الشباب هم الأمل والمستقبل وصحة شبابنا لابد ان تتصدر اهتمامات الدولة.. وخاصة الصحة العقلية لرجال وقادة الغد.. وهذا تقرير التنمية البشرية عن عقول شبابنا وصحتهم النفسية. استعرض تقرير التنمية البشرية في إصداره الأخير حالة الشباب المصري خاصة ان تعداد سكان مصر الأخير يظهر ان ما يقرب من 40٪من المصريين تتراوح أعمارهم ما بين (10 إلي 29) عاما أي سن الشباب. جاء الفصل الثالث عشر من التقرير حول صورة السلامة العقلية للشباب في مصر وحالات الاضطرابات العقلية لديهم. ويظهر التقرير ان عددا محدودا من الشباب يحتاج إلي العلاج السريع..إنما الغالبية الساحقة من الشباب في مصر يحتاجون إلي اسداء النصيحة والمشورة..لكنهم لأسباب ثقافية يفضلون اللجوء للأسرة أو المعلمين والأصدقاء طلبا للمساعدة. ويري التقرير ان المساعدة المهنية المتخصصة في مثل هذه الأمور وعلي هذا المستوي مفقودة ..ولا يوجد في الوقت الراهن إلا عدد محدود أن وجد مدربين كاستشاريين ..ناهيك عن المتخصصين في خدمات الشباب..ويؤكد التقرير إن المعلومات المتاحة في الوقت الراهن بشأن السلامة العقلية للشباب في مصر تعتمد علي الملاحظة لأن البيانات الإحصائية المتاحة من البحوث في مصر نادرا ما تميز بين الفئات العمرية وتركز بصفة عامة علي الحالات الخطرة من الاضطرابات العقلية..ومع ذلك فإن المعلومات المتاحة توحي بأن ثمة مشكلة سائدة وهي الاستبعاد الاجتماعي وعلي سبيل المثال فإن البحوث بشأن مختلف جوانب السلوك الاجتماعي قد أوضحت بأن سلوك التطوع لدي الشباب منخفضة للغاية واشتراكهم في الانتخابات أمر يبعث علي الأسي. ويشير التقرير إلي ان السلامة العقلية لدي الشباب مرتبطة ارتباطا وثيقا بالظروف الاجتماعية والاقتصادية والثقافية ..كما يشير إلي ان الأبحاث أكدت ان الفقر والاضطرابات العقلية يغذيان بعضهما بعضا.. وان أحدهما يؤدي إلي الآخر في دائرة خبيثة لابد من كسرها إما بالقضاء علي الفقر أو التدخل الكافي ..ويفضل أن يكون الاثنان معا..بل انه مما يبعث علي الانزعاج بدرجة اكبر أن الفجوة بين الذين يتم علاجهم والذين لا يتم علاجهم من الأطفال والنشء الذين يعانون من الاضطرابات هي فجوة كبيرة باستثناء الاكتئاب وانفصام الشخصية" الشيزوفرينيا" أي ان الاجيال القادمة التي سوف تمسك بزمام المسئولية في العالم هي الأجيال التي يتم تهميشها بدرحة اكبر بالنسبة لتقديم الرعاية الصحية العقلية. ثم استعرض التقرير أهم الاضطرابات النفسية الشائعة لدي الشباب مثل الاكتئاب والقلق والوسواس القهري وتعاطي المخدرات.. ثم اشار الي سلوك العدوان وهو نوع من السلوك يقصد به إلحاق الأذي بالآخرين.. والعنف من الناحية الأخري تعبيرا عن استخدام القوة البدنية ضد الذات أو ضد الاخر مثل تدمير الممتلكات أو المنقولات وهناك عدة محددات للعدوان: عوامل اجتماعية تنطوي علي الإحباط.. وفي مصر يمكن ان نرجع هذا الإحباط إلي عدم الحصول علي التعليم الملائم أو العمل اللائق أو عدم القدرة علي الزواج والشعور بعدم المساواة..! وهناك عوامل مرتبطة بالمواقف التي تنطوي علي زيادة الإثارة النفسية كما يبدو في المظاهرات ومباريات كرة القدم والأنشطة التنافسية ويمكن لديناميكيات الجماعات والزحام أن تلعب دورا ومن شأن الاثارة الجنسية زيادة السلوك العدواني.. كما ان عوامل البيئة تنطوي علي زيادة التلوث والضوضاء والزحام الشديد وسوء وسائل النقل والمناخ الحار في مصر وكلها عوامل موجودة في مدن مصر. وأخيرا يشير التقرير الي ان المناهج الثقافية والدينية تبدو أنها أصبحت الان جزءا مما يجري باسم ممارسات الصحة العقلية في كثير من الدول.. وهناك خطران كامنان في هذا المنهج الأول هو التمييز العرقي او الاعتقاد بأن ثقافتي هي الأفضل.. والثاني ان قواعد الصحة العقلية قد تذهب بعيدا عن جذورها العلمية التي تعتبر الأساس الذي تقوم عليه الممارسة الطبية السليمة..وتشير ظاهرة التدين الشكلي التي نلاحظها الان في ربوع مصر إلي ضرورة وجود مجموعة من القيم تجعل للعالم معني يساعد علي تنامي الصحة النفسية لدي الشباب.