الساعة تجاوزت الثالثة من صباح الجمعة التي انقسم فيها المصريون مابين مؤيد ومعارض للنظام..الانهاك تملك جسدي ودموعي تنهمر فالنوم ذهب بلا رجعة منذ اسبوع مضي وفرحة أكبر ثورة شعبية في تاريخ مصر الحديث لااستطيع الشعور بها بعد ان فعلناها نحن الشباب الذي لاينتمي لاي حزب سياسي او حركة معارضة او حتي الاخوان..الغالبية العظمي من اصدقائي من ابناء جيلي العظيم ومعظم الاجيال التي سبقتنا يحاولون علي مدار اليومين الماضيين اقناعي بأن ثورتنا نجحت ولابد من التوقف عند هذا الحد بعد ان غلبهم الخوف من "الترويع" الذي ملأ قلوب الجميع وسيطرت عليهم حالة من القلق خوفا من "التجويع" المنتظر. وبعض الأصدقاء يشدون من أزري لابد من اكمال ثورتنا لن نتراجع ..دماء شهدائنا لن تذهب هباءا كلها ساعات ويتحقق الحلم الجميل. "جمعة الرحيل " ام "جمعة السلام" سؤال وجهته لنفسي ولم اجد اجابة في اي اتجاه سأذهب بعد ساعات قليلة.. تمر أمام عيني مشاهد عديدة من الذكريات التي لم يمر علي انقضائها ايام معدودة .."هتافاتنا في ميدان التحرير مساء 25 يناير ..وهروبنا من قنابل الغاز ونحن نمسك في ايادي بعضنا ونحمل من يسقط منا لنحميه..وقوفنا خلف سلالم نقابة الصحفيين بعد ان قام البلطجية بحبسنا في نقابة الصحفيين ظهر الجمعة 28 يناير بعد ان فاقونا عددا وقوة..لجوء بعض المتظاهرين الأبطال لنا خوفا من البطش، وحمايتنا لهم في النقابة.. هروب الضباط وعساكر الامن المركزي والبلطجية من امام النقابة مع اذان المغرب من نفس اليوم ..خروجنا الي ميدان التحرير ونحن نردد النشيد الوطني وسط المتظاهرين بلادي بلادي بلادي لكي حبي وفؤادي..حملنا عددا من المصابين الي مستشفي الهلال الذي استقبل الف حالة في يوم واحد ..صراخ والدة احد الشهداء الابرار امام المستشفي .. تعرضنا لمحاولات قتل من البلطجية اثناء حماية محل بيع الاسلحة المواجه للنقابة من السرقة بدرع بشري "..المشاهد تتوالي ودموعي تنهمر. الي كل مصري يحب وطنه لا تتركوا دماء شهدائنا هدرا طالبوا بمحاسبة الجاني الذي روعنا وقتل اخوتنا وابناءنا اسمع اصوات الشهداء الابرار يصرخون اعدموا حبيب العادلي فهل من مجيب؟!