الرئيس السيسى خلال حواره لإذاعة «أوروبا 1» كنا حريصين علي عدم التدخل.. لكن لن نسمح لهم بذبح أبنائنا دعا الرئيس عبد الفتاح السيسي لاستصدار قرار من الأممالمتحدة يمنح تفويضا لتشكيل تحالف دولي للتدخل في ليبيا، واعتبر أن مهمة الائتلاف الدولي الذي دعم الاطاحة بالقذافي لم تنته. وأكد ان القصف الذي شنه الجيش علي مدينة درنة شرق ليبيا جاء في اطار الدفاع عن النفس، وقال: «لن نسمح لهم بقطع رءوس أولادنا». وأشار الي ان الامر يتطلب تكرار الضربة لكن بشكل جماعي وأكد الرئيس علي ضرورة رفع الحظر عن الاسلحة التي تصل للجيش الليبي حتي يتمكن من الدفاع عن شعبه وبلده وأشار إلي أن هذا هو الجهد الذي يقوم به حالياً سامح شكري وزير الخارجية في إطار مجلس الامن الدولي وبالتشاور مع فرنسا وإيطاليا والاصدقاء الأوروبيين..جاء ذلك خلال مقابلة خاصة اجراها الرئيس السيسي مع جون بيير الكاباش بإذاعة «أوروبا 1» الفرنسية، وحول قرار قصف داعش في ليبيا قال: «كنا حريصين علي ألا نتدخل عسكريا، ولم نكن نود التحرك داخل الحدود الليبية احتراماً لسيادة ليبيا وشعبها لكن ما حدث جريمة ارهابية وحشية تعرض لها أبناؤنا.. لا يمكن ان يتم ذبح ابنائنا ولا نتحرك.. وأكد الرئيس ان هذا يعتبر شكلاً من اشكال الدفاع عن النفس يوافق عليها القانون الدولي والمجتمع الدولي والأعراف.. فلن نسمح لهم بقتل وذبح ابنائنا الابرياء ورداً علي سؤال حول توجيه ضربة أخري، قال السيسي: نحن في حاجة أن نكرر ذلك ولكن معا لوقف التطرّف والإرهاب وعما إذا كانت مصر تطالب بإصدار قرار من مجلس الأمن الدولي لتشكيل تحالف للتدخل في ليبيا حتي لا تتدخل بمفردها، أجاب الرئيس السيسي «نعم ليس هناك خيار آخر مع الوضع في الاعتبار موافقة الشعب والحكومة الليبية للتحرك لإعادة الأمن والاستقرار بالتعاون معهم» واضاف الرئيس «نحن نعتبر أن كل المصريين أبناؤنا وأشقاؤنا وما حدث جريمة نكراء ضد الإنسانية ليس فقط بحق المصريين» وأكد أن هذه الرسالة يوجهها للأوروبيين والفرنسيين علي وجه الخصوص، وقال: لقد حذرت الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند منذ أربعة أشهر من الأوضاع في ليبيا لأن ما يحدث يحوَّل المنطقة إلي معقل سيهدد المنطقة بأكملها وليس مصر فقط» وتابع: يتعين علي دول حوض المتوسط وأوروبا معالجة هذه المشكلة لأن المهمة لم تنته في ليبيا فنحن تركنا الليبيين أسري لميليشيات متطرفة» وحول كيفية التعامل مع الخطر الذي تمثله ليبيا علي افريقيا وتونس ومصر وأوروبا، شدد الرئيس السيسي علي أهمية دعم الشرعية واختيار الشعب الليبي فالميليشيات التي تود أن تشارك يجب أن تسلم أسلحتها تعمل في إطار مدني، نحن في حاجة إلي إعادة الاستقرار ولذلك يجب نزع السلاح ومنع وصول الأسلحة لأيدي المتطرفين القادمين من بلدان أخري وفي سؤال حول غضب وتأثر الرئيس السيسي خاصة من هذا الخطر، أجاب الرئيس أن الغضب بدأ منذ شهور طويلة مضت، وقال: «فمنذ أكثر من عامين حذرنا من الأوضاع في سوريا والعراق وتداعياتها السلبية علي كل المنطقة فعندما تدهور الوضع