مؤتمر «أخبار اليوم» الاقتصادي المنعقد حاليا تحت رعاية رئيس الجمهورية، ليس مخصصا فقط لبحث ودراسة ومناقشة الجوانب المختلفة للمشكلة الاقتصادية المصرية، واعراض ومظاهر المرض الثقيل الذي أصاب الاقتصاد، وجعله في حالة أزمة خانقة خلال السنوات الماضية وحتي الآن. ولكن المؤتمر يزيد علي ذلك ويضيف إليه ما هو أكبر وأشمل بكثير، حيث انه في حقيقته وجوهره يقدم رؤية موضوعية وصادقة للحالة الاقتصادية المصرية علي أرض الواقع الجاري أمامنا والمتراكم طوال السنوات الماضية، من وجهة نظر الخبراء والمتخصصين، ورجال المال والأعمال والمستثمرين، وأصحاب المشروعات الذين هم أصحاب المشكلة والأكثر دراية بها، بحكم عملهم واهتماماتهم. ولا يكتفي المؤتمر بذلك، بل يزيد عليه أيضا تقديم الحلول للمشاكل القائمة، وفقا لتصورات ورؤي من يعانون منها، كما يقدم في ذات الوقت رؤية للمستقبل، تتضمن التصور الطموح لما يجب ان يكون عليه الاقتصاد خلال السنوات القادمة، إذا ما سار علي طريق الإصلاح والعلاج لكل السلبيات القائمة. ونستطيع القول في ضوء ما جري ويجري في المؤتمر، وما تم بحثه ومناقشته حتي الآن وما هو مقرر ومتوقع في جلساته المتبقية، انه بمثابة النافذة الصادقة والفعالة أمام رجال المال والأعمال والصناعة والاستثمار، لعرض وجهات نظرهم ورؤاهم وطرح المشاكل والعقبات التي يواجهونها، والسلبيات التي يعانون منها في مجال عملهم والتي أصبحت تشوه مناخ الاستثمار وطاردة للمستثمرين. والأمر المهم في هذا الإطار، ان هذه الآراء وتلك الرؤي تم طرحها أمام جهات الاختصاص من الوزراء والمسئولين، وهو ما اتاح للحكومة الفرصة للمناقشة والرد، وتقديم رؤيتها وعرض وسائلها وتوجهاتها للتعامل مع المشاكل وتصورها للحل وخطواتها في هذا السبيل،...، هذا بالإضافة إلي ان المؤتمر اتاح الفرصة للحكومة الجديدة لعرض رؤيتها الاقتصادية كاملة أمام أهل الاختصاص والمعنيين بها.