لليوم الثاني علي التوالي تتكبد البورصة المصرية خسائر فادحة تجاوزت 14 مليون جنيه بعد ان فقد 72 مليار جنيه أمس الأول وذلك بسبب المظاهرات وخسر المؤشر أمس 664 نقطة بنسبة 10.5 ٪ لتصل خسائر المؤشر في يومين 16.6٪. شهدت البورصة امس تخارج المزيد من المستثمرين في حين استغل آخرون التراجع غير المسبوق لأسهم قيادية وقاموا بشراء كميات كبيرة لتحقيق مكاسب كبيرة بمجرد انتهاء الأزمة وعودة السوق إلي طبيعته .وجاء التراجع الكبير في المؤشر الرئيسي للبورصة مدفوعا بمبيعات المستثمرين العرب والأجانب.. و ساهمت شائعات انسحاب كبار رجال الأعمال من البورصة مخاوف صغار المستثمرين ودفعتهم إلي التخلص من محافظهم الاستثمارية مهما كانت الخسائر. وأرجع الخبراء سبب التراجعات الحادة إلي حالة التخبط التي تسيطر علي المستثمرين وتدفعهم لاتخاذ قرارات عشوائية نتيجة عدم وضوح الرؤية والخوف من تطور الأوضاع في الشارع المصري وطالب البعض بضرورة توجيه المؤسسات المالية لدخول السوق انقاذا للموقف وإلغاء كافة التعاملات التي تمت قبل تعليق التداول. بداية الجلسة بدأت الجلسة والقلق يسيطر علي كافة المستثمرين بسبب استمرار المظاهرات مع شيوع بعض الأنباء غير الدقيقة حول تخارج عدد من كبار رجال الأعمال من البورصة مما أثار مخاوفهم وخاصة صغار المستثمرين. واتجهت الغالبية للبيع العشوائي والخروج بما تبقي من أموالهم دون النظر إلي حجم الخسائر التي تكبدوها في جلسات معدودة والتي تجاوزت ال 50٪ من محافظهم خلال جلسة واحدة الأمر الذي دفع المؤشر الرئيسي لفقدان أكثر من 400 نقطة وتراجع حوالي 6٪ في بداية التعاملات مما دفع إدارة البورصة إلي اتخاذ قرارها بتعليق التداول نصف ساعة لتدارك الموقف وإعطاء مهلة للسوق بالتقاط أنفاسه وللمستثمرين بإعادة النظر في قراراتهم.. كما تم ايقاف التداول علي 46 سهما 45 دقيقة لانخفاضها بنسبة وصلت إلي 10٪ إلا أن الوضع ازداد سوءا بعد استئناف التداول مرة أخري في تمام الحادية عشر والنصف صباحا حيث استمر الاتجاه البيعي للمستثمرين وخاصة المصريين حتي فقد السوق أكثر من 21 مليار جنيه من رأس المال السوقي وبذلك يكون رأس المال السوقي قد فقد 50 مليار جنيه علي مدار يومين. وتراجع المؤشر الرئيسي بنسبة 10.52٪ وهي نسبة لم تشهدها البورصة منذ الأزمة المالية العالمية 2008 والتي سجلت معدل انخفاض غير مسبوق بنسبة 16٪ في جلسة واحدة. وتراجع مؤشر الشركات المتوسطة الذي يقيس أداء أنشط 70 شركة بنسبة 15.42٪ وقبل نهاية الجلسة اتجهت تعاملات الأجانب والعرب نحو البيع وسجلت مبيعات الأجانب 496.6 مليون جنيه مقابل مشتريات بقيمة 549.2 مليون جنيه بصافي بيعي 52.5 مليون جنيه ، فيما سجل العرب مبيعات 105.5 مليون جنيه مقابل مشتريات 161 مليون جنيه بصافي بيعي 55.4 مليون جنيه. وحققت تعاملات المستثمرين المصريين صافي شرائي 108 ملايين جنيه حيث سجلت مبيعاتهم 1.2 مليار جنيها مقابل مشتريات 1.1 مليار جنيه. حركة الأسهم تمت خلال جلسة أمس 46 ألف عملية جري خلالها تداول 170 مليون ورقة مالية قيمتها 1.8 مليار جنيه وارتفعت 3 أسهم فقط في حين انخفض 181 سهما بينما احتفظ سهم واحد فقط بقيمته.. وتصدر سهم العامة لمنتجات الخزف والصيني قائمة الأسهم المتراجعة بانخفاض قياسي 24.89٪ تلاه سهم المجموعة المصرية العقارية بانخفاض 24.26٪ ثم سهم شارم دريمز للاستثمار السياحي بانخفاض 21.96٪ تلاه سهم كفر الزيات للمبيدات والكيماويات بانخفاض 21.62٪ وسهم الشرقية الوطنية للأمن الغذائي بانخفاض 20.32٪ .. بينما تصدر سهم جولدن تكس للأصواف قائمة الأسهم المرتفعة وهم ثلاثة بارتفاع نسبته 9.47٪ وكان قد ارتفع بنسبة 9.88٪ في جلسة أول أمس تلاه سهم العربية للأدوية والصناعات الكيماوية بارتفاع 0.88٪ ثم سهم أسمنت بورتلاند طرة المصرية بارتفاع 0.82٪ .