تجددت المواجهات في تونس عقب انسحاب الجيش امس من العاصمة تونس حيث تمركزت وحدات خاصة تابعة للشرطة في وسط المدينة غداة ليلة هادئة فرض خلالها حظر للتجول. جاء ذلك قبل ساعات من جلسة طارئة للبرلمان التونسي بدعوة من الرئيس زين العابدين بن علي لبحث الاحتجاجات المستمرة للاسبوع الرابع علي التوالي. وانتشرت مدرعات ووحدات التدخل التابعة للشرطة محل دبابات الجيش في جادة الحبيب بورقيبة وقرب ميدان برشلونة علي مقربة من محطة كبيرة لقطارات الضواحي الجنوبية والترام.ولم يبق سوي آليتين للجيش علي متنهما جنود مسلحين في ميدان ابن خلدون مقابل السفارة الفرنسية. ودعا الرئيس التونسي زين العابدين بن علي شعبه إلي التضامن والتكاتف والحفاظ علي مكاسب البلاد وحماية المؤسسات الخاصة والعامة من أعمال التخريب والعنف.ونقل راديو سوا عن الرئيس بن علي تأكيده في مقابلة مع قناة المستقلة وهي قناة تونسية مستقلة تبث ارسالها من لندن مجددا أنه "مدرك تماماً لمطالب الشباب التونسي الباحث عن العمل، ويحس بمعاناتهم ويسمع أصواتهم وتصله رسائلهم".وجدد بن علي تأكيده علي تمسك الحكومة بقيم الديمقراطية وكفالتها لحرية التعبير السلمي، ولحرية التظاهر السلمي، وإتاحة فرص الحوار السياسي الحر حول جميع قضايا البلاد بمشاركة جميع الأطراف الوطنية.وأوضح أن الندوة الوطنية التي دعا لعقدها في شهر فبراير المقبل ستتناول موضوع التوظيف كأولوية بالإضافة إلي الموضوعات السياسية وكل ما يتصل بتعزيز المسار الديمقراطي في تونس وتوسيع دائرة المشاركة في الحياة العامة وحرية الإعلام ومكافحة الفساد وتعزيز ثقافة وتقاليد حقوق الإنسان.كما أكد الرئيس بن علي أنه أعطي توجيهاته الصارمة للجهات المسئولة بتأمين حق التظاهر السلمي وعدم استخدام العنف في مواجهة المواطنين.وأضاف أن إراقة دم أي تونسي أمر محزن جدا له شخصيا ولكل التونسيين، وأنه يتعاطف ويتضامن مع كل الضحايا الذين سقطوا في الأحداث الأخيرة.ودعا بن علي في ختام تصريحاته جميع المواطنين وكل الأحزاب السياسية وهيئات المجتمع المدني إلي التوحد ضد العنف والفوضي وأعمال التخريب، ومساعدة الدولة في مواجهة ماوصفها بالأقلية الشاذة التي تعمد إلي التخريب وحرق الممتلكات العامة والخاصة. ورغم حظر التجول الليلي الذي أعلنته وزارة الداخلية التونسية, كانت العاصمة التونسية ومدن اخري قد شهدت مساء الاربعاء مجددا صدامات عنيفة بين محتجين والشرطة اسفرت عن مقتل خمسة اشخاص علي الاقل فيما يستعد نقابيون لتنظيم سلسلة جديدة من الإضرابات في عدد من المدن. اما الاضراب في العاصمة فمن المقرر ان يبدأ اليوم الجمعة.وقد حاول مئات من الشبان التقدم في اتجاه جادة الحبيب بورقيبة، لكن قوي الامن قطعت عليهم الطريق بالقاء قنابل مسيلة للدموع.وتعتبر هذه المواجهات الاخطر التي تحصل في العاصمة منذ بداية الاضطرابات.ومن جهة اخري, اعتقلت السلطات رئيس حزب العمال الشيوعي التونسي المحظور حمة همامي داخل منزله قرب تونس العاصمة. وقد استمر المجتمع الدولي في التعبير عن القلق حيال الاضطرابات في تونس. وفي مرسيليا جنوبفرنسا، تظاهر ما بين 700 والف شخص تضامنا مع موجة الاحتجاجات التي تشهدها تونس. واعربت كندا عن قلقها من الاوضاع الحالية في تونس داعية السلطات التونسية الي كبح قوات الامن التابعة لها والدخول في حوار مفتوح مع المجتمع المدني للبحث عن حلول للمشاكل الاجتماعية والاقتصادية التي تواجهها البلاد.