د. فاروق الباز على الأريكة المفضلة فى حجرة مكتبه في أول رحلة لهبوط الانسان علي سطح القمر.. كان هو المسئول عن اختيار مواقع الهبوط.. وتدريب رواد الفضاء علي جمع العينات ووصف القمر بطريقة جيولوجية علمية.. ومنذ هذه اللحظة أصبح دكتور فاروق الباز ابن قرية طوخ الأقلام بالدقهلية.. من أشهر علماء الفضاء في العالم. ورغم العلم والشهرة والمكانة الدولية الرفيعة.. ظل العالم المصري الكبير يحمل داخله قدرا كبيرا من البساطة والتواضع غرسته فيه امه.. وشغفا دائما بالعلم والمعرفة أخذه عن والده.. وحنانا كبيرا حمله لبناته الاربع وأحفاده السبعة . .................................. كان والدي عاشقا للعلم والقراءة.. فأصر علي تعليم والدتي القراءة والكتابة بنفسه.. وتأثرت بذلك كثيرا.. فتعلمت من والدي حب العلم والمعرفة.. وأصبحت القراءة هي هوايتي الأولي علي مدي سنين عمري. وأنا أحب القراءة في تاريخ الأمم وتأثير الأديان وكذلك في الأدب العربي.. وأقرأ حاليا كتاب للشاعر فاروق شوشة وكذلك كتاب «هند والعسكر» للمؤلفة السعودية القديرة بدرية البشر.. « يعني لما أبعد عن الشغل.. بيبقي الكتاب هو صاحبي ورفيقي » . .................................. . في حياتي ست نساء.. الأولي هي أمي المصرية الريفية التي لم تتعلم.. لكنها كانت صاحبة ذكاء فطري شديد.. وقد ارتبطت بها ارتباطا عظيما وتأثرت بها جدا.. وتعلمت منها احترام الناس جميعا طبقا لعملهم وجهدهم بصرف النظر عن وضعهم الاجتماعي.. كانت أمي تضع الطعام للسائق قبل أبي قائلة : «يابني السواق هو اللي بيسوق وتعبان.. ورئيسه قاعد ورا مرتاح » . .......................... المرأة الثانية في حياتي هي زوجتي شريكة الحياة.. وهي متخصصة في تاريخ الفن.. وهو مجال مختلف تماما عن عملي.. وهذا أسعدني كثيرا.. فأنا استمتع بالحوار معها والتعلم من علمها وسماع رأيها في الفن والأوبرا والموسيقي والديكور وكل ما هو بعيد عن علوم الارض والفضاء.. ونحن علي اتفاق كامل من كل النواحي الفكرية والعاطفية . .............................. باقي النساء في حياتي هن بناتي الأربع.. وبناتي مثل زوجتي اخترن العمل في مجال الفنون والآداب.. وتفرغن للابناء في بداية الزواج ثم عاودن العمل.. وأنا أشجعهن علي العلم والعمل.. لأنني احترم مشاركة المرأة في العمل وإدارة الوطن.. « ما ينفعش نحد من عمل المرأة في أي مجال.. لازم نحييها علي كل انجاز ونجاح بيساهم في تنمية الوطن ». ........................ . الصداقة مهمة جدا في حياتي.. ولكل فترة من العمر أصدقاء أحرص علي التواصل معهم.. وليست لنا طقوس محددة في اللقاءات.. بل نجتمع لنناقش أمور الدنيا . ويضيف : « رغم حبي للعمل.. باشتاق لجلسات الأصدقاء.. وخاصة صديق عمري دكتور محمد العشري خبير البيئة العالمي» . .............................. علاقتي بأخي المرحوم أسامة كانت وطيدة جدا.. « كنت أحب أسمعه وهو بيتكلم في السياسة.. وكان يحب يسمعني لما أتكلم عن الفضاء» . .............................. الرياضة مهمة جدا.. وخلال سنوات الدراسة بكلية العلوم جامعة عين شمس مارست معظم أنواع الرياضة.. كنت حارس مرمي في فريق الهوكي.. ولاعب دفاع وسط في كرة القدم.. وخفيف وسط في الملاكمة . « يعني باختصار كنت في شبابي رياضي جامد جدا.. لكن دلوقتي باكتفي بالسباحة » . ............................ . سافرت كل بلاد العالم تقريبا.. لكن اكثر مكان اشعر فيه بالمتعة والراحة هو مدينة أسوان الساحرة في جنوب مصر.. فهناك أبعد عن المشاكل.. وأنعم بالهدوء الروحي والذهني. ويضيف قائلا : « في أسوان كل حاجة علي الفطرة.. الطبيعة وأهل البلد الطيبين» . .......................... . رغم ذكريات الطفولة الجميلة بقريتي «طوخ الأقلام» بمركز السنبلاوين بالمنصورة الا أنني قليلا ما أزورها لضيق الوقت.. أما المكان الذي أحرص علي زيارته في كل زيارة لمصر.. فهو حي خان الخليلي بالقاهرة القديمة لأنه مكان يحافظ علي التراث المصري.. وحتي العاملون فيه يحملون الصفات المصرية الجميلة من الكرم وحسن الاستقبال . وفي كل زياراتي لمصر.. أحرص أيضا علي جمع أفراد العائلة كبارا وصغارا في مكان واسع يتيح لنا التجمع.. ويتيح للأطفال اللعب . ويبتسم قائلا « بنقضي يوم عائلي ما يتنسيش.. نضحك ونتحاور ونتناقش.. ونأكل ما لذ وطاب » . .................................. أحرص علي حضور حفلات الأوبرا في نيويورك.. وأستمتع بالموسيقي الكلاسيكية. وأحاول مشاهدة بعض الأفلام الامريكية.. ولكن هناك افلاما كثيرة لا تعجبني.. وآخر فيلم أمريكي شاهدته كان فيلما تافها من انتاج هوليود نسيت حتي اسمه ! «أما الفن والطرب المصري.. فبعد كوكب الشرق ام كلثوم.. مفيش حاجة تربطني بيه» . ................................ أكره التردد.. وأعتبر أقصر طريق للفشل هو التردد.. وعدم الاقتناع بالعمل الذي نقوم به.. وأكثر ما يزعجني أن يترك الانسان مسئولياته ويستسلم للمشاكل ويتفرغ للشكوي.. وأنا شخصيا لا أهتم كثيرا بالمشاكل.. « مفيش حياة من غير مشاكل.. ومفيش مشكلة ملهاش حل » . .............................. . أعشق الأكل المصري.. وأجيد الطهي.. وخاصة صينية البطاطس في الفرن.. وأيضا طبق الفول الشرقي.. «وعلي فكرة بناتي وأحفادي دايما يطلبوا طبق الفول الصبح من إيدي » . ............................ لدي سبعة احفاد.. هم زينة حياتي.. استمتع باللعب معهم واشجعهم علي العلم والمعرفة كما ربيت بناتي.. ونصيحتي الدائمة لبناتي واحفادي وتلاميذي هي احترام الناس.. والالتزام بالصدق.. والسعي وراء العلم.. والعمل بكل ضمير.. وانجاز كل عمل في أحسن صورة ممكنة بغض النظر عن أهميته . فالنجاح لا يأتي الا لكل من يعمل بإخلاص ويسعد بالعمل.. ولا يعتبره فرضا.. « حلمي الوحيد النهاردة ان بناتي الأربع ينجحن في تربية أحفادي السبعة بالصورة اللي تساعدهم علي النجاح والسعادة في الحياة» .