إحدى اللوحات المعروضة داخل المعرض «إله واحد.. وديانات ثلاث» بهذا العنوان الذي يدل علي التسامح الديني اختارت مصر أن تحتفل باليوم العالمي للمتاحف الذي يوافق 18 مايو من كل عام. إنه عنوان المعرض الذي افتتحه الدكتور ممدوح الدماطي وزير الآثار ليتزامن مع معرض آخر يحمل عنوانا مشابها وهو «إله واحد» بمتحف بودا بالعاصمة الألمانية برلين. المعرض الذي يستمر حتي 14 يوليو القادم يقام بالقاعة 44 بالمتحف المصري بالتحرير. وقد حضر الافتتاح ممثلون للديانات الثلاث، ومنهم الشيخ محمد الدريدري نيابة عن شيخ الأزهر، القس صليب جمال كاهن كنيسة أبي سيفين نيابة عن البابا تواضروس الثاني، وماجدة شحاتة هارون رئيس الطائفة اليهودية بالقاهرة.. ويوضح وزير الآثار أن المعرض يضم»48» قطعة أثرية، ويُمثل أهمية خاصة حيث يهدف إلي إلقاء المزيد من الضوء علي التسامح الديني، والتعايش الحضاري علي أرض مصر بين أصحاب الديانات السماوية الثلاث: «اليهودية والمسيحية والإسلام»، من بداية العصر»الروماني»، وحتي العصر «الفاطمي»- ويضيف أن هذا التعايش الذي أثمر فنوناً راقيه تُجسدها القطع المعروضة، تعكس وبشكل واضح تفاصيل الحياة اليومية.. كما تعكس المفاهيم والمُعتقدات الدينية لهذه المجتمعات، والتي قامت علي مبدأ قبول الآخر باختلاف مفاهيمه وتباينها.. وأشار الوزير إلي أنه تم اختيار القطع من خمسة متاحف مصرية هي: «المتحف المصري، ومتحف الفن الإسلامي، والقبطي، والإسكندرية القومي، واليوناني الروماني»، بما يخلق رؤية كاملة تعكس فكرة المعرض بصورة واضحة. وتضيف الأثرية «إلهام صلاح»، رئيس قطاع المتاحف،أن هذا المعرض يبعث برسالة مهمة من خلال معروضاته، هي أن سيدنا «إبراهيم عليه السلام» هو أبو الأنبياء ورسول الديانات الثلاث فالإله واحد.. وإن اختلفت الديانات والأعراق، ما يؤكد ضرورة التكاتف والترابط بين أبناء الوطن الواحد خاصة في ظل ما نواجهه في الفترة الأخيرة من تحديات.. تهدف إلي طمس الهوية، والعبث بموروثاتها الحضارية والثقافية، وتوضح: أنه تم اختيار المعروضات بعناية بحيث تعكس التأثير المترابط بين الديانات الثلاث من خلال موضوعات مُحددة من بينها العناصر المعمارية المزخرفة، رموز الديانات الثلاث، والنصوص الدينية التي تنقل للزائر هذا التأثير والترابط بين الأديان. وتشير د. «ياسمين الشاذلي»، معاون وزير الآثار لقطاع المتاحف، إلي أن المعرض يضم بين مُقتنياته عددا من القطع الأثرية التي تنقل للزائر تفاصيل الحياة اليومية، من بينها بعض أدوات الإضاءة المُزخرفة برموز دينية، وصندوق للحلي، يرجع إلي القرن»الثاني عشر الميلادي»، بالإضافة إلي قطعتين من الخزف الفاطمي المُزخرف بتقنية»البريق المعدني»، والتي تصور أحد المناظر الشهيرة للاحتفالات»الفاطمية» بينما تصورالأخري»السيد المسيح». ويوضح الأثري «محمود الحلوجي»، مدير عام المتحف المصري أنه سيتم علي هامش المعرض عقد عدد من الفعاليات الثقافية المتنوعة، من بينها عروض مرئية علي شاشات بانوراما التراث، وعدد من الأفلام الوثائقية.. بالإضافة إلي مجموعة من الندوات الثقافية الخاصة وأنشطة التعلم للأطفال.