بدأت الدولة الاعداد لموازنة 15/2016 ولأول مرة تصدر الموازنة في ظل برلمان جديد يجيء بعد ثورتين، وآمال ينتظرها الشعب وتصريحات الحكومة، وتعهد بمكافحة الفساد والتفاؤل لدي المصريين الذي هو أحد أهم مكتسبات المؤتمر الاقتصادي. إن مشروع الموازنة التي يجري الاعداد لها سيشهد تنفيذها إصدار اللائحة التنفيذية لقانون الخدمة المدنية، وإحساس المواطن بثمار أول مشروع قومي تبناه الرئيس عبدالفتاح السيسي وهو قناة السويس الثانية والذي بدأ استثمار نتائجه. إن المواطن يتعجل الاحساس بثمار الثورة، في ظل ارتفاع الاسعار والمعاناة من سوء الخدمات في مختلف القطاعات، وهي كلها نتيجة تراكمات الماضي عبر عشرات السنين، ونسي المواطن الجهد الذي بذلته الدولة بمنحها كل فرد في الاسرة دعما قدره 15 جنيها شهريا، وتوفير الخبز والسلع وستتحمل الدولة بسببها 37 مليار جنيه ولم يفكر البعض في أن يسأل نفسه.. ماذا قدم للعملية الانتاجية التي ينعكس اثرها علي سعر العملة والسلع.. وينسي أحيانا حجم التحديات والتضحيات التي تبذلها الدولة لتحقيق الامن والاستقرار، ويبقي هناك الكثير من المواجهات والتحديات في ظل استمرار خفافيش الظلام. إن المؤشرات الاقتصادية تدعو الي ان هناك روحا وطنية بناءة الان تعمل داخل الوطن، اهمها رفع التصنيف الائتماني لمصر الي B3 وهو ما يمنح مصر التميز في إقبال رجال الاعمال من مختلف دول العالم علي الاستثمار علي ارضها، وزيادة معدل صادراتنا بنسبة 7٫8٪ لتصل 44٫7 مليار دولار، وجاء الاتحاد الاوروبي الشريك الاول كما ارتفعت ودائع القطاع المصرفي بقيمة 33٫8 مليار جنيه بنهاية شهر يناير الماضي، وحققت ودائع القطاع العائلي رقما قياسيا جديدا ليصل 1٫027 تريليون جنيه. ولما كنا قد تعلمنا ان هناك رقابة سابقة للصرف تقوم بها وزارة المالية عن طريق ممثليها في الوزارات والمصالح، ورقابة لاحقة يقوم بها الجهاز المركزي للمحاسبات متمثلة في الحساب الختامي.. وخلال الجلسات الخاصة التي يعقدها البرلمان تجري المناقشات الهادفة العلمية بين وزير المالية ورئيس جهاز المحاسبات حول النتائج التي توصل إليها الجهاز، الي ان يحسم الامر.. وفي العام الماضي لم نر أو نسمع شيئا عن تقرير الجهاز رغم أهميته في الاعلان عن السلبيات والايجابيات، وهو ما دفعني إلي سؤال المستشار هشام جنينة رئيس الجهاز عن الاسباب، الذي قال اننا لن نتخلي عن مسئولياتنا دون أن يقدم المزيد ووعد بتقديم تفاصيل التقرير، ومضت فترة طويلة دون الحصول علي إجابة.. ولا تعليق.