لا أستطيع أن أصف سعادتي بقضاء مصر الشامخ العادل.. بعد أيام من المداولات والمناقشات التي كادت تصيبني بالاحباط الذي يصل إلي الصدمة في شخصيات احترمتها لسنوات طويلة.. جاء الحكم ليؤكد براءة أخي وزميلي وصديقي الاستاذ أحمد موسي الاعلامي الوطني الشريف.. جاء الحكم ليؤكد علي عدم الحبس في قضايا الرأي. في يوم الحكم - الثلاثاء الماضي - كان الآلاف من محبي الوطن ومحبي أحمد موسي يقفون أمام محكمة شمال القاهرة الابتدائية يهتفون تحيا مصر.. يقولون لا لحبس احمد موسي.. سيدات وفتيات.. ورجال وشبان.. جاءوا من السابعة صباحا يقولون لا للحبس ولا للمصادرة علي الرأي ولا لكبت الحريات. كنت هناك..قالت لي سيدة مسنة.. عايزين يحبسوه ليه..دا راجل وطني.. مصر محتاجاه.. يحبسوني مكانه.. وسيدة أخري تصرخ حرام.. عايزين منه ايه.. وقالت لي اشجان المحامية من مجموعة محامي شمال القاهرة الذين جاءوا متضامنين مع أحمد موسي والقناة التي يمثلها.. جئنا لنؤكد علي حرية الرأي وحق الاعلامي في التعبير عن رأيه. وتصدر الإعلامي أحمد موسي قائمة الكلمات الأكثر تداولاً علي موقع التدوينات الشهير «تويتر»، بعد أقل من ساعتين من تدشين هشتاج يحمل اسم احمد موسي. وتنوعت المشاركات خاصة بعد صدور الحكم بالبراءة الذي رحبوا به جميعا مؤكدين أنه انتصار للقضاء المصري. قال احد المغردين (مبروك البراءة أحمد موسي مبروك لكل مخلص ووطني ينكر ذاته علشان بلده وشعبه.. مبروك لكل جندي مجهول فيكي يا بلادي يا حلوة)، كما أعربت أخري عن سعادتها بالحكم قائلة: (براءة أحمد موسي من تهمة سب وقذف الغزالي حرب.. يحيا العدل). وانهالت التعليقات الداعمه لنصرة «أحمد موسي».. احمد موسي عنوان للشرف والوطنية أين أنت يانقابة.. احمد مذيع وطني، وطنييييييييي»،.. ربنا ينصرك يا-احمد-موسي». .. يا احمد يا جاااااامد.. «ما يحظي به الان -أحمدموسي من هتافات الاشادة وتكريم المحبين داخل قاعة -المحاكمة هو خير دليل علي وعي الشعب المصري. .. الله ناصرك».. «سعيد جدا بوقوف الشعب المصري اﻷصيل إلي جانب -أحمد-موسي في المحنة اللي بيمر بيها. الشعب ده كل يوم بيثبت ولاءه لكل ما هو وطني وأصيل -تحيا-مصر».. آراء وتغريدات تثبت وعي وفهم الشعب المصري ودعمه لحرية الرأي ورهانه عليها وهي تؤكد أن مثل هذا الشعب لن يترك مجالا للمدعين أو المنافقين أو العملاء أبدا. داخل قاعة المحكمة توافد كبار المحامين متضامنين متطوعين للدفاع عن حرية الرأي والتعبير في مصر.. جلسنا في قاعة المحكمة، التي قضينا فيها ما يقرب من يوم كامل داخلها في مجمع محاكم شمال القاهرة في جو غير طبيعي فمبني المحكمة متهالك يكاد يكون أيلا للسقوط، قاعة المحكمة صغيرة جدا لاتتسع لحجم المترددين عليها، حتي إن القاضي قررعدم الدخول الا للصحفيين والاعلاميين ورغم هذا كان العدد كبيرا جدا ولم تتسع له القاعة في ظل وجود مروحة واحدة كلما دارت أسقطت بياض السقف علي رءوس الموجودين الجو حار وخانق، الزحام شديد، العرق يبلل ملابس الجميع والروائح لايمكن احتمالها.. جلسة تعذيب للمواطنين والمحامين والصحفيين والاعلاميين والمتهمين، والقضاة أيضا فالجميع في قاعة واحدة قلبي كان مع القضاة الذين امتلأ «الرول أمامهم بالقضايا والقفص بالمتهمين والقاعة بالمحاميين والاهالي.. لا أدري كيف يعملون ويحكمون في هذا الجو.. كان الله في عونهم.. وأنا أعلم أن المستشار الجليل محمود الرشيدي الذي تولي رئاسة المحكمة منذ أيام لن يترك الوضع هكذا وأنه سيبادر إلي تجديدها واعادتها إلي وضع تصلح معه لنظر القضايا وعدم إهدار آدمية المتقاضين. نعود إلي احمد موسي وقضيته فيجب ألا نطوي الصفحة دون وقفة نعرف من خلالها ما حدث.. فهناك صحفي كان معرضا للحبس.. لم نسمع صوتا للنقابة لم تحاول حتي ان تساند أو تدعم أو تتدخل لمنع حبس أحد أبنائها.. لم نسمع كلمة من المجلس الاعلي للصحافة.. هذا الموقف أثبت أنهم لايمثلون الصحفيين ولا يمثلون الشعب المصري الذي وقف ورفض وقال لا لعقوبة الحبس في قضايا الرأي.. لابد من مراجعة من جموع الصحفيين ولابد أن نسرع بعمل التشريعات الجديدة لنتمكن من تغيير هذا المجلس ولنأتِ بمن يستطيع الدفاع عن الصحفيين وعن حرية الرأي.. لنجد من يمثلنا ويدافع عنا كصحفيين.