حتي لا يفهمني احد بالغلط.. فالمقصود بالاعلام الحكومي هو الاذاعة والتليفزيون وهيئة الاستعلامات وليست الصحف القومية التي خرجت عن الخط بفضل ابنائها.. وبالتالي لا تمثل الاعلام الحكومي لانها لا تدخل تحت مظلة وزارة الاعلام التي اعلنت عن خيبتها في مواجهة القنوات الفضائية التي تهاجمنا، كان في مقدور الاعلام الحكومي ان يواجه هذه الفضائيات بالشفافية والرأي الحر دون تزويق أو تنميق وان ينقل الاحداث برمتها دون تحريف.. هذا الاسلوب هو افضل سلاح لمواجهة القنوات المعادية.. لكن ان نأخذ قرارا عبيطا بغلق مكاتبها وقطع الشفرة عنها فهذا الاجراء هو فشل من الاعلام الحكومي.. مع اننا في مرحلة لا تستدعي ان نعادي فيها احدا.. نعالج قضيتنا بالعقل والمنطق وبالشفافية والحوار الحر حتي لا يطفش المشاهد المصري إلي هذه القنوات.. لكن ماذا نقول لوزير اعلام لايزال يعمل بعقلية الحزب الوطني.. لقد كشفت هذه الاجهزة عن فشلها في توصيل اصوات العقلاء والحكماء إلي شبابنا في ميدان التحرير، كانت النتيجة انهم ارتموا في احضان الفضائيات التي تبث سمومها بين اولادنا بإشاعة ان المعتقلات سوف تفتح ابوابها لاستقبالهم في حالة اخلائهم لميدان التحرير. لكن كيف يصل إلي شبابنا في ميدان التحرير تأكيدات نائب الرئيس ورئيس الحكومة بكذب هذه الاشاعات والاتصال مفقود بينهم وبين اجهزة الاعلام المرئية والمسوعة.. لا توجد شاشة واحدة تمثل التليفزيون الحكومي.. ولا يوجد ميكرفون علي سطح عمارة من عمارات ميدان التحرير.. سوي الاذاعة الداخلية التي قام شبابنا بتركيبها. اسمعوا هذه المهزلة لقد اجريت مداخلة علي الهواء في القناة الاولي لتليفزيون مصر.. والحق ان المذيعين والمذيعات كانوا امتدادا لشبان ثورة 52 يناير في شجاعتهم وكما يتعاملون مع اي مداخلة علي الهوا اعطوني الكلمة.. لم يحدث انهم قاطعوني بل اتاحوا لي الفرصة لاقول ما عندي.. قلت بالحرف الواحد: .. لقد قرأت التشكيل الوزاري ويبدو ان اسم وزير الاعلام قد سقط سهوا.. لانني لم اسمع له بيانا.. اين هو ليطالب رئيس هيئة الاستعلامات بتوصيل اصواتنا إلي اولادنا وشبابنا في ميدان التحرير.. وكنت قد حملت هذا الرأي بعد قيام التظاهرات في ميدان التحرير بثلاثة ايام للاعلامي الوطني عبداللطيف المناوي رئيس قطاع الاخبار والمسئول عن محطة »اخبار مصر« وللحق المناوي له قبول عند المشاهد المصري قد رأيته في اهم الحوارات الحرة التي تحمل الشفافية في الحوار وهو يجري حوارا مع عمر سليمان نائب الرئيس عن احداث الساعة: ومع الدكتور فاروق العقدة محافظ البنك المركزي حول استقرار البنوك المصرية وضمان اموال المودعين.. حتي لا تتسرب الشاعات ونصبح في »هيص بيص«. علي اي حال كان رد المناوي علي مطلبي ان المتظاهرين في الميدان رفضوا تركيب هذه الشاشات.. فطالبته بأن ينقل صوتي إلي وزير الاعلام لتركيب مجموعة من الميكروفونات علي اسطح العمارات حتي تصلهم حوارات المذيعين مع الحكماء والعقلاء.. وللاسف لم تكن هناك استجابة.. رغم انني اكتشفت ان هذا المطلب يطالب به عدد من اصحاب الرأي الذين يجرون مداخلات مع التليفزيون المصري.. وهذا هو الذي دعاني لكي اقول رأيي في تخاذل الاعلام الحكومي.. حدثت مداخلة من وزير الاعلام ليعلق علي مداخلتي في التليفزيون وكانت هي المرة الاولي التي نسمع صوته فيها وسمعته وهو يعلن ان غدا سوف يعرفون ان وزير الاعلام لم يترك مبني التليفزيون وانه يقوم الان بعمل وطني.. وليس بالضرورة ظهوره علي شاشة التليفزيون في اي بيان.. ثم فوجئت بوزير الاعلام يتصل بي تليفونيا وهو يعاتبني ويطالبني ان كان في استطاعتي تركيب مجموعة من مكبرات الصوت.. هل هذا معقول ثم اين القوات المسلحة؟ لماذا لا يستعين بالشئون المعنوية في القوات المسلحة وهو يعرف جيدا ان القوات المسلحة علي علاقة طيبة بابنائنا وشبابنا في ميدان التحرير.. ويهمها ان يصل صوت العقل إلي داخل الميدان.. ثم ان وجود اجهزة مسموعة بين الشباب اصبح مطلبا مهما جدا.. وهذا المطلب لم يعد مطلبي وحدي.. بعد ان اعلن الحكماء عن حاجتهم إلي وسائل الاتصال بشبابنا.. اسمعوا ما قاله الدكتور رفعت السعيد رئيس حزب التجمع في حواره علي الهواء بالامس عندما طالبه احد المذيعين بالقناة الاولي.. أن يأخذ فريقا من الحكماء كالدكتور مصطفي الفقي والدكتور يحيي الجمل ويذهب بهم إلي ميدان التحرير ليخاطب الشباب.. وكان رد الدكتور رفعت السعيد.. ان هذا غير مقبول لان الميدان يعج باولادنا الشرفاء.. وبينهم مجموعات من المغرضين الذين يريدون افساد ثورة الشباب.. ثم سأل لماذا لا تكون للتليفزيون مكبرات صوت أو شاشة حتي يصل صوتنا إلي اولادنا..؟ دعوني اقول لكم ان التليفزيون المصري اضاع فرصة العمر عندما تعامل مع هذه الاحداث بعقلية الحزب الوطني.. فقد كان بمقدوره فتح قنواته علي الشارع المصري.. لا بفلترة الاحداث بالصورة التي يراها المسئول.. والتي لا يراها المشاهد.