اهتزت صورة الرئيس النيجيري محمد بوخاري المعروف بأنه من أنظف ساسة وجنرالات نيجيريا بعد اتهام باباتوندي فاشولا، احد اعضاء حملته الانتخابية الرئيسيين، باستغلال منصبه وإساءة استخدام المال العام. ويسمون فاشولا في نيجيريا الولد الذهبي باعتباره الرجل الذي تمكن من ترويض المدن النيجيرية الأكثر خروجا عن القانون»، الا انه وجد نفسه فجأة وسط فضيحة فساد تهدد بتشويه مساعي الحكومة الجديدة للظهور بمظهر المحارب النزيه للاختلاس وغيرها من جرائم نهب المال العام. ومنذ انتهاء مهام منصبه كحاكم لولاية لاجوس في مايو الماضي بعد استمراره في الحكم لولايتين رئاسيتين، يواجه فاشولا مزاعم بسوء استخدام المال العام. وقيامه بمنح عقود مبالغ فيها بشكل كبير لرجال اعمال معينين، كما انه ترك الولاية وعليها الكثير من الديون التي سيتحملها اكينونمي امبودي خليفته في الحكم. الا ان فاشولا نفي هذه المزاعم مؤكداأنه «لا أساس لها من الصحة». ويري بعض مؤيديه ان الاتهامات جزء من حملة سياسية من قبل معارضي الحاكم السابق للولاية لان فاشولا منعه من تولي احد المناصب الرفيعة في الحكومة الجديدة للرئيس محمد بوخاري، التي لم تتشكل بعد رغم مرور أكثر من ثلاثة أشهر علي تنصيبه كرئيس لنيجيريا. وكان الرئيس محمد بوخاري قد اعتمد خلال حملة انتخابات 2015، علي باباتوندي فاشولا حاكم مدينة لاجوس وعينه رئيسا للجنة المالية للحملة. فكان محور ومركز ثقل حملة بوخاري، في المقابل، توقع كثيرون ان يمنح بخاري الحاكم السابق لولاية لاجوس دورا هاما في الحكومة الجديدة. ويتمتع فاشولا وهو مسلم، بشعبية كبيرة. وقد حكم لاجوس لمدة ثماني سنوات خلفا لأحمد بولا تينوبو، وكلاهما شخصيات بارزة في حزب «المؤتمر التقدمي»، حزب المعارضة الرئيسي في نيجيريا. وخلال فترة حكمه جعل فاشولا ولاية لاجوس اكثر جذبا للمستثمرين الاجانب عبر البدء في انشاء وتجهيز البني التحتية ومكافحة غياب الامن. الا انه اتهم بالعمل علي طرد الفقراء من المدينة عبر هدم احيائهم العشوائية. وكان فاشولا قد دخل المعترك السياسي عام 2002 عندما عينه بولا تينوبو -حاكم ولاية لاجوس في ذلك الوقت- رئيسا للعاملين وبعد عدة سنوات وفي عام 2007تم انتخابه حاكما لنفس الولاية. وفي 2013جاء باباتوندي فاشولا ضمن قائمة باسماء أبرز مائة من المفكرين العالميين، وكانت المنظمة العالمية لتقييم الشخصيات المعروفة باسم «لو سبازيا ديلا بوليتيكا» قد ااختارت هذه الشخصيات لجهودهم الفردية الرامية لوجود عالم أفضل.. وقالت المنظمة إنها اختارت الحاكم فاشولا «لأنه جعل من لاجوس قطبا إفريقيا للإبداع وأطلق المجلس الاستشاري للإبداع في لاجوس بالتعاون مع جامعة هارفارد. فهل يمكن ان تقع شخصية سياسية بمثل هذه المواصفات نهبا للفساد؟