وفجأة أصبح السودان هو مركز الكون والدولة الأكثر أهمية فوق الكرة الأرضية، ولأنهم يتصورون أننا ساذجون إلي حد البلاهة فإننا سنكتفي هنا بالقول ان هذا الاهتمام الأمريكي، والصيني، والأوروبي..إلخ إنما تصادف -فقط تصادف- مع ظهور البترول في أراضي السودان وليس أبدا بسبب ظهور هذه الثروة الاستراتيجية!! وحتي نكون -كما يريد لنا العالم الخارجي- ان نكون أكثر عبطا وتخلفا فسوف نتجاهل هذه العلاقة الواضحة بين التهديدات التي مارسها الغرب خلال السنوات الأخيرة علي نظام الحكم في السودان، واستصدار قرار تاريخي بالقبض علي ذات الرئيس السوداني، وذلك رغم ان الرئيس الأمريكي أوباما تفضل وتكرم بكتابة مقال نشرته صحيفة نيويورك تايمز بالأمس أعلن فيه بكل الفجاجة »ان إجراء استفتاء هادئ ومنظم يمكن أن يضع السودان من جديد علي طريق إقامة علاقات طبيعية مع واشنطن، وذلك في أعقاب سنوات من العقوبات، أما إجراء استفتاء تسوده الفوضي فإنه سيؤدي إلي المزيد من العزلة، وأنه إذا اختار زعماء السودان السلام، وأنجزوا تعهداتهم فإن ذلك سيؤدي إلي علاقات طبيعية مع واشنطن تشمل رفع العقوبات الاقتصادية وبدء استبعاد السودان من قائمة الدول التي ترعي الإرهاب«.. يعني المسألة كانت مجرد ضغط أمريكي لإجبار السودان علي قبول هذا المصير!!. هكذا بكل نفاق وبجاحة يمكن استبعاد دولة من قائمة الدول التي ترعي الإرهاب، واستبعاد رئيس دولة من قائمة المطلوب القبض عليهم ومحاكمتهم، وفي هذا المنحني ما علينا إلا الاستمرار في أداء دور »عبيط القرية« الذي لا يفهم ولا يدري ماذا يجري من حوله، ولكن من حقنا أن نقر ونسرّ فيما بيننا وبين أنفسنا، بأن البترول عندنا لم يكن أبدا ثروة قومية بقدر ما كان وسيظل دائما، مصدر لعنة أدت إلي مؤامرات ومكائد ضد جميع الدول العربية، كان آخرها غزو واحتلال العراق وإعدام رئيسه وكبار قادته جهارا نهارا، ثم كان أخيرا -وليس آخرا- مؤامرة تقسيم السودان إلي دولتين، في هذا الوقت الذي يتجه فيه العالم بأجمعه إلي الوحدة والتكتلات الكبري من أجل صالح الشعوب... آسف الشعوب الغربية وحدها، أما نحن »فأشياء« أخري تختلف كلية وتماما!!