في كل وأي دولة في العالم فان شباب هذه الدولة او تلك هم الذين تتطلع اليهم آمال وانظار الجميع لتحقيق مستقبل أفضل للاجيال الراهنة والقادمة، وفي مصر فان الشباب لايمثلون فقط اهم ثروة للدولة ولكنهم بالاضافة الي ذلك يشكلون الجانب الاكبر من تعداد السكان اذ تصل نسبتهم الي 04٪من تعداد السكان وتتراوح اعمارهم من 01 الي 92 عاما وذلك حسب احصاء عام 6002. ومع بداية العام الحالي أصدرت منظمة اليونيسيف، بالتعاون مع مركز المعلومات وصنع القرار التابع لمجلس الوزراء المصري، ومجلس السكان في مصر، التقرير النهائي عن عمليات المسح الشامل للشباب المصري والتي بدأت في عام 9002 وبهدف تحديث المعلومات المتاحة والمعارف التي تتعلق بهذا القطاع الحيوي من الشعب وإعلام صانعي القرار عن احوال وقدرات هذه الشريحة الضخمة من المجتمع، وتشمل هذه المعلومات مجالات الصحة، والتعليم، والعمالة، والهجرة، والحالة الاجتماعية، والمشاركات المدنية.. إلخ ويتكون هذا البحث الجاد من 923 صفحة فولسكاب ويعد الدراسة الوحيدة من نوعها منذ 21 عام وقام بعمليات التمويل صندوق السكان لتابع للامم المتحدة بينما اشرف علي الاعمال البحثية وتحليل المعلومات ممثل صندوق الاممالمتحدة للسكان في مصر الدكتور زياد الرفاعي وعدد من معاونيه من المنظمة العالمية والجهات المانحة. ومثل كل البحوث الجادةوالمحترمة فان اسلوب العرض والكتابة يخلو من صور البلاغة والاسترسال والمديح، والخطابة، والهجاء.. الخ وهكذا فان كل سطر من صفحاته ال 923 يضم معلومات مهمة وقيمة يمكن ان تؤدي دوراً ايجابيا في عمليات الاصلاح والتطوير والاعداد للمستقبل، وفي هذا السياق فإن أهم مالفت انتباهي تلك المعلومة التي تقول ان 04٪ من تعداد المصريين هم من الشبان الذين تتراوح اعمارهم من 01 الي 92 عاما، وفي ضوء هذه الحقيقة التي لاتقبل جدلا او مناقشة ينبغي علينا الاعداد والتجهيز لتحويل هذه الكتلة السكانية الضخمة والتي لامثيل لها في الدول الاخري.. الي كتلة أساسية فعالة وبناءة ان تغير وجه الحياة عندنا وان تحقق كل الاحلام التي تتمنع علينا منذ سنوات طويلة.. ينبغي ان نبدأ الآن قبل ان تفترسهم الجماعات السلفية والارهابية او تطولهم انياب البطالة وما تشكله يعد ذلك من تهديدات او يلجأون هم بأنفسهم الي دنيا المخدرات وسلبيات الحياة.. وكلها احتمالات تحمل تهديدات مخيفة !