دون تهوين ولا تهويل يجب أن نأخذ تنظيم داعش الإرهابي مأخذ الجد، فبعد فترة كمون قصيرة فوجئنا خلال 48 ساعة فقط بالإعلان عن استيلائه علي ثلث مساحة سوريا وامتداد نفوذه في العراق حتي استولي علي مدينة تدمر الأثرية التي أعرب اليونسكو عن قلقه علي آثارها التي لا تقدر بثمن لأنها ملك للإنسانية فكيف وقد سقطت في يد من يدمرون الآثار والتماثيل ويعتبرونها أصناما؟ فهم ليسوا وحشيين فقط ولكنهم أيضا جهلاء بالتاريخ..لا أسمي ما جنته داعش انتصارا لأن النصر قرين بالأعمال النبيلة وبتحرير أراض مغتصبة أو لإعادة حقوق ضائعة ولكن هذا الاجتياح التتاري لأراض عربية وتغلب منظمة إرهابية علي جيوش حتي لو كانت ضعيفة هو أمر مقلق علي مستقبل المنطقة العربية كلها فهذا يعني أن داعش أصبحت تمتلك جيشا مسلحا بأسلحة حديثة ومدربا تدريبا عاليا وممولا من دول نعرف جيدا مدي كراهيتها للاستقرار بالمنطقة ورغبتها في زرع كيانات عدوانية جديدة تمزقها إلي دويلات متناحرة لتبقي إسرائيل هي الوحيدة واحة السلام والاستقرار والأمان وسط منطقة مشتعلة بالخلافات المذهبية والعشائرية، واستكمالا لهذا وقع حادث تفجير مسجد شيعي في القطيف بالسعودية خلال صلاة الجمعة الماضية عندما قام إرهابي من تنظيم القاعدة بتفجير نفسه بين المصلين ليسقط 21 قتيلا و81 مصابا في حادث أعتقد أنه الأول من نوعه في السعودية - في حدود علمي- فلم نسمع عن أحداث عنف إلا في بعض مواسم الحج منذ سنوات طويلة التي صدرت عن بعض الجنسيات ولكن ذلك الانتحاري المسلم مهما كان انتماؤه المذهبي كيف يرتكب هذه الجريمة الشنعاء داخل مسجد وخلال صلاة الجمعة؟ حتي لو كانت ردا علي قصف الطائرات السعودية لمواقع الحوثيين في اليمن فهو حقها في الدفاع عن حدودها الجنوبية ضد من يهدد أمنها، كما أعلن الحوثيون عن إسقاطهم لطائرة سعودية، كل هذا بهدف استنزاف الجيش السعودي في حرب ضد الإرهاب الأسود الذي يريد أن يخيم علي المنطقة، ونحيي قرار رؤساء أركان الجيوش العربية باتخاذ إجراءات تشكيل القوة العربية المشتركة قبل 29 يونيو وإن كانت الأحداث الأخيرة تستدعي الإسراع قدر الإمكان فالحرب ضروس والعدو معروف وأهداف مموليه مكشوفة للجميع.. فيجب ألا نتباطأ لأننا جميعا في خطر، سواء في الدول الممزقة أو في الدول المستقرة، فالطوفان الهمجي مستعد للاجتياح ولن يبقي أخضر ولا يابس.