أقول لمحدثي الذي يبدو أنه قاسي كثيرا من الحب وظلم محبوبته.. لدرجة انه أصبح ناقما علي الحب: ليس معني ان يعيش الإنسان منا قصة حب فاشلة أو يقع ضحية غرام مصلحة أو لحظات ضعف مع معشوقة لعبت بقلبه ومشاعره.. أنه يكره ان يتحول إلي ظالم للمحبين ويترك نفسه وقلبه فريسة للضياع.. وينسي ان ليس كل قصة حب تكون نهايتها الطبيعية هي الزواج بل ان أجمل القصص وأروعها تلك التي عاني فيها المحبون من لوعة الحب ومرارته.. وليس معني ان يكون من نصيبه حبيبة خائنة أو إنسانة لا تستطيع تكملة مشوار حبهما ان كل بنات حواء ظالمات ومخادعات.. وعليه ان ينسي من خدعه ويفتح قلبه للحياة والحب مرة اخري.. فالحياة بقدرما تعطينا تأخذ منا.. وحتي عندما تحرمنا وتظلمنا من شيء.. سرعان ما تعوضنا بما هو أفضل منه بكثير.. فالأمل في الغد يجب ان يصبح مصباحا منيرا لطريقنا نحو المستقبل حتي ولو كان في بدايته مظلما.. ولصديقي القاريء اذكره بما أنشدته كوكب الشرق الرائعة أم كلثوم: »أنا وانت ظلمنا الحب بايدينا وجينا عليه وجرحناه لحد ما داب حوالينا ودلوقتي لا أنا بنساه ولا بتنساه«.. هذا هو حالنا فكلنا يا عزيزي ظلمنا الحب.. لاننا عندما نحب نظن ان محبوبنا ملاك من السماء منزه من الاخطاء ونتعامل معه علي انه قابل للوصول معنا إلي النهاية الطبيعية للحب وهي الزواج.. وننسي ان هناك ضغوطا أسرية واجتماعية قد تتعرض لها الفتاة تجعلها تضحي بحبها لتلبي رغبة اسرتها في الزواج من عريس جاهز قادر علي ما يعجز عنه المحبوب الذي لا يمتلك في حياته سوي مشاعره الطيبة.. وهي بالطبع لا تكفي لنفقات الزواج.. وهنا يكون الاختيار الصعب وتحدث الفرقة ومعها أوجاع الفراق والدموع.. ومع ذلك لا أريد ان أنكر ان هناك نسبة معقولة من زيجات الحب التي تنجح وتستمر طالما بقي الحب حقيقيا بين الزوجين.. ولكن كيف يتحقق هذا.. تلك هي المشكلة!!