الرئيسان السيسى ونظيره اليونانى بروكوبيس بافلوبولوس خلال المؤتمر الصحفى بافلوبولوس: دور رائد للقاهرة في مواجهة الإرهاب والتعاون معها مهم أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي أن الإرهاب والتطرف من أكبر التحديات التي تواجه دول شرق البحر المتوسط والشرق الاوسط وشدد السيسي علي ضرورة أن تكون جهود مصر ضمن جهود دولية مشتركة لمكافحة هذه الظاهرة ، وقال السيسي أنه لابد أن تكون هناك إستراتيجية شاملة لمكافحة الارهاب والتطرف والا تقتصر علي المستوي الامني فقط ولكن علي المستوي الاقتصادي والاجتماعي والديني أيضا . جاء ذلك خلال المؤتمر الصحفي المشترك للرئيس السيسي ونظيره اليوناني بروكوبيس بافلوبولوس بمقر رئاسة الجمهورية أمس عقب جلسة مباحثات بينهما .. وحضر المؤتمر من الجانب المصري السفيرة فايزة أبو النجا مستشار الرئيس لشئون الأمن القومي، واللواء خالد فوزي مدير المخابرات، وخالد فهمي وزير البيئة، والسفير علاء يوسف المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية وعدد من الوزراء اليونانيين . وقال السيسي إن العلاقات المصرية اليونانية قديمة وترجع جذورها الي 4 آلاف سنة لافتا الي أن التبادل الحضاري والثقافي بين الحضارتين المصرية واليونانية كان لهما تأثير علي الثقافة في دول البحر المتوسط . وأعرب السيسي عن سعادته بأن تكون الزيارة الخارجية الثانية للرئيس اليوناني بعد قبرص كانت لمصر واصفا بأن هذا يعكس المكانة القوية التي تحتلها مصر لدي اليونان وكذلك قوة العلاقات المصرية القبرصية اليونانية . وأكد السيسي أن العلاقات بين الدول الثلاثة مثالا يحتذي به في العلاقات علي المستوي الاقليمي ، وقدم الشكر لما لمسه من روح وجو ودي للحوار والنقاش الثنائي الذي تم مع الرئيس اليوناني . وقال الرئيس أنه تم استعراض مختلف الملفات الثنائية بين البلدين وأكدنا أننا سنعمل بكل جد علي تنميتها وتعزيزها في المرحلة الحالية والقادمة خاصة ما يخص الجوانب الاقتصادية والتجارية . وأشار السيسي إلي انه خلال العام الماضي شهد التبادل التجاري بين البلدين تحسنا كبيرا حيث وصل الي 1.6 مليار دولار بزيادة بمقدار الثلث علي الرغم من الظروف الصعبة التي تمر بها البلدان . وأوضح الرئيس أننا نعمل علي تعزيز مزيد من التعاون من خلال اللجنة المشتركة بين البلدين التي عقدت العام الماضي وتم خلال توقيع العديد من الاتفاقيات منها الاقتصادي والتجاري وإقامة المعارض المشتركة والرياضة لافتا الي أنه تم عقد الاجتماع الاول لمجلس الاعمال المصري اليوناني. وقال الرئيس أنه تم أيضا بحث ظاهرة الهجرة غير الشرعية مشيرا الي أن حادث غرق مركب الهجرة غير الشرعية منذ أيام امام السواحل اليونانية كان ماثلا أمامنا أثناء المباحثات. وأشار السيسي الي أن مصر لديها 5 ملايين لاجئ موجودين علي أرضها ونعاملهم كمواطنين مصريين ويقتسمون معنا ما لدينا، مشيرا إلي أنه تم بحث تطورات الاوضاع في ليبيا وأهمية دعم البلدين والمجتمع الدولي للشرعية والبرلمان المنتخب والحكومة الشرعية . وشدد السيسي علي أهمية أن يكون في اعتبارنا عامل الوقت والذي يعد أمرا وإعتبارا حاسما جداً لابد أن نأخذ بالنا منه . وفيما يخص الملف السوري أكد السيسي أنه تم التأكيد علي أهمية أن يكون هناك أفق لمعالجة الأزمة مع الحفاظ علي الدولة السورية والتعامل مع الجماعات الارهابية الموجودة علي الاراضي السورية وكان هناك تفاهم مشترك للنقاش الذي تم حول الموضوعات الخاصة وأشار الي أن جميع القضايا والموضوعات أظهرت مدي التقارب بين البلدين بشكل كبير في وجهات النظر . ومن جانبه قال الرئيس اليوناني إنه ليس بالغريب بالنسبة لي أن تكون أول زيارة بعد قبرص إلي مصر حيث توجد بيننا مايقدر ب 40 قرنا من التاريخ والحضارة المشتركة ولقد ثبت