في منطقة الحرش عند أقصي الحدود الشمالية لمحافظة الإسماعيلية و علي بعد أمتار قليلة من محطة تحصيل رسوم المرور علي طريق الإسماعيلية بورسعيد يقف مباشرة علي جانب الطريق مطعم عبده حمادة المملوك للمواطن عبده عبد المنعم الذي أقدم صباح أمس علي محاولة الانتحار بإضرام النار في نفسه أمام مجلس الشعب. الأخبار انتقلت لمنزل صاحب المطعم أكدت زوجته صديقة عثمان أن زوجها يعاني منذ سنوات طوال من اضطراب نفسي وإن كانت لم تتصور أبدا أن يقدم علي إشعال النار في نفسه . وأضافت أن زوجها كان قد تعرض لضيق شديد خلال الأشهر الأخيرة بعدما فوجئ برفض الوحدة المحلية لقرية البياضية التابع لها المنطقة صرف حصة الخبز الشهرية المقررة لعائلته والتي تصرف في منطقة القنطرة عن طريق "بونات"، وهي مشكلة لكثير من الأسر بالمنطقة التي صارت بلا هوية أو تبعية واضحة . وقالت ان زوجها غادر المنزل صباح يوم أمس الأول و أغلق تليفونه فلم يعرفوا عنه أي شئ حتي ساعة متأخرة من مساء اليوم نفسه عندما فتح تليفونه وأجري اتصالا بابنه متولي وطمأنه بأنه في القاهرة وسيعود في اليوم التالي ولهذا فإن تلقيها خبر اقدامه علي اشعال النار في نفسه بهذه الطريقة جاء صادما ومفاجئا . ونفت الزوجة أن يكون زوجها قد تعرض لأي مشكلة مع الشرطة ، مؤكدة أن كل مشكلته كانت في التعنت الذي لاقاه مع المحليات التي حرمت أسرته من أبسط الحقوق الخبز، لافتة إلي أنها وزوجها وأطفالهم الأربعة متولي ومني وأمنية و سيد كانوا يحصلون علي الخبز مقابل 50 جنيها شهريا ، وبعد منع تسليمهم الحصة صار مطلوبا من زوجها أن يوفر خبز بما يتجاوز 200 جنيه شهريا . وعما إن كانت هناك مشكلات أخري غير ما ذكرت زوجته قال جاره محمود عبد ربه اليماني صاحب مغسلة سيارات تقع قبالة مطعم ومنزل الأول أن المشكلة أكبر وأعمق من ذلك بكثير مشيرا إلي أن أهالي منطقة الحرش بأكملهم يعانون منذ نحو العام من حالة انكار تبعية و هوية مسئولة عنها الدولة، فالمنطقة الواقعة في أقصي شمال محافظة الإسماعيلية ظلت منذ نشأتها تابعة لقرية البياضية بمركز القنطرة غرب.. ومستندات ميلاد وهوية أهلها جميعهم تؤكد أنهم من مواليد القنطرة غرب، إلا أن سكان المنطقة فوجئوا برئيس قرية البياضية يخبرهم بأنهم ليسوا تابعين للقرية ولا مركز القنطرة .