في هذا الباب نكشف القناع عن الوجه الآخر للشخصيات التي اعتدنا رؤيتها في ثوب واحد .. نتعرف علي الأفكار والهوايات وتفاصيل الحياة الطبيعية التي تختفي خلف أقنعة المنصب .. أو خلف الظروف التي تفرضها طبيعة العمل .تولي وزارة الصحة في مرحلة عصيبة عقب ثورة 25 يناير..ومن خلال خبرته الطويلة في الإدارة .. نجح في إعادة الهدوء للوزارة ودفع عجلة العمل.. وترك الوزارة ليتحمل مسئولية كبري أخري في الإشراف علي الجامعات المصرية.. هو الدكتور أشرف حاتم أمين عام المجلس الأعلي للجامعات..وطبيب الأمراض الصدرية الشهير . ..................... ؟ أنا الابن الثالث بين أربعة أخوة.. والدي كان مهندسا زراعيا وعضو مجلس نواب مع فؤاد سراج الدين عام 1950.. وبعد الثورة تم حل المجلس والأحزاب.. وتم وضعه تحت الحراسة.. فازدادت عليه الضغوط.. وترك العمل السياسي.. أما والدتي فكانت ست بيت هادئة جدا.. حنونة وحازمة وشخصيتها مرحة.. كانت تهتم بكل كبيرة وصغيرة في المنزل.. ولاهم لها إلا رعاية زوجها وابنائها.. وتجميع العائلة الصغيرة والكبيرة.. وقد توفيت عام 2011.. «أمي كانت هي اللي بتجمعنا انا واخواتي أسبوعيا.. بعد وفاتها بقينا بنشوف بعض مرة في السنة.. عشان مفيش حد بيجمعنا» . ..................... ؟ تعلمت من والدي حب القراءة.. فأنا شغوف بالكتب منذ صغري..وبالذات كتب تاريخ مصر.. فبعد فرض الحراسة علي أموالنا.. كانت الرؤية مشوشة في ذهني تجاه مرحلة ما قبل الثورة وما بعدها.. وقررت أن اكتشف الحقيقة بنفسي من خلال قراءاتي في تاريخ مصر.. واكتشفت أخيرا أن لكل مرحلة ايجابياتها وسلبياتها.. سواء قبل الثورة أو بعدها.. « وما ينفعش واحنا بنكتب التاريخ..اننا نجرد أي مرحلة من إيجابياتها لمجرد اختلافنا معها » . ..................... ؟ لم أتوقع في طفولتي أن أكون طبيبا.. فقد كنت أعشق المواد الأدبية.. وأتمني الالتحاق بالحقوق.. لكني كنت متفوقا في جميع المواد وحصلت في الثانوية العامة علي 95%.. وهو مجموع مرتفع جدا في ذلك الوقت.. ويبتسم قائلا: « بصراحة استخسرت المجموع.. ودخلت الطب زي كل الشاطرين» . ..................... ؟ لم أندم أبدا علي دراسة الطب.. فقد وجدتها دراسة مشوقة وممتعة جدا.. لا تنتهي بالتخرج ولا حتي بالدكتوراه.. بل تتعلم فيها كل يوم شيئا جديدا..وتكتشف كل يوم انجازا جديدا.. بشرط ان يكون لديك استعداد للدراسة والاطلاع طول العمر. ..................... ؟ منذ صغري..ليس لي أي علاقة بالرياضة بعكس باقي أخوتي.. فالقراءة أخذتني من الرياضة.. وأصبحت أفضل الاسترخاء مع الكتاب.. عن الحركة والنشاط.. والرياضة الوحيدة التي مارستها قليلا هي رياضة الكسالي «البينج بونج ».. ويضيف ضاحكا : «عشان كده طول عمري نفسي أخس.. ومش عارف..لأن اكتر نشاط ممكن أعمله هو المشي مسافات قصيرة.. يعني لفتين..تلاتة..في تراك النادي.. وخلاص !!» ..................... ؟ تزوجت مبكرا من زميلتي في قصر العيني.. ولم يسبق زواجنا قصة حب.. وفي رأيي أن الزواج الناجح ليس له قاعدة.. ولكن له شروط لا غني عنها.. أهمها التكافؤ الاجتماعي..