من التاريخ أن البحر المتوسط لم يفرق بين مصر واليونان وكانت دائماً الدولتان متجاورتين، و تعاونت عبر التاريخ والازمان وأشار الرئيس اليوناني الي ضرورة الحفاظ علي تلك العلاقات التاريخية بين الشعبين خاصة في ظل ظروف خاصة جداً نمر بها ولكنني أعتقد انه كلما كانت الظروف والأحوال صعبة تزداد وتظهر قوة تلك الشعوب وقدرة حكامها، فالقادة البارزون الكبار يظهرون من خلال الازمات دائماً وهذا يجب ان نفعله نحن. وأضاف: نحن نؤمن ونعتقد بأن مواجهة المشكلات في الشرق الاوسط وشرق البحر المتوسط متوقفة علي الدور الرائد الذي تلعبه مصر داخل العالم العربي والاسلامي، ونحن في غاية السرور والسعادة لأن هذا الدور يتزايد ويزدهر خلال الايام الحالية وسوف يزداد ذلك في المستقبل .. وقال الرئيس اليوناني : علينا ان نتعاون من اجل مواجهة المشكلة الكبري وهي الارهاب علي مستويين أولا : علي مستوي المحافل الدولية من خلال تطبيق القانون الدولي والذي يعطي لنا فرصا ووسائل كثيرة لإيجاد حلول وتطبيقها ، بشرط ان يعرف المجتمع الدولي أن تلك البنود التي وردت في القانون يجب تطبيقها ويجب ان تفهم المحافل الدولية بان الحوار والمناقشات استغرقت وقتا طويلا وحان وقت للبدء في العمل، ثانياً : علي مستوي الاتحاد الاوروبي ونحن عضو في الاتحاد الاوروبي والبحر المتوسط وأنتم الدولة الرائدة في البحر المتوسط ونعتبر أن موضوع الامن السياسي والاستقرار في المنطقة يجب أن يؤدي الي خلق سياسة موحدة لمواجهة المشكلات في شرق البحر المتوسط والشرق الاوسط متأقلمة مع ظروف وحساسيات المنطقة وحينها يصبح التعاون مع مصر الالية الاساسية لنجاح العملية. اضاف الرئيس اليوناني : من المعروف أنه منذ عام 2004 بدأت تطبيق سياسة جوار دول جنوب البحر المتوسط .. وهذا البعد يتضمن 9 دول ليست أعضاء في الاتحاد الاوروبي بمن فيهم فلسطين ويخص التنمية الاقتصادية والامن وهنا نري انه علي الاتحاد الاوروبي أن يتبع سياسة لمعالجة هذه المشكلات ومن واجبه أن يقوم بهذا العمل، كما يجب أن نواجه الهجرة غير الشرعية ولهذه المشكلة الجانب الانساني والجانب الأمني وهذا الجانب الامني يجب ألا يتجاهله أحد خاصة لأنه متصل بمواضيع الامن لافتا الي أن الاتحاد الاوروبي في 2008 بدأ يطبق سياسة منح اللجوء السياسي بالاضافة لمعالجة موضوع الهجرة .. وهذه السياسة الاوروبية تدل علي أن للاتحاد الاوروبي حدودا وهنا نري مجالا كبيرا وواسعا لمحاربة الهجرة غير الشرعية ، ونري دولا أخري ليست أعضاء في الاتحاد الاوروبي ولكنها تلعب دورا متميزا وخاصا ورائدا في البحر المتوسط وعلي رأسها مصر خاصة تحت الظروف السيئة الاخيرة في حالة مأساة جزيرة لممباتوزا ورودس، ونري أنه من الضروري علي الاتحاد الاوروبي أن يصرف الدعم والمعونة للدول التي تواجه هذه المشاكل وكذلك الدول المقابلة لها والتي تتواجد في البحر المتوسط لكي تواجه نفس المشكلة . وقال إن التعاون بيننا خير دليل علي العلاقات المتميزة بيننا والتعاون الثلاثي القائم بين اليونان وقبرص ومصر سيؤدي الي تحديد حدود المياه بين الدول الثلاثة علي أساس القانون الدولي والقانون الاوروبي وأشير مرة أخري الي أن المنطقة الاقتصادية الخالصة لليونان وقبرص خاصة بالاتحاد الاوروبي بأسره ونحن نشكر الطريقة النموذجية الممتازة التي تواجه بها مصر هذا الموضوع علي عكس دول أخري تتسبب في مشاكل عديدة أمام هذا الموضوع بالنسبة للتعاون الاقتصادي، اشار الي أن اليونان تحتل المرتبة الرابعة من خلال 180 شركة يونانية باستثمارات 4 مليارات يورو تقريباً في مصر وسوف يستمرون في الاستمرار في مصر لإعطاء صوت الثقة والتقدم، وعلينا أن نستمر في التعاون في مجالات العلوم والفكر والادب وأعتبر أن أساس التعاون يجب أن يكون الثقافة والحضارة قبل كل شيء آخر .