في ليبيا قلنا: إنه سيكون هناك خطر كبير علي الأمن والاستقرار ليس فقط علي الليبيين ولكن أيضا لدور الحوار والأوروبيين، وقلنا إن الإرهاب سيذهب لمكان آخر فعلينا أن نعمل معا لدحره.. ولا أتحدث فقط عن مواجهة أمنية أو عسكرية بل عن مواجهة شاملة ثقافية تعليمية اقتصادية وسياسية وحول اقتراح الرئيس الفرنسي عقد اجتماع لمجلس الدفاع الأوروبي بمشاركة مصر، ومدي ترحيب القاهرة بالمشاركة قال الرئيس: «نحن نحتاج إلي أن نتحرك مع كل الاصدقاء لوضع خارطة طريق حقيقية لإعادة الامن والاستقرار الي المنطقة «وشدد السيسي علي أننا في حاجة لمعدات متقدمة قادرة علي الوصول لمناطق لا يمكن الوصول إليها بمعداتنا الحالية، وأشار الي أنه نظراً لذلك فضل التسليح الفرنسي المتطور جداً الذي يمكن الاعتماد عليه وحول سرعة اتمام صفقة طائرات الرافال خلال 4 شهور فقط وهل كان هذا قرار سياسياً؟ أجاب الرئيس ان أولاند أظهر منذ أول لقاء لهما تفهما حقيقياً للمخاطر التي تحدق بالمنطقة وتواجهها مصر، وأضاف: الرئيس الفرنسي كان حريصاً علي التجاوب مع كل مطالبنا حول الأمن والاستقرار ليس فقط لمصر ولكن للمنطقة بأكملها، وطالبنا الحصول علي طائرات الرافال وفرقاطة فريم» وعما إذا كانت هذه الصفقة تعكس الثقة في التكنولوجيا الفرنسية والقيادة السياسية الحالية بفرنسا، وقال الرئيس : «بالطبع.. التكنولوجيا الفرنسية ممتازة، فلدينا طائرات ميراج 5 وميراج 2000، واستخدمناها لسنوات طويلة، كما أن لدينا صواريخ كروتال العامة في الدفاع الجوي، المعدات الدفاعية الفرنسية متقدمة ومتطورة جداً ويمكن الاعتماد عليها» وحول تفاوضه شخصياً حول الصفقة مع وزير الدفاع الفرنسي وما يعكسه ذلك من حاجة ماسة لهذه الطائرات، قال السيسي: «لقد رأيتم بأنفسكم المخاطر التي تحدق بنا وبالمنطقة بالكامل، لذلك فنحن نحتاج لمعدات حديثة يمكن أن تذهب الي اماكن لا يمكن ان نصل إليها بمعداتنا الحالية وأكدالرئيس السيسي إن مصر تقيم علاقات مع كل دول العالم ولكن التطورات التي شهدناها في الأعوام الأربعة الماضية تم قراءتها في العلاقات المصرية بطرق مختلفة، فنحن حريصون علي إقامة علاقات وثيقة ونحتاج إلي دعم كل دول العالم وعما إذا كان هناك فتور في العلاقات مع الإدارة الأمريكية الحالية، قال الرئيس السيسي إن هناك شيئًا مهمًا جدًا فقد أتحنا الفرصة للأصدقاء بأن يتفهموا ما يحدث في مصر، وأن ما شهدته كان تعبيرًا عن رغبة الشعب الذي رفض أن يحكمه تيار ديني ورفض استمراره وحول ما إذا كان الأوروبيون قد تفهموا هذا الأمر أكثر من الأمريكيين، أكد الرئيس السيسي أن هذا ما حدث لأنهم (الأوروبيون) أقرب إلينا وبخصوص تنظيم «الإخوان»، قال الرئيس السيسي «نحن لا نتعامل مع ناس سلميين، فنحن حريصون جدًا علي توفير مناخ لكل المصريين أيا كانت أفكارهم حتي لو كانت مختلفة، ولكن المشكلة أن أصحاب تلك الأفكار يجب أن يظهروا رغبتهم في العيش معنا دون فرض فكرهم بالقوة». ووصف السيسي، فكر «الإخوان» بأنه لا يقبل حلولاً، وأنه قد تم اختباره في السنوات الأخيرة، وكان واضحًا جدًا