هل من دواعي الرغبة في تفويت الفرصة علي الراغبين في اشعال فتنة طائفية أن نسكت علي سب الرسول والطعن في الصحابة علي الفضائيات المسيحية؟! وافقنا علي اغلاق الفضائيات الإسلامية المتطرفة التي تنشر الفتنة وتحض علي التمييز والكراهية حتي لم يعد في الساحة واحدة منها. فكيف نقبل الآن وجود قنوات مسيحية متطرفة تفعل الشيء نفسه وتبث بحرية برامج ومقابلات يقدمها أشخاص موتورون بكراهية الرسول العظيم صلي الله عليه وسلم يفترون عليه ويسبونه ويهينون سيرته. فمن يقبل هذا الجنون الذي يصل إلينا ليل نهار دون أن يوقفه أحد.. وما الجديد الذي جعل هذه القنوات الفاسدة المجنونة تتجرأ إلي هذا الحد وتأخذ راحتها في السب والقذف لدرجة تجعل أي مسلم غيور علي دينه ينتفض ويغلي الدم في عروقه؟! لماذا تسمح الدولة بهذا الغثيان البذئ بأن يستمر علنا جهارا نهارا ويزداد بخسة وجبن في غيبة قنوات أخري كانت كفيلة باسكات هذه الالسنة القذرة التي تسب الرسول صلي الله عليه وسلم وتنشر الاكاذيب والافتراءات علي الاسلام.. هل المطلوب قيام فتنة طائفية جديدة يشعلون فتيلها علي قنوات تبث من خلال القمر المصري نايل سات تحت سمع وبصر الشركة المصرية للأقمار الصناعية وهي شركة تابعة للدولة المصرية. وهل تعجز هذه الشركة أن تتخذ قرارا فوريا بوقف هذا العبث المجنون قبل أن يؤتي ثماره في اذكاء روح الكراهية بين المصريين؟ نحن علي حافة الخطر.. والمنطقة كلها تعج بالصراعات الخطيرة وكلها تقوم علي أساس ديني وهناك من يذكيها ويؤججها في سوريا والعراق وليبيا واليمن.. بل إن السعودية نفسها لم تعد بمنأي عن تلك الصراعات والآن تجري المحاولات لتصدير نوع جديد جريء لم يكن موجودا إلي مصر ببث الفتنة بين المسلمين والاقباط. اتذكر كيف قامت الشركة المصرية للأقمار الصناعية بوقف بث 15 قناة اسلامية بقرار واحد عام 2010 وتلاها قرارات اخري بعد 30 يونيو أغلقت ما تبقي منها فأصبحت الساحة خالية الآن إلا من هذه القنوات المسيحية المتطرفة التي زادت عن عشرين قناة تبث عبر نايل سات أو القمر الاوروبي بوقاحة وتطاول ليس له مثيل.. وهم لا يدعون المسيحيين لزيادة روابطهم مع خالقهم فنصفق لهم ولكنهم تركوا ذلك لاهانة ديننا وسب رسولنا فمن يقبل.. والأمر المثير للدهشة الآن.. هل يتابع الأزهر الشريف هذا الجنون المتدفق عبر الشاشات؟ لقد وقف علماء الأزهر بقوة عندما حرك الأزهر سبابته مؤخرا تجاه أحد أبواق الفتنة الذي كان يقول بوقاحة «أعددت 300 حلقة لاقول إن فساد السمكة كان في ذيلها.. والآن جاء الوقت لأقول بعد أن اقتنع الكثيرون إن فساد السمكة في رأسها.. يعني في القرآن والسنة».. وقتها رفض العلماء هذا الهراء وخرجوا يعرفون الناس اصول دينهم الحنيف ليدركوا ما يراد بهم من فتنة.. ولكن أين هؤلاء العلماء الآن وهم يرون من هم أخطر من اسلام وقد خلت لهم الساحة. نحن المسلمين لا يمكن قطعا أن نطعن في الشريعة المسيحية ولا في خلق عيسي رسول الله ولا في شرف أمنا السيدة مريم العذراء التي مجدها القرآن وأفرد لها سورة روي فيها سيرتها بكل شرف.. ونحن المسلمين نقول إن الله الذي نعبده جميعا مسلمين ومسيحيين ويهودا لا يمكن وهو الواحد الأحد أن ينزل من السماء إلي الأرض اديانا تتعارض وتتنازع فيما بينها.. ونؤكد انه لم يرسل ثلاثة اديان مختلفة وإنما ثلاث شرائع لدين واحد استكمل برسالة محمد «اليوم أكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا».. وأي اختلاف نراه هو من صنع البشر أصحاب المصالح الذين حرفوا كلام الله وابدلوه لتحقيق مصالحهم الدنيوية.. فالله واحد والدين واحد والشرائع ثلاثة نزلت حسب تطور البشرية.. فلماذا السب والاساءة وما هذا السفة والغل؟! نحن ندعو للتسامح والمحبة فلماذا يحاول البعض أن يشعلوها نارا خاصة ان المنطقة مشتعلة بالفتن.. أليس فينا رشداء يعرفون انها مؤامرة تحاك علي مشاعرنا التي لا تقبل الطعن في مقدساتنا.. وكيف تسمح إدارة نايل سات بهذا الهجوم الذي لم يمارسه اعتي المستشرقين من أعداء الاسلام؟!.