فتحت الفتنة الطائفية الدامية في منطقة الخصوص والبدرشين والمنيا ملف القنوات الدينية والإسلامية والمسيحية التي انتشرت علي الأقمار الصناعية بعد الثورة ووصلت الي أكثر من مائة قناة صنعت فوضي في الفضاء باسم الدين، هذه القنوات منها 58 قناة تبث مباشرة علي النايل سات ويوجد 15 قناة سنية و3 شيعية بخلاف 78 قناة تبث عبر الأتلانتيك بيرد وهي 30 قناة بصورة مباشرة منها 16 سنية و7 شيعية و8 مسيحية وقناة واحدة خاصة بالجماعة القاديانية و23 قناة لشركة نورسات منها 12 شيعية و11 سنية وأيضا 15 سنية و5 شيعية و3 قنوات لشركة «جلف سات» كلها شيعية ومعظم هذه القنوات تبث آراء متطرفة تحث المشاهد علي الفتنة وعدم احترام الديانات الأخري ونشر الإرهاب. قال الدكتور محمود يوسف وكيل كلية الإعلام بجامعة القاهرة: أحداث الخصوص مأساة تضعنا في طريق لا نهاية له فإباحة الدم المصري يخالف كل المعايير الأخلاقية التي تربينا عليها وتفرقة لشعب، فالقنوات الدينية تبعث حالة من انتشار فتاوي مليئة بالمحرمات وبعيدة عن مبادئ الدين الإسلامي ولابد من محاسبة كل قناة تخرج عن المألوف وتنشر الفتنة بين الشعب الواحد وعلي النايل سات أن ينفذ اتفاقياته مع الأقمار الأخري وإصدار تشريع يحمي المشاهد حتي لا تضيع مصر بسبب الفتنة الطائفية. الداعية الشيخ رضا إبراهيم: ما حدث علي أرض مصر من نزاعات بين المسلمين والمسيحيين سببها الأول قنوات الفتنة وترويض التوتر وإعلاء المصلحة الشخصية علي مصلحة الوطن، وفجأة تتحول الحرية الي فوضي هدامة يتم نقلها علي الهواء مباشرة، فقد جددت مظاهرات بعض الاتجاهات الدينية للمطالبة بحرية التعبير لمشايخهم في القنوات الفضائية الدينية وفتح مجال الجدل بينهم وبين القنوات المسيحية المتطرفة، وتاهت القضية الحقيقية وهي تفسير الدين الحنيف وتبسيطه للمشاهد والعمل علي توحيد الصف المصري بدلا من تفرقته وبث سموم الفتنة بداخله والتي جعلتنا نصل لما نحن فيه الآن اعتداء علي الكنيسة والجامع وإهدار دماء المصريين وأناشد أصحاب الدين أن يعودوا الي الحق وإعلاء الوطن فوق الجميع فإشعال فتيل الفتنة يحرق مصر ويقسمها الي دويلات، في حين أن الإسلام دين وسط يحث علي البناء والتسامح وحقوق الإنسان والمواطنة وأضاف أن أي تضليل إعلامي تقوم به هذه الفضائيات يعد خيانة للوطن فمن المفترض أن يكون الإعلام موضوعيا في رسالته وأن يعبر عن كل الآراء الموجودة في المجتمع. وقال خبراء حقوق الإنسان: إن المشملة الآن تواجه الجميع في حجم الحريات المتاح عبر وسائل الإعلام المختلفة، لافتا الي أن الحرية ليس معناها الإساءة للإسلام أو الأقباط أو الإضرار بأشخاص معينين ولكن معناها الاختلاف في الرأي فقط، وأضافوا لابد أن يميز الجميع سواء في الفضائيات أو عبر الانترنت بين الاختلاف في الرأي والمواقف الشخصية رافضين قيام شيوخ الدعوة السلفية أو الجماعة الإسلامية بالإساءة الي رموز الأزهر. وقال خبراء الشريعة بجامعة الأزهر: إن الإغلاق لقنوات الفتنة هو الحل الأمثل لوقف العنف بين أطياف الشعب الواحد وما يجري علي أرض مصر من حروب أهلية بدأت بالخصوص والمنيا والبدرشين تجعلنا نصر علي الإغلاق فورا، فهناك ملاحظات علي أداء بعض هذه القنوات التي تصدر فتاوي محرضة وبعدت عن رسالتها الحقيقية في نشر الإسلام وليست لتكفير الشخصيات، وعلي الكنيسة أن تهدئ من روع الشباب وتطلب من أصحاب القنوات المسيحية الالتزام بأخلاقيات الإعلام والبعد عن إهانة المسلمين والأنبياء والتطاول عليهم واحترام الدين الإسلامي حفاظا علي التعايش والكيان المصري من فتاوي تحريضية علي الأديان الأخري مما يثير الفتن الطائفية وتشويه الأديان. ورفض المشاهدون ما يحدث علي أرض مصر ويحذرون من برامج للقنوات الفضائية الدينية سواء أكانت قبطية أو إسلامية ووصفوها بأنها السبب الأول لإحداث الفتن الطائفية بين المسلمين والمسيحيين بسبب ما تنشره من أفكار متطرفة، وحقيقة الأمر أن كل القنوات الدينية الطائفية في كل الدول العربية بلا استثناء يجب أن تغلق. ليست هذه دعوة لمصادرة حريات الإعلام، ولكنها دعوة الي حماية الدول والمجتمعات العربية من خطر شديد أصبحت تمثله هذه القنوات. وقال الدكتور القس إكرام لمعي رئيس لجنة الحوار بالكنيسة الإنجيلية إن التصدع الذي يشهده التيار الإسلامي عبر فضائياتهم وأيضا بعض القنوات المسيحية مثل الكرامة والحياة، يجعل مصر في موقف صعب لأن أولادها يدمرون استقرارها وأي تصدع للمنظومة الأخلاقية والتعايش بين الشعب يجعلنا في حروب أهلية لا يعرف إلا الله نهايتها وعلي الشعب أن ينتبه أن وطنه هدف للصهاينة والدول المجاورة وتفتيت شعبه يفتح الطريق لدخول هذه العناصر الي أراضيها.