من خريطة التطرّف والإرهاب في العالم أن هذا الفكر يحتاج إلي مراجعة حتي يكون متسقًا مع تعاليم الأزهر، مؤكدًا علي ضرورة تطوير خطاب الإسلام السياسي وردًا علي سؤال حول تفهم الرئيس السيسي للخطر الذي يمثله تنظيم «الإخوان» وظاهرة الجهاد، ووجود هذا الخطر حتي في كل دول أوروبا، قال السيسي «لم أكن الوحيد الذي يفكر بهذا الشكل أودّ أن أشير إلي انني أتحدث عن ملايين المصريين، أتمني أن تتمكنوا من لقاء مواطنين مصريين عاديين، فهو شعب لديه تاريخ سبعة آلاف سنة» وحول حقوق المرأة والإنسان، أشار الرئيس السيسي إلي أنه «إذا كنّا نتحدث عن تطوير الخطاب الديني والتعايش مع الآخر في سلام وأمن فكيف لنا ألا نحترم الحقوق الأساسية سواء في مصر أو خارج مصر، وهذا ليس كلامًا سياسيًا وردا علي سؤال حول تطبيق عقوبات الإعدام التي نطق بأحكامها القضاء المصري بحق عدة أفراد ينتمون للإخوان «بوصفهم إرهابيين»، أو إمكانية تخفيفها إن كان لدي الرئيس السيسي السلطة لذلك، أجاب الرئيس « هذا سؤال رائع.. لماذا؟ حتي تصل رسالتي لكل المستمعين الأوربيين، فكم حكم إعدام تم تنفيذه في مصر، إنها مرحلة من مراحل التقاضي، وتتبقي مرحلتان قبل أن يكون الحكم واجب النفاذ، فالشخص المدان لديه كل الفرص للدفاع عن نفسه والاستئناف، وهذا ما أريد أن أقوله ليس من السهل قتل ناس حتي وإن قاموا بقتلنا فلنترك القضاء المصري يقوم بدوره كما تحترمون قضاءكم، نريد أن يكون هناك دولة مؤسسات فنحن نحترم نظامنا القضائي ومحاكمنا» وحول إلي من سيوجه الرئيس السيسي الدعوة لحضور المؤتمر الاقتصادي الذي سيعقد في مارس المقبل بشرم الشيخ، قال الرئيس «نحن ندعو كل الأصدقاء، وكل الرؤساء، وكل رجال الأعمال المستعدين للقدوم للعمل في مصر والاستفادة من الاستثمارات الهائلة في دولة مثل مصر التي يبلغ عدد سكانها 94 مليون نسمة وتقع في قلب العالم، فمصر من الممكن أن تشكل قاعدة انطلاق نحو إفريقيا والخليج»..وأكد الرئيس السيسي، علي ضمان أمن السائحين في أسوان والأقصر والقاهرة، قائلاً إن «تأشيرة الدخول إلي مصر هي تعني ضمان أمن كل زائرينا، وبالطبع سنضمن أمنكم ليس فقط في أسوان ولكن في كل المناطق السياحية» وبخصوص المشروعات التي يمكن أن تساهم فيها فرنسا في مصر، قال الرئيس السيسي «لدينا مشروعات ضخمة فالمستثمرون والحكومة الفرنسية يمكنهم العمل معنا في مجال الطاقة والبنية التحتية واللوجيستيات، فأنتم مرحب بكم وننتظركم في كل المجالات» وحول طلبه من المصريين بالتوقف عن توجيه عبارات مدح وثناء أثناء الحديث إليه، وعما إذا كان هذا يسبب انزعاجا له، قال الرئيس السيسي «أنا إنسان مصري بسيط وعادي، وأتيت من قلب المجتمع المصري ولا احب التمييز.. وأتمني أن أفعل شيئا جيدا لبلدي» وردا علي سؤال حول الشخصية الفرنسية التي يري فيها الرئيس السيسي نموذجاً يمكن الاقتداء به، قال الرئيس السيسي «رأيت أن الرئيس دو جول جاء في مرحلة حرجة من تاريخ فرنسا.. بالطبع لا أقارن نفسي بهذا القائد الكبير، ولكنني أتمني أن أنجح مثله كما نجح في مواجهة تحديات بلاده»