الجناح المصرى لفت الانتباه فى برلين بحسن تصميمه واهمية السياحة المصرية قمة العالم السياحية انتهت .. والمونديال السياحي العالمي وصل محطته الإخيرة .. والجميع في إنتظار حصد الجوائز والنتائج .فقد انتهت فعاليات بورصة السياحة الدولية في برلين والتي تعد أهم وأكبر ملتقي سياحي في العالم .. تتنافس فيه الدول لعرض إمكانياتها السياحية والتسهيلات الممنوحة لكل من السائحين والمستثمرين .. والجوائز والنتائج تظهر الأسابيع المقبلة بعد الإتمام الفعلي للصفقات التي تم الإتفاق عليها أثناء المعرض .. والأرقام تكشف أهمية المعرض الذي يقام علي مساحة 160 ألف متر مربع .. ويضم 11 ألف عارض من حوالي 190 دولة تشارك بالمعرض .. يزوره سنويا أكثر من 170 ألف زائر والأهم من كل ذلك حجم المشاركة والفعاليات الدولية به .. فهناك اكثر من 50 وزير سياحة يشاركون .. وكبار منظمي الرحلات ليس من ألمانيا بل من جميع أنحاء العالم .. لذلك يتم خلال البورصة إتمام كافة أومعظم الصفقات السياحية للموسم التالي للمعرض. وتحرص السياحة المصرية ومنذ عقود علي المشاركة بوفد رفيع المستوي يتناسب مع اهمية البورصة وسقف الطموحات المصرية المرتفع منها .. ويقود تلك المشاركة وزير السياحة أيا كان اسمه ..وينتظر كل وزير البورصة ليشارك وفي جعبته الكثير والكثير من التسهيلات والأخبار السارة لكبار منظمي الرحلات والمستثمرين بما يساعد في مضاعفة السياحة الوافدة للمدن المصرية . مصر راجعة ولعل أهم مكاسب مصر والقطاع السياحي من بورصة برلين هذا العام هذا التحول الكبير في الموقف الألماني من مصر سواء علي المستوي الرسمي أو القطاع الخاص.. فألمانيا التي قادت الموسم الماضي اتجاها ضد مصر السياحة والدولة وأعلنت حظر السفر لمصر وتبعها أكثر من 20 دولة.. استقبلت الوفد المصري هذا العام بعدة أخبار سارة لعل أهمها الإعلان قبل أيام من البورصة إلغاء حظر السفر البري بمناطق جنوبسيناء مما يعد رسالة قوية للسائحين من ألمانيا وأوربا بالسفر الي مصر.. ثم هذا اللقاء الرائع لوزير السياحة السابق هشام زعزوع قبل يوم من انطلاق البورصة مع كبار مسئولي وزارة الخارجية الألمانية ومعه السفير محمد حجازي سفير مصر في برلين.. ولم يكن اللقاء بروتوكوليا باردا مثل العام الماضي إنما كان حميميا للغاية وإستمر لأكثر من ساعة ونصف.. حرص خلالها الجانب الألماني علي التأكيد علي مساندتهم لمصر علي جميع المستويات.. وتأكيدهم المشاركة القوية في المؤتمر الاقتصادي الذي ينطلق بعد غد وبتعليمات من المستشارة الألمانية أنجلينا ميركل ويرئاسة نائب رئيس الوزراء للشئون الاقتصادية ووزير الدولة للشئون الخارجية وحشد من ممثلي كبار الشركات الألمانية في مختلف المجالات الإستثمارية.. انطلاقا من حرص ألمانيا علي مساندة مصر اقتصاديا وسياسيا وتأكد هذا الاهتمام الألماني أيضا من القطاع الخاص.. فقد جاءت لقاءات وزيارات منظمي الرحلات وأصحاب شركات الطيران والسياحة والاتحادات المختلفة مبشرة للغاية.. وكلها كشفت بقوة أن السياحة المصرية راجعة بقوة.. وسوف يشهد الموسم الجديد أنباء سارة للسياحة المصرية وسوف يتم ترجمتها لزيادة في الحركة.. ولولا العودة المفاجئة لوزير السياحة السابق هشام زعزوع لتحولت كثير من تلك اللقاءت لاتفاقات علي أرض الواقع ومن الدلائل الايجابية ايضا وحديث كبار خبراء السياحة من مصر وخارجها يؤكد أن مصر راجعة وبقوة علي كافة المستويات وخاصة المستوي الإقتصادي .. وأن السياحة المصرية في طريقها للشفاء من مرضها العضال .. ولعل هذا كما قلت ما لاحظناه سواء من اللقاءات المكثفة التي عقدها زعزوع في اليوم الأول للبورصة أولقاءات سامي محمود رئيس هيئة التنشيط ومحمد جمال المسنشار السياحي المصري في برلين بعد مغادرة الوزير ..فمثلا شركات كبرت مثل توماس كوك ودير توريستك وحتي تيوي ..الجميع بحث في الجناح المصري آلية زيادة أعدادهم الي مصر وهي مباحثات حقيقية وليست كلاما فقط كماكان يحدث في السابق .. وهناك من إتخذ قرارا بالفعل بزيادة رحلاته مثل شركة كوندور للسياحة والطيران والتي أعلنت أنها رفعت عدد الرحلات من 23 رحلة أسبوعيا إلي 26 رحلة بشكل مبدئي لمواجهة زيادة الإقبال ..