وهو ما يتعارض مع طبيعة المرأة التي تريد دائما من يهتم بها.. ويضحك قائلا : « في بداية كل زواج كنت أقدم أعمالا فنية جامدة جدا..لكن بعد فترة بافشل.. وبصراحة اكبر انجازات فنية عملتها وأنا حر» . .......................... ؟ الحب والرومانسية عوامل مهمة للفنان..وفي بداية حياتي الفنية كان انتاجي يرتبط بالمشاعر والأحاسيس والحالة العاطفية والمزاجية..ولكن مع الاحتراف والخبرة.. تعلمت كيف أستحضر هذه الحالة..لأن هناك أعمالا وتعاقدات لابد من الوفاء بها. وأنا أعترف اني «مودي» ومتقلب..أحيانا اكون اجتماعيا. وأحيانا افضل الوحدة .. لأني استفيد منها في انجازاعمالي..»لما احب أكون وحيد..باهرب لبيتي في الغردقة أو شقة العيلة في الاسكندرية..والاثنتان علي البحر..وهناك باستحضر الحالة النفسية المطلوبة.. وأعمل أحلي موسيقي». .......................... ؟ ابنتي الكبري شيرين درست الاعلام وتعيش في أمريكا..أما عمر الأصغر فهو مخرج سينمائي..ورغم انني انفصلت عن والدته مبكرا الا انني حرصت علي أن يعيش معي منذ كان عمره 3 سنوات.. حتي أصبحنا « أصدقاء بجد ». أبنائي الاثنان لم يفكرا في احتراف الموسيقي رغم انهما مستمعان جيدان..» مش ممكن تجبري اي حد يبقي فنان.. لازم يكون هو اللي عايز وبإصرار» . .......................... ؟ أنا محظوظ لأن هوايتي هي مهنتي..لكن لدي أيضا هوايات اخري.. فأنا لعيب شطرنج وطاولة..ومحترف سباحة.. «لكن بصراحة ماعنديش وقت لهم.. لأن الموسيقي واخدة كل وقتي». .......................... ؟ أصعب مواقف حياتي تعرضت لها علي خشبة المسرح..أصبت مرة بآلام في الصدر خلال احدي حفلاتي.. واكتشف الاطباء انسداد خمسة شرايين..واضطررت لإجراء جراحة قلب مفتوح عاجلة.. ومنذ شهور قليلة أصبت بأزمة صحية أثرت علي أصابعي وكان مركزها المخ.. وفي المرتين شعرت بمنتهي الخوف من امكانية حرماني من فني..أكثر شيء أحبه..لكن الحمد لله إيماني بالله قوي جدا وانا دائما راض بكل شيء. « علي فكرة انا مقتنع جدا ان الايمان والارادة أحيانا يكونان أهم من الطب والدواء» . .......................... ؟ أسعد كثيرا حينما أجد الشباب والكبار يستمتعون بأعمالي الموسيقية.. وأسعد أيضا حينما يصفق لي الأجانب بانفعال خلال حفلاتي في اوروبا.. بأشعر اني أقدم بلدي للعالم..وأن هذا التصفيق لمصر.. ويبتسم قائلا : « اكتر حاجة كمان بتسعدني لما اسمع حفيدتي اللي عمرها 4 سنين بتغني أغنيتي: زي ما هي حبها.. بحلوها ومرها . .......................... ؟ حصلت علي الدكتوراه الفخرية من جامعة ويلز بانجلترا..ومن الجامعة الامريكية.. لم احصل علي أي تكريم رسمي في مصر.. لكني حصلت علي اعلي تكريم في بلدي حينما تم اختياري لإحياء حفل افتتاح قناة السويس.. كماحصلت علي أعلي تكريم عالمي حينما تم اختياري لاحياء حفل تسليم رئاسةالاتحاد الاوربي من سلوفانيا لفرنسا..فقد كان هناك موسيقيون من آسيا وامريكا واوربا..لكنهم خصصوا لي اكبر وقت واستقبلني الجمهور بحفاوةبالغة. اما عن التكريم الرسمي فصدقيني انا لا اسعي ولا اخطط له..» أناباشتغل علي باب الله ومتكرم بحب جمهوري» .