لأنه يجعل بين الزوجين أرضية مشتركة من ناحية ظروف البيئة والنشأة.. أما الشرط الثاني فهو ضرورة عدم تدخل الأهل في حياة الزوجين من اليوم الأول..» وبصراحة معظم المشاكل اللي بنسمع عنها الأيام دي سببها تدخل الأهل». ..................... ؟ زوجتي هي رئيس مجلس إدارة البيت.. تهتم بكل شئون البيت والأولاد.. وتنقل لي أخبارهم.. وفي بداية حياتنا كنت أعمل أكثر من عمل.. وأدرس في نفس الوقت.. ولم أكن أري أبنائي إلا قبل النوم.. وهي التي تولت عني مهمة رعايتهم والاهتمام بهم حتي كبروا.. « أليست فعلا هي العمود الفقري للبيت » . ............................. لدي ولدان الأول 26 سنة خريج سياسة واقتصاد فرنساوي جامعة القاهرة.. ثم حصل علي الماجستير من انجلترا.. والثاني 24 سنة طبيب امتياز. وقد كنت حريصا علي تعليم ابنائي في جامعات مصرية حتي مرحلة البكالوريوس.. حتي يرتبطوا ببلدهم ولا يتأثروا بثقافات أخري في هذه المرحلة المبكرة من العمر.. كما انني حرصت منذ صغرهم علي تقوية صلتهم بالله. .والتزامهم بالفروض.. «من صغرهم وأنا باخدهم معايا صلاة الجمعة والعيد.. والتراويح في رمضان..زي ما كان والدي بيعمل معانا..وعلي فكرة الطقوس الجميلة دي..بيستمر تأثيرها علي الشخصية مدي الحياة» . ..................... ؟ مع كل منصب توليته.. كنت أضع أمامي هدفا واحدا أن الإنسان بشخصه وعمله.. وليس بالكرسي والمنصب.. وحينما توليت وزارة الصحة كنت حريصا كل الحرص علي التواصل مع أصدقائي ومعارفي.. وأشعر بمنتهي السعادة حينما أزور الوزارة الآن.. ويستقبلني جميع العاملين بترحاب شديد. ..................... ؟ أكثر مرحلة اعتز بها.. هي فترة عملي كمدير لمستشفيات جامعة القاهرة.. التي امتدت ست سنوات.. واستعنت فيها بفريق رائع من الأساتذة المخلصين عملوا بروح الفريق في تجميع تبرعات وتنفيذ مشروعات كثيرة لخدمة المرضي الفقراء. ..................... ؟ الصداقة مهمة جدا في حياتي.. ولدي أصدقاء من أيام المدرسة.. كما أعتز جدا بأبناء دفعتي دفعة 1981.. وأحرص علي لقاء الدفعة الذي ننظمه شهريا.. والذي نلتقي فيه بصحبة زوجاتنا وأبنائنا.. « باحس ان ولاد الدفعة عزوتي.. وان بيننا تاريخ وذكريات وعشم.. وممكن نلجأ لبعضنا في أي وقت ومن غير حرج » . ..................... ؟ أنا عاشق للسهر منذ أيام الدراسة والمذاكرة « كل الدحاحين المتفوقين كده «.. ويومي يبدأ في التاسعة صباحا في المجلس الأعلي للجامعات.. ثم أعود للمنزل في الرابعة لأنام ساعتين..ثم أواصل عملي في العيادة.. وبعد عودتي أختم يومي بفيلم أجنبي أوفيلم عربي كوميدي.. وأعشق أفلام الريحاني وفؤاد المهندس .. وخاصة فيلم أرض النفاق الذي يضحكني ويحزنني لأنه يذكرني بأحوال مصر..وانتشار صفة النفاق طمعا في التقرب لصاحب السلطة.. « من أول صاحب الورشة لحد رئيس الجمهورية » . ..................... ؟ أحلم علي المستوي الشخصي أن أري أحفادي وألعب معهم.. وعلي مستوي مصر أحلم بالأمن والأمان وأن تصبح مصر أرضا بلا نفاق .