توجه رئيس الحكومة اليونانية «أليكسيس تسيبراس» إلي بروكسل أمس لحضور القمة الطارئة لزعماء مجموعة اليورو والتي دعت لها ألمانياوفرنسا في أعقاب رفض اليونانيين خطة الانقاذ الأوروبية التي توصي بمزيد من التقشف. وكانت الأطراف الأوروبية قد طالبت أثينا بتقديم «مقترحات واضحة» بعد الاستفتاء التي جري الأحد الماضي والذي اعتبر تسيبراس انه سيقوي من موقفه التفاوضي. وبحسب تقارير إعلامية فإن تسيبراس يرغب في التفاوض علي اتفاق جديد للإنقاذ يتضمن إجراءات اقتصادية تخفف من منهج التقشف الذي عاني منه اليونانيون طوال خمس سنوات. ونقلت «بي بي سي» عن مراقبين إن مقترحات تسيبراس تشمل طلبا بخفض ديون اليونان البالغة 331 مليار دولار - بنسبة 30%. وأضافت المصادر ان تسيبراس قد يكون مستعدا للقبول بالكثير من مطالب الدائنينوذلك وسط أوضاع مالية ومصرفية معقدة تشهدها بلاده. وكانت ألمانيا حذرت في وقت سابق من مخاطر اعفاء اليونان من الديون دون شروط قائلة إن من شأن ذلك تدمير العملة الأوروبية الموحدة. وازداد الوضع تعقيدا عندما قرر البنك المركزي الأوروبي الابقاء علي سقف المساعدة الطارئة التي يقدمها للبنوك اليونانية محددا ودون زيادة. وباتت خزائن اليونان شبه فارغة في حين يواجه هذا البلد خلال الايام المقبلة استحقاقات عدة أهمها استحقاق للبنك المركزي الاوروبي قدره مليارات اليورو في 20 يوليو. واذا لم تسدد اثينا هذا الاستحقاق او لم تتوصل إلي اتفاق فان البنك قد يوقف امداداته للمصارف اليونانية ما سيدفع البلاد نحو الخروج من منطقة اليورو. وقبل انعقاد القمة الطارئة أمس قال «جان كلود يونكر» رئيس المفوضية الأوروبية للبرلمان الأوروبي أمس إن «الكرة الآن في ملعب حكومة اليونان ويجب علي الحكومة أن توضح كيف تري السبيل إلي الخروج من هذا الوضع.. رئيس المفوضية الأوروبية والمفوضية الأوروبية مستعدان لبذل ما يتطلبه الأمر في إطار زمني مُلائم من أجل التوصل إلي اتفاق.» وجاءت القمة أمس وسط أجواء انقسام داخل أوروبا إلي معسكرين؛ معسكر الصقور المؤيدين لخط متشدد حيال اثينا والذين لن يروا علي الارجح اي مانع في ترك اليونان تخرج من اليورووهو معسكر يضم المانيا ودول شمال منطقة اليورو وشرقها. وفي المقابلهناك معسكر الحمائم ويضم الدول التي تبدي المزيد من الليونة حيال اليونان وفي طليعتها فرنسا ودول جنوب اوروبا مدعومة من رئيس المفوضية الاوروبية يونكر. من جانبه اعلن رئيس الوزراء الفرنسي «مانويل فالس» ان «الاسس موجودة لاتفاق» حول انقاذ اليونان مؤكدا لاذاعة «ار تي ال «ان فرنسا «علي قناعة» بانه «لا يمكن المجازفة بخروج اليونان من اليورو» باعتباره أمر سيشكل «خطرا علي النمو والاقتصاد العالميين». وأكد علي أن «أوروبا علي المحك» داعيا أثينا إلي «بذل كل ما بوسعها للتوصل إلي اتفاق».