دعوني أكون صريحا فإن بعض المحافظين أصبح وجودهم يمثل عبئا ثقيلا علي العمل التنفيذي ولو أراد أحد التحقق من كلامي أدعوه الي الفيس بوك المهندس ابراهيم محلب كان أول رئيس وزراء ميداني يهجر مكتبه الفخيم الذي لورآه أحدكم لتمني أن يقضي بقية عمره سجينا بين جدرانه.. ولكن الرجل الطيب ترك كل هذا العز وهبط الي الشارع ونزل ليصافح المواطن البسيط ليذكرني بهذا المشهد العبقري في احد افلام عادل امام عندما تصدي للدعاية لمسئول كبير وهو جميل راتب واخذه الي حيث الناس فوجد أحد المواطنين يحمل طفلا بلبوصا يعف عليه الذباب وبربوره نازل علي شفاتيره فإذا بعادل امام يقول «بوسه».. وقد كان علي ابراهيم محلب ان يبوس ناس اشبه بالواد ابو بربور هذا.. وخاض الرجل في شوارع وحواري ومستشفيات ودوائر ومصالح حكومية واقسام بوليس كان الهدف من وراء هذه الزيارات ان يبعث الروح من جديد في الهيكل الاداري للدولة الذي تآكل بفعل ثلاثين عاما من النوم في العسل وبفضل الطناش العظيم الذي أصبحنا عليه بعد 25 يناير واذا كان ابراهيم محلب قد ترك منصبه برغبته أو بقرار من اعلي فإن الرجل يشكر علي الجهد الجبار الذي لا يتفق علي الاطلاق مع سنوات العمر فهذا الجهد كان في حاجة الي شاب في مقتبل العمر ويا محلي الكلام الذي نسمعه اليوم من الشباب وعن اعداد الشباب.. وقد كان افضل ألف مرة ان تسند رئاسة الوزارة الي شاب في الثلاثين من العمر لديه الحماس والرغبة ومعهما ويساندهما القدرة علي الفعل واذا لم يتيسر الحصول علي هذا المنصب الرفيع للشباب فلماذا لا نستحدث منصب نائب رئيس الوزراء ليتولاه اثنان من الشباب النهمان يتولي كل منهما عددا من الملفات ليست في حاجة الي مراجعتها مكتبيا بقدر ما هي في حاجة الي متابعة وتدقيق وفحص وتفتيش علي ارض الواقع. لقد هرش بعض السادة نافوخنا بحكاية نواب المحافظين واكتشفنا ان الحكاية مجرد كلام في الهواء فلم أر علي مدي الشهور التي مضت أي وجود حقيقي علي الأرض لأي من حضرات النواب.. بل دعوني أكون صريحا مع حضراتكم فإن بعض المحافظين أصبح وجودهم يمثل عبئا ثقيلا علي العمل التنفيذي ولو أراد أحد السادة المسئولين التحقق من كلامي فلن أدعوه الي النزول الي الشارع كما كان يفعل المهندس ابراهيم محلب ولكن كل ما عليه ان يفتح صفحات الفيس بوك فاذا اراد ان يعرف الحقيقة وما وصلت اليه الاحوال في محافظة الجيزة مثلا فعليه ان يتبع صفحة استاذنا عصام الغازي الرجل الفاضل الذي اتفقت معه ان نؤسس حركة فرعية للتمرد علي محافظ الجيزة بعد الوكسة التي أصبحت عليها الاحوال في محافظتنا التي عشقنا حبات ترابها ولانني اشفق علي رئيس مجلس الوزراء الجديد من حكاية المبوسة التي وقع فيها عمنا ابراهيم محلب مع الواد أبو بربور. فإنني اتمني لو ان معالي رئيس مجلس الوزراء تجنب هذا الأمر ودخل الي الشارع المصري ولكن من خلال الفيس بوك حيث نبض الشارع المصري موجود هناك. صحيح ان البعض يستخدم الفاظا مثل تلك التي نسمعها في مباريات الكورة.. مثل عبده يا حكم.. عبده يا حكم.. ولكن لو تغاضينا عن حدة الامور سنجد ان هناك رأيا عاما يتفق حول ضرورة تغيير اشخاص بعينهم وعلي رأس هؤلاء السيد محافظ الاسكندرية والذي لا نعلم هل هو بالفعل مسنود من شخصية قوية.. واذا كانت هذه الشخصية قد غادرت المنصب الوزاري ولله الحمد فيا تري من يقف ضد رغبة المواطن السكندري في تغيير الرجل المسئول عن المحافظة.. وصحيح ان هناك تصريحا من معاليك أفاد بأن حركة المحافظين سوف تجري بعد انتخابات مجلس الشعب.. ولكن اذا كان الشعب نفسه يطلب التغيير فلماذا التأخير يا سيدي.. وعلي العموم اذا الشعب يوما اراد التغيير.. فعلي الحكومة ان تقول نعمين وحاضرين وموافقين.. مش كده ولا إيه!!