ولعل ما قاله Norbert Fiebig رئيس اتحاد شركات السياحة الألمانية DRV خلال لقائه بسامي محمود من أن الاتحاد يثق في أن السياحة المصرية تسير في مسارها الصحيح وطلب فقط طمأنته والألمان علي الأوضاع الأمنية .. وعدد كبير من منظمي الرحلات وشركات الطيران أكدوا قدرة الجانب الألماني علي تعويض خسائر السياحة المصرية من التراجع الكبير في السياحة الروسية. تغير زعزوع وليس من المقبول الحديث عن المشاركة المصرية في البورصة دون تناول أهم حدث خيم علي الأجواء المصرية وهوالإستدعاء المفاجئ لوزير السياحة السابق هشام زعزوع نهاية اليوم الأول للبورصة .. فرغم الأهمية الكبري للبورصة والتي يدركها العالم أجمع .. لكن يبدو أن حكومتنا هي الوحيدة التي لا تدرك أهمية هذا الحدث .. بداية يجب أن يكون واضحا أن هذا الغضب ليس بسبب تغيير هشام زعزوع لأنه كان أمرا في حكم المؤكد .. لكن توقيت التغيير وطريقته هي ما أصابت المشاركين بالمعرض وجميعهم من كبار الشركات والفنادق والمستثمرين السياحيين بالغضب .. فقد كان هناك حامد الشيتي صاحب أكبر شركة سياحة في مصر وشريك في الشركة الأولي عالميا .. وسميح ساويرس صاحب اكبر صفقة سياحية في السوق الألماني وناصر عبد اللطيف من كبار المستثمرين وهناك أيضا ألهامي الزيات وحسام الشاعر وكامل أبوعلي وخالد المناوي ونورا علي وأمجد حسون وعماد عزيز وغيرهم أسماء عديدة ولها ثقلها ليس علي المستوي المحلي فقط بل العالمي أيضا . كل هؤلاء أصابتهم غصة كبري من التغيير الحكومي المفاجئ وإستدعاء هشام زعزوع في اليوم الأول للبورصة ..وشعورهم أن هناك إستخفافا من الحكومة بصناعتهم . ولسوء حظ المشاركين المصريين بالمعرض .. أن البورصة الحدث الأهم سياحيا في ألمانيا تفرد لها كبري الصحف صفحات وكان من عناوينها الرئيسية إستدعاء وزير السياحة وتغييره .. والكثيرون لم يتناولوه في حجمه كخبر لكن وجد الخبثاء مادة للهجوم علي مصر التلميح والتصريح بأنها غير مستقرة وتحدث فيها تقلبات مفاجئة . الآن لابد من تحرك لدرء الأثار الضارة داخليا وخارجيا .. علي المستوي الداخلي يقع هذا العببء علي المهندس إبراهيم محلب رئيس الوزراء شخصيا وبصورة عاجلة .. عليه أن يلتقي مجموعة من كبار ممثلي القطاع السياحي ليؤكد لهم أهمية صناعة السياحة بالنسبة للدولة. أما التحرك الثاني يستهدف الرأي العام الخارجي خاصة في ألمانيا صاحبة اهم سوق سياحي في العالم وهوما يقع علي مسئولية وزير السياحة الجديد خالد رامي .. وهوبالطبع يعي تماما بحكم خبرته السياحية الواسعة أهمية طمأنة منظمي الرحلات ..ظهر هذا الوعي الكبير في البيان الأول الذي صدر عن الوزير ليؤكد إلتزام مصر بكافة إتفاقياتها السياحية ..لكن أعتقد أن الشيء المهم الآن أن يسارع وزير السياحة الجديد بعمل جولة مكوكية في أهم الأسواق خاصة الأوربية للقاء كبار منظمي الرحلات في كل سوق وطمأنتهم وهوقادر بالطبع علي توصيل الرسالة . رامي .. الجاد والمتميز سادت حالة من الارتياح غالبية المتواجدين في بورصة برلين من حكوميين ورجال صناعة وإعلاميين بعد اختيار خالد رامي حقيبة وزارة السياحة خلفا لهشام زعزوع.. وهناك أسباب عديدة للترحيب برامي وزيرا للسياحة في مقدمتها أن خالد رامي من الشخصيات المعروفة في الوسط السياحي منذ سنوات.. ويتمتع بخبرة سياحية كبيرة خاصة في جهود التنشيط والترويج ودفع الحركة السياحية من الأسواق المختلفة.. وتقلد العديد من المناصب داخل وزارة السياحة وصولا لمنصب نائب رئيس هيئة التنشط كما أن أهم المزايا التي يتمتع بها خالد رامي أن المعروف عنه بالقطاع الجدية التامة في عمله وعدم المجاملة علي الإطلاق في قراراته والهدوء الشديد ودراسة أي قرار قبل إصداره.. بجانب بعده التام عن الشللية والتكتلات أو الإنصات للمنافقين والمدعين.. كما أنه يتمتع بعلاقات سياحية دولية واسعة اكتسبها من خلال عمله بالمكاتب الخارجية وتولي الملفات المهمة بهيئة التنيشط وقد بدأ رامي بالفعل فرض أسلوبه علي العمل الوزاري من خلال عدة لقاءات مكثفة مع رموز العمل السياحي بالوزارة والقطاع الخاص ووصلت رسالته للجميع أنه لن يسمح بضياع وقته في الضرب تحت الحزام أو الكلام الذي لن يفيد السياحة.. وكان حديثه صريحا ومباشرا أنه لن يسمح إلا بما يفيد صناعة السياحة وتحقيق أمل مصر منها.